محمد حسين يونس
في عام 1919 نظّمتْ هدى شعراوى وقادت أول مظاهرة نسائية ضد الاحتلال البريطاني. وفي عام 1923 أسّست الاتحاد النسائي المصري وكان من أهم أهدافه: ((رفع مستوى المرأة الأدبي والاجتماعي للوصول بها إلى حد يجعلها أهلاَ للاشتراك مع الرجال في جميع الحقوق والواجبات... )).

بعد عشر سنوات و في مقابل نجاح الحركة النسوية الملفت والأصداء الواسعة التي حققتها ، أسّس حسن البنّا، في 26 أبريل 1933، جناحاً للأخوات داخل تنظيم الإخوان المسلمين، سمّاه (فرقة الأخوات المسلمات)؛ حدّد فيه دورهن الدعوي في ((التصدّي لحركة هدى شعراوي)) .

هذان التياران تبادلا السيطرة علي رأس وسلوكيات و توجهات و زى المرأة المصرية من الطبقة المتوسطة لما يقترب من القرن .

التيار الأول ...كما كتبت صحفية فرنسية ..أدى إلي ((بروز طبقة نسائية كانت تختفي وراء الأسوار والنقاب، لا تستطيع أن تنال أي وجود لها في الحياة العامة والسياسية فأصبحت ظاهرة للعيان ولها في الساحة أنشطة تتناقل الصحف أنباءها وإسهاماتها التي نالت تشجيع الدولة ورجالات السياسة وأهل الأدب والفكر)).

والتيار الثاني ...كما كتب حسن البنا ... يهاجم بكل قوة تطور سلوك النساء ..((مهمّة المرأة زوجها وأولادها... أمّا ما يريد دعاة التّفرنج وأصحاب الهوى من حقوق الانتخاب والاشتغال بالمحاماة، فنردّ عليهم بأنّ الرّجال وهم أكمل عقلاً من النساء لم يحسنوا أداء هذا الحق، فكيف بالنّساء، وهنّ ناقصات عقلٍ ودين)).

خلال الفترة القادمة أى خلال فترة الحظر من الكورونا ( نهاية شهر مايو ) .. سأحاول أن أرصد هذا الصراع .. و كيف تحولت السيدات الأميات المستكينات بنات النصف الأول من القرن العشرين إلي طبيبات ومهندسات و وزيرات في النصف الثاني من نفس القرن .. ثم كيف إنتكسن ليعدن عورات يجب حجبهن عن عيون الرجال مع بدايات القرن الحادى و العشرين ..