عبد المنعم بدوى
أعلن رئيس الوزراء منذ قليل عن التدابير الأحترازيه خلال عيد الفطر'> أجازة عيد الفطر ... فعادت بى الذاكره الى تسعينيات القرن الماضى ، حيث بدأ العالم فى رقمنة النظم القديمه مع بدء ظهور الكومبيوتر ، وبلغت زروة الرقمنه مع ظهور الأنترنت والهواتف الذكيه .

عملية الرقمنه Digitisation هى تحويل النظم التناظريه الى محتوى رقمى Digital ، أى استخدام الكومبيوتر والهواتف الذكيه فى تنفيذ الأعمال مثل سداد الفواتير ، والتحويلات النقديه ، والبريد الألكترونى ، وأعمال الأرشيف وحفظ المستندات ... والأخطر هو تزايد دور الأنترنت فى حياتنا ، فأصبح لايمكن الأستغناء عنها ، فهى المعلم وقت الحاجه ، والدليل والمرشد الذى نلجأ اليه فى أوقات الشده ، ومصدر المعرفه والتعلم ، وهى الصديق الذى يمكن تمضية أوقات الفراغ معه ...

حتى تطور الأمر إلى خلق واقع جديد ، يسمى الواقع الأفتراض Virtual Reality هو الأقرب الى الوهم منه الى الحقيقه ، وظهر جليا أهمية الحاجه اليه فى أيام وباء الكورونا ، حيث ينغمس الأنسان فى بيئه أصطناعيه من الصوت والصوره ، تجعل الأنسان يشعر أنه كما لو كان هى الحقيقه .

فالواقع الأفتراضى مكن الأنسان من التعايش مع فترات الحظر والمكوث فى المنازل الى الهروب الى عالم أوسع وأرحب ملىء بالتخيل والأفتراضات .

فمن الأن وصاعد جهز نفسك على أنك تحمل شخصيتين ، شخصيه حقيقيه وشخصيه رقميه ، عن طريق هذه الشخصيه تستطيع وأنت فى غرفتك أن تعيش حياه أخرى بديله ، فمن الأن وصاعد سوف تأكل أفتراضيا ، وتمارس الرياضه أفتراضيا ، وتشرب أفتراضيا ، وتتزوج أفتراضيا ... حتى الصلاه أصبحت إفتراضيه ، والحج ، والتعميد ، والأعتراف ، والذنوب ، والحسنات أصبحت كلها أفتراضيه ، حتى أنه هناك مقابر أفتراضيه يدفن فيها أصحاب الحسابات المعطله أو المنتهيه .

الكورونا هى التى عجلت بذلك ... لكن ساعات الواقع الأفتراضى أتيه لاريب في فيها .
أسترها معانا يارب ....