د. مينا ملاك عازر

عيد وسط آلام من الحرمان من حضور للكنيسة للتمتع بالصلوات والتواجد في بيت ربنا ليس خوفا من كورونا وإنما من تفشيه بسبب التجمعات. 
 
بعد تجاوز آلام الحرمان من الكنيسة، ننتقل لآلام الحرمان من الخروج والفسح والتجول بين المطاعم لتناول الوجبات الفطاري التي كنا محرومين منها، والتمتع بمناظر النيل والحدائق في شم نسيم وغيره.
 
آه نسيت أقول لحضرتك، أن ثمة آلام إنسانية جبارة تجتاح المرأة بالذات، المرأة القلقة والخائفة والمتبعة تعليمات السلامة التي حرمت نفسها من الذهاب للكوافير وشراء الملابس، والأخير لو تعلمون لأمر عظيم، فالحرمان من ملابس العيد لأمر جلل، وحتى إن كانت قد اشترتها من تخفيضات الموسم السابق كامرأة مدبرة، فهي محرومة من لبسه والتزين والتباهي به أمام الآخرين وسط تعليمات السلامة التي تحض على منع التجمعات.
 
يعني من الآخر العيد قبله وأثناءه وبعده كله آلام للحرمان من أشياء اعتدناها ودأبنا على تنفيذها، ولكننا وفجأة وبسبب شيء متناهي الصغر، حتى أنه لا يرى بالعين المجردة، ولا يحارب وجه لوجه، ولا يمكنك صده بنفسك بل أنت تعول على الآخرين من العلماء الجالسين في المعامل والأطباء الواقفين في خدمة المرضى لصد آلامهم الجسدية، ومنع تزايد انتقالهم من هذا العالم الفاني، أقول وفجأة وبسبب هذا الشيء المجهري الرؤية، حرمنا منها، وعرفنا قيمتها، وتألمنا لغيابها.
 
لكن الكارثة في هؤلاء الذين لم يعبأوا بالكارثة المحدقة بالبشرية وقرروا أن يتجمعوا ويبتاعوا ملابس جديدة، ويذهبن للكوافير ضاربين بتعليمات السلامة عرض الحائط، لا أعلم إن كانوا لم يعرفوا، او لم يتأكدوا أن الفايروس موجود، هذا إن كان منطقهم بأنه غير موجود وأنه غير حقيقي أو كان منطقهم أنهم أقوى منه، أو أنهم لم يروا واحد سقط بسببه وعلى إثره، بصراحة مش عارف منطقهم إيه الناس دي؟ لكن واضح إنهم بلا منطق وعقلهم لا مؤاخذة على أده.
مرة أخرى، أعتقد أن زمن الضغط على عيادات الأطباء النفسيين قادم لا محالة وخاصة بعد تعافي البشرية من المرض، المهم أن نتعافى من الفايروس لنستطيع الذهاب لهم إن بقينا أحياء لكي يعالجوننا من آثار الندبات التي تركها الفايروس الصغير على نفسيتنا بعد أن نكون قد نفدنا منه بأجسادنا سواء أصبنا به وتعافينا أو استطعنا الفكاك منه ولم نصب منه -بإذن الله-
 
في كل الأحوال أثناء وبعد الفايروس، سيعلى من قيمة الطبيب، بعد أن كانت قد انخفضت قيمته بمجرد مغادرته لكلية القمة التي يحرق فيها أموال أبوه وأعصاب أمه وطاقته الذهنية لكي يصل لها فيصبح مجرد موظف لا يتقاضى ما يستحقه، لكن الأهم أن نعلي قيمة العلماء الذين بدونهم لن نتمكن من إيجاد مصل للفايروس، والأمر الأهم حتى من إيجاد علاج للفايروس في المصل للقضاء المبرم على هذا الصغير القاتل.
 
المختصر المفيد كل سنة وأنتم طيبين والسنة القادمة لا نكون محظورين، ونكون متغيرين بجد.