كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس،  اليوم الأربعاء، بأن الفلسطينيين في هذه الظروف الخطيرة التي يمرون بها إنما هم بحاجة إلى ترتيب بيتهم الفلسطيني بطريقة جدية وجذرية كما أنهم بحاجة إلى مسار جديد يشارك فيه كافة الفلسطينيون ولا يستثنى من ذلك احد على الإطلاق ، فالقضية الفلسطينية هي قضية كل الشعب الفلسطيني وليست قضية جماعة دون الأخرى وكافة الفصائل والأحزاب والشخصيات الوطنية والاعتبارية وحتى المستقلين أيضا يجب ان يكون لهم دور في رسم الخارطة المستقبلية لنضالنا التحرري الكفاحي من اجل الانعتاق من الاحتلال واستعادة الحقوق السليبة .
 
مضيفا في بيان رسمي، قد انهارت اتفاقيات أوسلو منذ زمن بعيد لا بل الأخطر من ذلك ان هذه الحقبة التي سميت زورا وبهتانا بالعملية السلمية كانت الاخطر والاسوأ في تاريخنا كفلسطينيين ففي هذه الحقبة بنيت أسوار الفصل العنصري وازدادت المستوطنات اما القدس فحدث ولا حرج ، وما يحدث فيها لا يمكن ان يوصف بالكلمات ، قد انهارت اوسلو غير مأسوف عليها وعلى الفلسطينيين اليوم ان يجلسوا معا وسويا لكي يرسموا خارطة مستقبلية لهم ولوطنهم ولقضيتهم العادلة ، وان حالة الارتباك والانقسام الفلسطيني الداخلي كانت عاملا مساعدا للاحتلال لكي يمرر الكثير من مشاريعه ولذلك فإننا نتمنى مجددا بأن يتم إطلاق مبادرة جديدة بإطار جديد وبأفكار جديدة وبأسرع ما يمكن ونحن سائرون نحو حقبة جديدة .
 
 
وواصل  :" فكيف يمكن لنا ان نتحدث عن دولة وهي ليست موجودة على الارض وعن سلطة هي في الواقع مقيدة وملزمة باتفاقيات يرفضها الفلسطينيون جميعا ، هنالك واقع مأساوي يجب ان يتغير وفي رسم الخارطة المستقبلية لمستقبل فلسطين يجب ان تشارك كل الفصائل بدون استثناء فمهما كانت الخلافات محتدمة يبقى هنالك قاسم اساسي يجمعنا جميعا وهو فلسطين وقضيتها وشعبها وإنسانها الذي يتوق إلى الحرية والكرامة والعيش بسلام في وطنه، .أعداءنا يراهنون بأن الفلسطينيين سوف يستسلمون في يوم من الأيام وبأن المال السياسي الملوث بالخيانة والعمالة سوف يساهم في ذلك .
 
ولفت :" اقول بأن تضحيات شعبنا لا تضاهى بكل اموال الدنيا ودماء الشهداء وتضحيات الاسرى هي اكبر بكثير من اي اموال او دعم يأتي من هنا او من هناك خاصة وان الدعم يأتي مشروطا بمواقف سياسية والفلسطينيون ليسوا مقتنعون بها ، ان اجتماع البارحة في رام الله ليس نهاية الطريق ويجب ان تكون هنالك اجتماعات قادمة وسريعة وان يصار الى التواصل مع كافة الفصائل التي لم تشارك لكي تكون حاضرة ومشاركة بشكل فعلي في الاجتماعات القادمة ، واقول لشعبي الفلسطيني بأن اوسلو انهارت منذ زمن طويل وبات الفلسطينيون بغالبيتهم الساحقة لا يؤمنون بسلام هو في واقعه استسلام وقبول بالامر الواقع الذي يرسمه الاحتلال لنا .
 
وأناشد القيادات السياسية الفلسطينية ان ترتقي إلى مستوى المسؤولية وان تقوم بواجباتها فالمرحلة التي نمر بها خطيرة فصفقة القرن يراد تمريرها والقدس يراد ابتلاعها وحق العودة يراد تصفيته والفلسطينيون قادرون بوحدتهم ولحمتهم على إفشال كافة المشاريع المعادية .
 
كما أضاف :" لا يجوز ان نقبل بأن تتغلغل الى نفوسنا ثقافة اليأس والإحباط والاستسلام مهما اشتدت حدة المؤامرات التي تستهدفا وتحيط بنا فمعنوياتنا يجب ان تكون عالية وإرادتنا صلبة ونحن قادرون على إفشال صفقة القرن وغيرها من الصفقات المشؤومة ولكن هذا يحتاج الى التضحية في سبيل الوطن وليس ان يُضحى بالوطن من اجل مصالح وأجندات لا علاقة لها بالقضية الفلسطينية ، ونحن فلسطينيون وسنبقى صامدون في أرضنا ومتشبثون بحقوقنا وثوابتنا وكلمات الاستسلام واليأس والإحباط والقنوط ليست موجودة في قاموسنا ، الصورة قاتمة وهذا امر يلمسه الجميع ولا يجوز امام هذه الحالة التي وصلنا إليها ان نتراجع قيد أنملة إلى الخلف أو ان تنهار معنوياتنا فهذه خدمة مجانية للاحتلال .
 
واختتم :"المعنويات يجب ان تكون عالية والإرادة صلبة ولا توجد هنالك قوة قادرة على النيل من عزيمتنا وإرادتنا وسعينا من اجل تحقيق طموحاتنا وتطلعاتنا الوطنية .