كتب – روماني صبري 
 
غاص التدخل التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى عمق الأزمة، أنقرة التي أرسلت آلاف المرتزقة إلى العاصمة طرابلس للقتال إلى جانب الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق غير الشرعية ضد الجيش الليبي الوطني، تحاول اليوم البحث عن مخارج من المأزق وتستنجد بحلف شمال الأطلسي، حيث طلب أردوغان تدخل الناتو لوقف تقدم الجيش الوطني مما يطرح علامات استفهام بشان علاقة أنقرة والناتو بين الاستفزاز والابتعاد عن استراتيجيات الحلف سياسيا وعسكريا، كيف سيكون رد الناتو وما خلفيات الطلب التركي.
 
الهدف تفعيل قرار الناتو 
وفي إطار ذلك، قال الكاتب والباحث السياسي اسماعيل كايا، عبر الفيديو لفضائية "سكاي نيوز عربية"، ثمة نقطتين وجب علي توضحيهما، النقطة الأولى تتعلق بمصطلح طلب الدعم التركي من الناتو، وهذا مصطلح غير دقيق، لان ما حدث محادثات هاتفية جرت بين فايز السراج رئيس حكومة الوفاق وأمين عام حلف شمال الأطلسي "الناتو"." 
 
وأردف :"  كما جرت محادثات هاتفية بين الرئيس التركي وأمين عام الناتو بخصوص الحديث عن تفعيل قرار أوروبي سابق من الناتو عام 2018 يقضي بتقديم  الدعم اللوجستي  والتدريب لحكومة الوفاق التي يعترف بها اغلب دول العالم باعتبارها الحكومة الشرعية في ليبيا." 
 
التدخل التركي قلب الأوضاع في ليبيا 
موضحا :" النقطة الأخرى تتعلق  بالحديث عن أن تركيا باتت في وحل وتستنجد بالغرب، هذا القول معاكس تماما لما يجرى على ارض الواقع، لان ما يحدث على ارض الواقع هو العكس تماما، فمنذ بداية التدخل العسكري التركي في ليبيا هناك انقلاب واضح في موازين القوى لصالح حكومة السراج." .
 
مساع السلطان العثماني لإنقاذ الوفاق الإرهابية 
مشيرا :" تركيا لم تقدم سوى بعض الدعم  المخابراتي والمعلوماتي وبعض التدريب والمعدات العسكرية فقط، ولم تقم بتدخل عسكري مباشر حقيقي بمعناه المباشر، والعمليات على الأرض توضح أن ذلك يحقق انتصارات عسكرية كبيرة لصالح حكومة الوفاق التي تقترب من تامين حدود العاصمة طرابلس." 
 
هدف اردوغان نهب الموارد 
وبدور قال "مايكل بريجينت" الباحث في معهد هدسون، من المهم أن نعرف ما الذي يريده الرئيس التركي من الوضع في ليبيا، ونحن نعرف أن تدخله في ليبيا هدفه نهب موارد البلاد لذلك يريد جعل جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية مسيطرة على البلاد هناك، لتحقيق أجندته ومخططاته." 
 
السلطان العثماني مزدوج الشخصية 
وتابع :" أردوغان يريد أن يتجاهل الناتو في سوريا، والآن يطلب مساعدته في ليبيا وكذا يطلب المساعدة من فرنسا من جهة أخرى، وأقول إن فرنسا مهمة أكثر للعلاقة مع الناتو أكثر من تركيا، اردوغان يستعمل تهديدات ضد ألمانيا وضد حلفاء الناتو، بتصريحاته انه سيطلق اللاجئين إلى البلدان الأوروبية في حالة رفضوا دعم خططه في ليبيا." 
 
معول هدم وخراب 
وشدد :" ما فعله الرئيس التركي في شرق سوريا هو انه زعزع الاستقرار هناك، عبر تمكين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا من السيطرة على بعض المناطق هناك." 
 
موضحا :" تركيا ليست الدولة المنافسة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي تعركل مخططاتها، كما يتزعم، لان أردوغان تحالف مع إمارة قطر وطهران وأصبحت الدول الثلاثة في صف واحد." 
 
بزعم الحرب على الإرهاب 
وشدد  "مايكل بريجينت" الباحث في معهد هدسون، على أن اردوغان هدفه نهب ثروات ليبيا مستغلا انها لم تعد دولة قانون، وكذا بزعم الحرب على الإرهاب، مشيرا :" لكن في الحقيقة اردوغان يريد الثروات الليبية فقط والمحافظة على وضع جماعة الإخوان المسلمين هناك."