سليمان شفيق
مريم المجدلية لتخبرنا بقيامة المسيح عبر اكتشاف العلماء لعقار الحياة ضد كورونا
كان المسيح علي الصليب هو الاعلي رغم الالم ، يحب الجميع ويغفر حتي لمن صلبوة ، ويرعي احبائة ،لم يتكلم أثناء المحاكمات ، ولا أثناء التعذيب والاستهزاء إلا نادرا. كان يغلب عليه الصمت … لقد تنازل عن حقه الخاص ، وكرامته الخاصة. " فالمحبة لا تطلب ما لنفسها " (1كو5:13).

     أما على الصليب ، فتكلم ، حين وجب الكلام. تكلم من أجلنا ، لنفعنا وخلاصنا. وكان لكل كلمة هدف ومعنى. ولكل كلمة تأثير..     نلاحظ فى كلمات المسيح على الصليب عنصر العطاء.. عجيب أنه- وهو على الصليب- فى مظهر الضعف والانهزام كان يعطى.. أعطى لصالبيه المغفرة ، وأعطى للص اليمين الفردوس ، وأعطى للعذراء إبناً روحياً ورعاية وأهتماماً ، وأعطى ليوحنا الحبيب بركة العذراء فى بيته.. وأعطى للآب ثمن العدل الإلهى الذي يتطلبه ، وأعطى للبشرية كفارة وفداءا… وأعطانا أيضا اطمئنانا على تمام عمل الخلاص… أعطى لكل أحد. وهو الذي لم يعطه أحد شيئا… قدم للبشر كل هذا ، فى الوقت الذي لم يقدموا له فيه سوى مرارة وخل…

     فعبارة " إلهى لماذا تركتنى أن الآب قد تركه ليدفع ثمن الفداء وتعنى آلامه النفسية من جهة تحمل غضب الله على خطايا البشر. وعبارة " أنا عطشان " تعنى إعلانا للآلام الجسدية من أجل البشر. وكلا العبارتين تعنيان أنه يدفع الثمن. وعبارة " قد أكمل " فيها طمأنه للإنسان أن الثمن قد دفع. وعبارة " فى يديك أستودع روحى" تعنى الموت ثمن الخطية ، وبه يكون قد تم الخلاص…

هكذا رفع عنا المسيح علي الصليب كل الالم وتحمل حتي لانظن ام الله غاضب علينا كما يدعي البعض ، وحتي لو كان الله غاضيا فقد رفع الغضب عنا علي الصليب .وهكذا فهذه العبارات الاربع الاخيرة تحمل طمأنينة للبشر من جهة فدائهم…     ونلاحظ أن الكلمتين الأخيرتين فيهما هتاف الفرح والانتصار.

فعبارة " قد أكمل " تحمل معنى أن كل شىء خاص بالفداء قد تم. لقد فرح الرب بإتمام عمله ولم يسمح لشىء أن يعوقه. ونفس الكلام نقوله عن عبارة غى يديك أستودع روحى ". بهاتين العبارتين أعلن هزيمة الشيطان. لقد أنتهت المعركة. واستطاع الرب بالموت أن يبيد سلطان الموت… وهتف هتاف الفرح والانتصار.

المسيح الان معنا ولا ينسانا  ويقدم لنا دائما الخير لمصر ، ولد المسيح ويتعرض للاضطهاد، لكنه لم يجد سوى مصر ليلجأ إليها، ويأمن من شر الرومان، رغم أنهم كانوا يحكمون مصر أيضًا، لكنه احتمى بأهلها لتتحقق النبؤات أيضًا «متى 2: 15»، إن لجوء المسيح إلى مصر هروب من تهديد هيرودس كان تحقيقًا لنبوّة هوشع «11 :1»، 1 «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَمًا أَحْبَبْتُهُ، وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابنى»، هكذا ومن ثم الميلاد هو التجسد والاقتداء بالمسيح، ومن بيت لحم إلى مصر تتحقق النبوءات، كل سنة وأنتم مصريون يولد فيكم المسيح المتجدد والدائم الميلاد فيكم.

الان يحتفل المصريون بسبت الفرح وعيد القيامة ثم  بشم النسيم، بعد احتفال المواطنين المصريين الأقباط بعيد القيامة المجيد، ويأتى عيد القيامة بعد أسبوع الآلام، وهم في بيوتهم كما كان التلاميذ خائفين ، إلا أنهم يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن،

احتفل المصريون بالاعياد تراثا وتقليدا قديما، وتعود الأعياد إلى قدماء المصريين حتى أن مؤرخا يونانيا مثل «بلوتارخ» يذكر أنه من كثرة أعياد المصريين لم يكن يفرق بين العيد والآخر سوى أيام معدودات.. فما أن ينتهى عيد فى مدينة حتى يبدأ عيد فى مدينة أخرى، فكانت هناك أعياد دينية مثل عيد ميلاد حورس، وكذلك كان قدماء المصريين يحتفلون بأعياد وطنية مثل انتصار أحمس على الهكسوس، إضافة لأعياد ارتبطت بالزراعة مثل عيد الفيضان أو عيد الحصاد، وغيرها من الأعياد، وخلال الأعياد كان المصريون القدماء

يلبسون أزهى الثياب ويوزعون المال على الأطفال «العيدية» ويأكلون ويمرحون ويخرجون للتنزه، ومن شابه أجداده فما ظلم، وكل سنة وأنتم طيبون.
كثيرون لا يعلمون ماهية أسبوع الآلام عند المواطنين المصريين الأقباط، أسبوع الآلام «هو الأسبوع الذى يحتفل المسيحيون فيه بدخول المسيح القدس، وإنشاء سر التناول وصلب المسيح وموته، ثم القيامة من الأموات فى يوم أحد القيامة، حسب المعتقدات المسيحية، ويكون هذا الأسبوع بعد الصوم الكبير «55 يوما»، ويحتوى فى قراءاته على سفر الرؤيا كاملا، وتتعدد الاحتفالات المسيحية.

فى أسبوع الآلام  هذا العام اغلقت الكنائس واحتفل بها المسيحيين في العالم من خلال التلفزة رغم انها كانت عادة ما تفتح الكنائس أبوابها للصلاة كل يوم، خلال الأسبوع الذى يبدأ بعد ظهر أحد الفرح «السعف»، حيث تتسربل الكنائس بالستائر السوداء، وتوقد الشموع فى أنحاء الكنيسة، كما يمتنع الأقباط عن تناول الحلويات والمعجنات التى تدخل بها «الخميرة» التى تشير إلى «الخطية».

وقد تأثر الأقباط المصريون فى احتفالاتهم بهذا الأسبوع بالتراث الفرعونى، ففى «أحد السعف» يبتاع الأقباط سنابل القمح لتزيين جدران منازلهم، مرورًا بالفريك، والفول والترمس يوم شم النسيم.

ويسمى يوم الثلاثاء فى الأسبوع بـ«ثلاثاء البقول»، حيث يأكل الصائمون أطعمة من الفول، والذى يحل موسم حصاده عادة فى ذلك الوقت من العام، وهى عبارة عن «بصارة وفول مدمس».

وعادة ما كانت أعياد الحصاد تستمر طوال شهر «برمودة»، حيث كانت تعد فرصة الفلاحين للترويح عن أنفسهم بعد عناء العمل الزراعى طوال الشهور السابقة، كما كانوا يحتفلون فى موسم الحصاد أيضا بالمعبودة «إيزيس» باعتبارها رمزا لخصوبة أرض مصر، فيحملون السلال وهى مليئة بسنابل القمح، اعترافا بفضلها هى وزوجها «أوزوريس» على الزراعة والمزارعين.
 
تأثر الأقباط بالتراث الفرعونى يمكن ملاحظته أيضا فى الاحتفال بـ«عيد القيامة» يوجد شبيه له  عند الفراعنة مختلف عن عثبدة قيامة المسيح ، وكان عيد يحتفل به المصريون القدماء، وخلاله كانوا يحتفلون بدفن «أوزوريس» إله الزراعة والبعث، والذى قدس فى «بوزيريس» وهى الواقعة الآن فى قرية «أبوصير» بمركز سمنود بالغربية، حيث كان يتم الاحتفال بعودته إلى الحياة، عندما يخضر الزرع وتورق الأشجار وتزهر الأزهار، باعتبار ذلك عيد قيامته وبعثه كذلك كانوا يقيمون شجرة خضراء رمزا للإله والحياة المتجددة ويزينونها بالحلى .

هكذا القيامة تجعلنا نتخطي الالم وسوف نخرج من عزلتنا كما خرج التلاميذ وسوف تأتي لنا مريم المجدلية لتخبرنا بقيامة المسيح وكيف انتصر علي الموت عبر اكتشاف العلماء لعقار الحياة ضد كورونا .

كل عام ومصر بخير.