سليمان شفيق
صرحت  قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، أنها انسحبت من أجزاء من طرابلس خلال الليل بعد أن خسرت اول امس الاثنين، قاعدة الوطية الجوية غربي العاصمة، في أكبر تقدم لقوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا ومليشيات الارهاب .

أعلن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عما وصفه بـ"انسحاب تكتيتي، ومناورة تراجعية اختيارية" في سياق المعارك الدائرة في ليبيا، بين الجيش وقوات ما تسمى بالوفاق المدعومة من تركيا.

وكشفت صفحة المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، التابعة للجيش الليبي، على فيسبوك، تفاصيل الأحداث التي وقعت في قاعدة الوطية غربي البلاد.

وقالت الصفحة، إنه وبشكل مدروس وآمن، تم سحب 1000 آلية ومدرعه وغرفة عمليات متنقلة ومعدات عسكرية دقيقة لم تتحصل الميليشيات على واحدة منه.

كما سحبت كل الطائرات ومنظومات الدفاع الجوى والمستشفى الميداني والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف، ولم تعثر الميليشيات إلا على منظومة متضررة محطمة وطائرات خردة من عام 1980

وأكد المركز الإعلامي انسحاب 1500 جنديًّا وعدم أسر أيًّا منهم.

وأشار المركز إلى أن الانسحاب جزء من الخطة العسكرية وأن تكون مدروسة بشكل جيد ويُطبق ذلك الجزء بعد اتمام العملية كُليًّا أو لاستعادة القوى والرجوع لأرض المعركة بخطة ممنهجة لتفادي الخسائر.

وشدد المركز الإعلامي، على أن قاعدة الوطية ليست ذات أهمية عسكرية في الوقت الحالي ولكنها إنجاز معنوي مهم جدًا للميليشيات

وقال المسماري إنه تم إخلاء القاعدة كجزء من قرار استراتيجي مخطط له منذ فترة طويلة وأنه لم يبق هناك سوى المعدات القديمة والمتهالكة.

وقال المتحدث باسم قوات شرق ليبيا أحمد المسماري إن القوة نفذت عملية إعادة انتشار وتمركز على جبهات القتال، متخلية عن بعض المناطق السكنية المزدحمة.

فيما يري محللون عسكريون ان هذه الخسارة إلى حرمان الجيش الوطني من مطاره الوحيد قرب طرابلس.

ويقاتل الجيش الوطني الليبي منذ أكثر من عام من أجل السيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني ،والتي رجحت كفتها في الحرب منذ يناير بمساعدة عسكرية ومرتزقة من تركيا.

وصفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية سيطرة حكومة الوفاق الليبية ، على قاعدة "الوطية" جنوب شرق طرابلس الجوية، خسارة كبيرة للجنرال خليفة حفتر، قائد "الجيش الوطني"، وتعقد الصراع في ليبيا.

ويرى محللون، أن الطائرات بدون طيار التركية كانت مفيدة في الاستيلاء على القاعدة الجوية، حيث سقطت القاعدة بعد أسابيع من الهجمات رغم نشر قوات الجنرال حفتر في نهاية الأسبوع نظامين للدفاع الجوي الروسي "بانتسير".

وأصبح الصراع في ليبيا مُدَوَّلاً بشكل كبير مع قيام قوى إقليمية بدعم لكلا الطرفين اضافة للغطاء الدبلوماسي، لكلا الجانبين رغم الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة لحل تفاوضي.

ونقلت الصحيفة عن جليل الحرشاوي، المحلل الليبي في معهد كلينجندايل، وهو مركز أبحاث هولندي قوله:" إن الاستيلاء على القاعدة الجوية خسارة  للجنرال حفتر، الذي يسيطر عليها منذ 2014، وكشف سقوط القاعدة عن ارتباك ونقص في المشاركة.

وأوضح أن تأثير سقوط القاعدة سيكون كبير على الجيش الوطني، وستحولها تركيا على الأرجح إلى قاعدة دائمة".

وقال محللون إن تكثيف الدعم العسكري التركي هذا العام لحكومة الوفاق الوطني ساعدها على تعزيز دفاعاتها، والاستيلاء على بلدات سورمان وصبراتة في غرب ليبيا في الأسابيع الأخيرة.

وتعاني ليبيا، منذ سنوات، من صراع مسلح على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط، فيما عبر المتحدث بأسم الاتحاد الأوروبي بوريل عن حرص الاتحاد على تحقيق الاستقرار في ليبيا، معربًا عن القلق إزاء تصاعد العنف، وشدد على أن الاتفاق السياسي (لعام 2015) هو الإطار الوحيد المعترف به دوليًا لإدارة البلاد والانتقال السياسي، وأعرب عن أمله باستئناف محادثات جنيف العسكرية "5 + 5"، التي أقرت آية لوقف إطلاق النار.
 
قاعدة الواطية :
قاعدة الوطية الجوية أو قاعدة عقبة بن نافع الجوية (سابقاً)، وهي قاعدة عسكرية جوية، وتعتبر أهم قاعدة إستراتيجية في غرب ليبيا.وتُعد القاعدة العسكرية الوحيدة في ليبيا التي لاعلاقة للطيران المدني بها، بخلاف أغلب المطارات الأخرى في البلاد ذات التأسيس العسكري.

تقع جنوب مدينة العجيلات وتابعة إدارياً لمدينة الجميل في غرب البلاد كما انها لا تبعد عن الحدود التونسية سوى 27 كيلومتر (13 ميل) وعن مطار طرابلس الدولي 75 كيلومتر. ويبعد عن مدينة طرابلس 170 كيلومتر، كما يمتد على مساحة 10 كيلومترات، وتحتوي على أنواع مختلفة من طائرات الميغ 21 و23 إلى جانب مروحيات مي 35 الهجومية.

قبل ثورة 17 فبراير، كانت مركز عمليات لاسطول مقاتلات الميراج  وحالياً تضم غرفة عمليات تابعة للجيش الليبي منذ 2014 

أنشئت القاعدة عام 1942 عقب الوصاية الدولية الثلاثية بين بريطانيا فرنسا الولايات المتحدة الأمريكية على ليبيا إبان الاستعمار الإيطالي.  تعتبر ذات بنية عسكرية كبيرة تسمح لاستيعاب وايواء 7 الأف عسكري . تم بناء القاعدة على أساس تحصينات التضاريس الجغرافية بالإضافة إلى إنشاء تحصينات خارجية.

عقب إندلاع الثورة الليبية 17 فبراير 2011 وبدء المعارك بين الجيش الوطني الليبي وقوات القذافي، ففي 17 أغسطس بدأت معارك في المنطقة الغربية وسيطر الجيش الليبي على أغلب مناطق الغرب الليبي بما فيها قاعدة الوطية الجوية  كما تعرضت القاعدة لقصف مكثف من حلف شمال الأطلسي (حلف الناتو) عام 2011 ولحقت بها أضرار بالطائرات ومستودعات الذخيرة آن ذاك.

هكذا اصبح الوضع في ليبيا اكثر تعقيدا ، خاصة بعد الدعم المفتوح من تركيا والمليشيات لحكومة الوفاق ومساندة اخري من حلف الاطلنطي وبعد الدول الاوربية ، والاهم هو التهديد الخطير علي الامن القومي المصري من هذا التدخل التركي ودفع الالاف من مليشيات الارهابيين الي ليبيا .