بقلم : هاني صبري - المحامي
دعت اليوم أكثر من 100 دولة، وذلك خلال اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية التي تنعقد في جنيف يومي 18 و19 مايو الجاري ، إلى إجراء "تحقيق مستقل" حول وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وأسباب انتشاره، وهذا الاجتماع يعد أهم اجتماعات المنظمة منذ إنشائها عام ١٩٤٨م وذلك لمواجهة هذه الجائحة الخطيرة التي تهدد العالم بأسره.
 
يأتي الاقتراح بدعم دولي من الاتحاد الأوربي وأستراليا والهند ونيوزيلندا وروسيا، وكذلك المملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية وغيرها.
 
أن الدول التي اقترحت هذا المشروع يريدون منع تكرار تفشي الوباء الذي أصاب النشاط الاقتصادي بالشلل في جميع أنحاء العالم وأصاب الملايين وراح ضحيته أكثر من مائتين الف نسمة.
 
أن مشروع القرار يدعو إلى مراجعة مستقلة لأصول فيروس كورونا وانتشاره وارسال بعثات ميدانية علمية للتحقيق لتتبع مسار انتقال العدوى ، ولا يشير مشروع القرار على وجه التحديد إلى حكومة الصين، على الرغم من أن بكين تواجه تدقيقًا دوليًا متزايدًا في معالجتها الأولية لتفشي فيروس كورونا والذي بدأ انتشاره، بحسب السلطات الصينية في ديسمبر الماضي 2019..
 
وقد حظي المشروع بدعم 116 دولة في الجمعية العامة للصحة العالمية وهو ما يكفي لتمريره ، وسيطرح القرار الخاص بمرض فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بالفيروس غدا الثلاثاء فإذا حصل على دعم من ثلثي أعضاء الجمعية وهي الهيئة الإدارية العليا لمنظمة الصحة العالمية، البالغ عدد اعضائها 194، سيفتح تحقيق شامل في الأمر.
 
إن القرار في حال تمريره قد يلحق الضرر بمكانة الصين الدولية، التي تأثرت بالفعل من جراء فيروس كورونا المستجد ويضعها في قفص الاتهام ، ويكون موقفها صعب أمام العالم ، وتتبنى الولايات المتحدة رواية أن بكين هي المسؤولة عن الوباء.
 
هناك اتهامات متبادلة بين الولايات المتحدة والعديد من الدول والصين حول طبيعة هذا الفيروس لتحقيق مكاسب، وإلقاء اللوم لتغطية علي علي فشل الأنظمة الصحية والسياسية . 
 
يرى المسؤولون الصينيون، أن دعوات إجراء تحقيق مستقل إنما تحركها الدوافع السياسية ، وإنهم يلفقون الاتهامات لإلقاء اللوم على الصين في انتشار فيروس كورونا ، 
وسبق أن عارضت الصين بشدة دعوة أستراليا الشهر الماضي لإجراء تحقيق دولي في أسباب ومصادر هذا الوباء، وقالت الخارجية الصينية،، إنه من السابق لأوانه بدء التحقيق في أسباب انتشار فيروس كوروناً ، وأنهم يريدون تقييم انتشار الفيروس في العالم.
 
وهناك دول عديدة تتهم الصين أنها قامت بتصنيع فيروس كورونا بالكامل في معامل ووهان وأن هذا الفيروس لَم تنتجه الطبيعة لأنه لو كان الفيروس طبيعياً غير مصنع لما كان ليؤثر سلباً علي العالم بهذه الطريقة ..لأنه كما تخبرنا الطبيعة فإن درجات الحرارة تختلف من بلد لآخر .. لهذا لو كان طبيعياً لكان تأثيره السالب فقط علي الأقطار التي لها نفس درجات حرارة الصين .. ولكننا نجد أنه قد انتشر في البلاد الباردة والحارة بنفس الطريقة التي انتشر بها في  الصين وانتشر في العالم كله، ويحملوا الصين مسئولية تفشي الفيروس بهذا الشكل في العالم ، وعليها الرد علي الكثير من التساؤلات منها هل قامت بإخفاء معلومات أو التأخر في نشر معلومات حول انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ، هل الفيروس مصنوع في معامل ووهان ومفتعل بالكامل؟ ، وهل خدعت الصين العالم ومن ثم تتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية أمام العالم أجمع، أم هي بريئة من هذا الاتهام.
 
علينا الانتظار لمعرفة قرار الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية، وما الأسباب الحقيقية لهذا الفيروس ويوما ما سوف يعرف العالم الحقيقة ، ونأمل أن يتوصل العلماء في أقرب وقت لعلاج لهذا الفيروس الذي يهدد العالم.