د. مينا ملاك عازر
بالرغم من تناهي صغر هذا الفايروس الذي أسقط مئات الألوف قتلى، والملايين مصابين، إلا أنه أيضاً عرى وكشف سياسات خاطئة، تحلت بها أنظمة وحكومات وزعماء ظنوا أنهم لن ينكشفوا أمام شعوبهم، ولن يقفوا تلك الوقفة العاجزة عن اتخاذ قرار.
 
فلنرى مثلاً فيبريطانيا بوريس جونسون'> بريطانيا بوريس جونسون رئيس حزب المحافظين الذي كان عاقد العزم وبوضوح على الخروج من الاتحاد الأوربي، ويعرف ماذا يفعل؟ وماذا يريد، الآن لا يعرف ماذا يقول لشعبه، فبعد أن قال لهم هيئوا أنفسكم على فراق أحبتكم، وكان عاقد العزم على ترك المسألة للأقدار، عاد وأغلق بريطانيا ثم عاد اليوم ويتردد مرة أخرى، وهو يخاف شعبه، ولا يعرف ما يقوله لهم، عودوا وانزلوا لأعمالكم أم لا تفعلوا
 
ها، يكاد يقول لهم انزلوا بس ما تنزلوش، اذهبوا لأعمالكم بس ما تذهبوش أوي، انكشفت سوء إدارته للأزمة وانكشفت سوء إدارة حزبه لمسألة الدعم المالي للأنظمة الصحية.
 
كذلك ترامب أساء إدارة تعامله مع المصابين السابقين بالفايروس من البلدان المعادية له كالصين، فسخر منهم لسوء ادارتهم للأزمة فتفوق عليهم في عدد الضحايا، ثم تكشف له أنه أخطأ في وقفه لنظام أوباما كير الذي كان يتكفل بعلاج الأمريكيين، كما أنه اكتشف أنه لا يعرف ماذا يفعل؟ هل يعود ليترك الولايات تعمل والناس تذهب لعملها أم لا؟ وأخذ يرجئ العودة للفتح ويرجئ قرارات كثيرة عبرت عن تردده، كذللك الوضع في اسبانيا وإيطاليا وبريطانيا في مسالة عودة النشاط الرياضي ولعب دوري كرة القدم وهكذا،
 
المسألة يا سادة، كورونا كشفت تخبطنا، واختيارات خاطئة لزعماء كبار اختاروا مشاريع لم تثبت أهميتها وقت الجائحة، ودعونا ننظر للسعودية التي قررت التورط في اليمن وعمل مشروع نيوم، واتخاذ قرارات دعم لغير العاملين، فعدلت عنها اليوم، وتكبدت خسائر هائلة بسبب إصرارها على عدم خفض مستوى الإنتاج للنفط، الذي أدى لخسائر في أسعاره، تكبدها اقتصادها، وقيمة أسهم أراميكس السعودية وهو ما يعني خسارة كبيرة لأكبر شركة إنتاج نفط، الكويت نفسها الآن تعلن لكل الناس أن الاعتماد على النفط كمورد وحيد لإقامة الدولة لم يكن حل، بعد كورونا وبعد انهيار أسعاره، فنجد حاكمها يوجه حكومته بإجاد موارد اقتصادية أخرى غير النفط لإقامة الحياة الاقتصادية السليمة في البلاد.
 
آخر القول، هل يعود الكثير من الزعماء عن قراراتهم ويتعظوا، أن الحاجة لواحد وهو العلم، الحاجة للاهتمام بصحة المواطن، وإقامة منظومات صحية سليمة وقوية تحتمل الكوارث الطبيعية وغيرها أم أنهم يبقوا على اختياراتهم الخاطئة كبرياء ورفض لفهم واقع بات ضروري تغييره.
المختصر المفيد إلا الكبرياء يسقط دول وأمم، هل فهمتم؟