من صفحة ميمز لا تخضع للصوابية السياسية:
بيفاجئنى الناس المتفاجئة واللى كانوا فاكرين إن الوسط الفنى هوة (فقاعة) معزولة عن الواقع المصرى وعبارة عن ناس بتقرا لزكى نجيب محمود وبتسمع لبيتهوفن وبتتفرج على برنامج (فن الباليه) وليس نموذجا مصغرا للمجتمع المصرى زيه زى أى مجال فى مصر بسلبياته وإيجابياته، مما جعلهم يصدمون فى رأى أحد الفنانين الصاعدين فى أحد المفكرين الراحلين..

لازم تعرف ياعزيزى أن المتدين الوسطى اللى انت ممكن ماتحبوش كشخص علمانى هوة أمر واقع فى هذا المجتمع الواقع والدولة بتاعتك بتحبه أكتر منك غير مانت فاكر..

هذا المتدين بيكون مؤيد للدولة ولسيادة الرئيس ولكنه شايف غير المحجبة شمال وإن جوزها ديوث.

يكره الإخوان والسلفيين لكنه شايف المسيحيين مابيستحموش وبيبوسوا بعض فى الكنيسة..

ينزل فى ٣٠ يونيو بس ممكن ينزل برضه فى مظاهرة قدام كنيسة لو سمع إن فيه بت مسلمة ماشية مع واد مسيحى.

يكون مسيحى مؤيد للسيسى ويعملك فيها عبده فولتير راعى العلمانية والتنوير لكن لو جيت كلمته فى حاجة عن الكنيسة يقلبلك فى ثانية على فلتاؤوس قلب الأسد ويغزك بالصليب اللى مخبيه ورا ضهره فى نن عينك

يبقى قدامه تركيا دولة عدوة (بمفاهيم السياسة والحرب) لكن يسيب كل دة وتبقى مشكلته معاهم اللى مش منيماه الليل (إن أردوغان مرخص بيوت الدعارة ويسمح بزواج المثليين) زيها زى إسرائيل اللى بيحاربها عشان همة يهود مش أكتر..

يبقى مسيحى ومؤمن إن محدش هيدخل الملكوت غيره هوة وإخواته اللى من نفس الطائفة وإنهم هيقفوا على عتبة الجنة وهمة بيطلعوا لسانهم لكل ماعداهم من اللى واقفين برة ومش عارفين يدخلوا، بس ياعينى بياخد على خاطره لما المسلم يقول عليه كافر

يطبق بالليالى على قنوات الأفلام والمسلسلات والأغانى ويبقى عمرو دياب فان أو تامر فان أو منير فان لكنه موقن إن الفن دة عبارة عن انحلال وفسوق وإن كل اللى شغالين فيه ناس شمال وبينطوا على بعض آخر الليل..

لتكون فاكر يابنى ان الناس دول نزلوا فى ٣٠ يونيو عشان يبقى عندك دولة علمانية ولا مدنية، ولا فاكر إن السيسى مثلا بيقرا لفرج فودة أو لسيد القمنى؟!!

الناس يابنى نزلت فى ٣٠ يونيو عشان مش عايزين دقون مش أكتر!!

المصرى المسلم عاوز الشريعة بس من غير دقون، والمصرى المسيحى مستعد يصهين على أى تفرقة تطاله مادام اللى بتعملها حكومة مابتذكرش إنها إسلامية..

هية دى الدماغ اللى انت بتتعامل معاها، وهوة دة الميكس الحلو اللى عندك واللى (جيس وات) بينفعك إنت شخصيا كتير وبتلعب عليه فى كثير من الأحيان سواء فى الانتخابات أو فى الحشد أو فى الثورات...الخ وغيرها من القضايا اللى بتعتمد على العنصر الدينى لتجييش الناس فيها

الدولة تحب جدا هذا النموذج وتستطيع التعامل معاه أكتر منك انت أو نقيضك الإسلامى فتأكد أنها لا هتقف فى صفك ولا فى صف الإخوانجى وتنصر حد فيكم على مواطنها المدلل اللى بينفذلها كل طلباتها من غير طلبات ولا وجع دماغ اللهم إلا إنهم يمنعوله فيلم هنا أو يصادروله رواية هناك مش جايين على مزاجه.

وزى مانت دافعت عن الخطاب الدينى المبالغ فيه فى مسلسل (الاختيار) باعتباره مش موجه لينا ولكن (موجه لفئة معينة) فتوقع برضه إن ناقل الرسالة -اللى زى أحمد الرافعى- لا يختلف كثيرا عن (هذه الفئة المعينة)...بجملة الفئات المعينة يعنى!
وبعدين هوة انت سايب المستوى الدرامى المنحدر (فى رأيى) بتاع المسلسل (من بناء شخصيات لحوارات لمحاضرات وعظ لأحمد العوضى) وماسك فى الواد دة، جرب انت بس افتح الهيستورى بتاع باقى الممثلين اللى فى المسلسل واوعدك انك هتلاقى مالذ وطاب من العجب العجاب والتمر والعناب!!

دة واحد عقليته وصلته إنه شايف إن مسلسله أفضل من مسلسل تانى لأن الأول هيخليك تحب بلدك لكن التانى هيخليك تحب تسرق بنك!
صدقنى أهو التصريح دة أخيب من التصريح بتاع (نفوق) فرج فودة لأن (خلل الإدراك) اللى بيمثله هذا التصريح أسوأ كثيرا من (خلل الفكر) فى هجومه على فرج فودة أو على خالد منتصر

صدقنى يابنى احنا كنا عايشين ساعة اغتيال فرج فودة وماحدش من الناس اللى ماشية فى الشارع فرق معاه زى مانت فاكر، مأساة فرج فودة الحقيقية إنه على الرغم من إن ماحدش وافق إنه يتقتل إن فى نفس الوقت ماحدش اهتم انه اتقتل!!

فصلِّى انت بس عالنبى وماتاخدش الأمور دى على صدرك وتقول الفنان دة إرهابى ومش إرهابى ولا داعشى ومش داعشى عشان ماتلُطِّش معاك تلت اربع البلد، دة ممثل دماغه مفسية ومهوية زيه زى تلات اربع الناس اللى فى البلد واللى بيقرفوك فى شغلك وفى تخليص ورقك وفى حياتك الشخصية واللى بينزلوا ينتخبوا مجلس نواب معفن زى مجلس عبعال اللى عندنا واللى أبشرك إن تلات اربع اللى فيه همة كمان عندهم نفس الآراء المعاقة للناس اللى انتخبوهم.

القطعية دى زى ما هتلاقيها فى الدكاترة والمهندسين والمدرسين فهتلاقيها برضه فى الفنانين والكتاب والمثقفين وبنفس النسبة التى لا تزيد حمارا ولا تقل بهيما..

هتقولى يعنى مين الصح هقولك وما المسئول بأعلم من السائل وانا مش فاهم إيه فايدة إن أنا أو غير نتجرجر لخناقة لا تعنينا ولا تعنى المجتمع من قريب أو من بعيد..

بدل مالقضية كانت المفروض تكون (انا إيه علاقتى وأنا فى القرن الواحد والعشرين بآراء واحد كان عايش فى أيام التتار؟) تم تحويلها من الطرفين إلى (الواحد دة كان شرير ولا المخرجين همة اللى حاصرينه فى أدوار الشر)؟؟

ابن تيمية مين يابنى اللى كان شرير وبيفتى بقتل المخالفين ولا كان كويس وطلع الأسرى الذميين من الأسر، مالنا احنا بالقصة دى أو إن المسلسل يطلعه كويس ولا وحش، إيه هية الفايدة فى استدعاء ابن تيمية (أو غيره) لزماننا الحالى؟

ابن تيمية يجب أن يعامل على أنه حفرية ولا أكثر..

حفرية يتم الجدال عليها بين المتخصصين داخل غرف التاريخ وليس خارجها على سبيل البحث التاريخى ولا يتم استدعاءه (هو أو غيره) إلى الواقع الحالى بأى شكل أو على أية صورة كشخص أو كفتوى..
......

وأخيرا:
أنا لاعندى ارتيكاريا من الدين ولا أنا ملحد أو لادينى عشان أهرش لو طلعت شيخ أزهر فى المسلسل أو مليت المسلسل خطب ومواعظ، لكن نصيحة: طول مانت بتجادل خصمك وتزايد عليه على الأرضية بتاعته فثق أنك مهزوم لا محالة مهما افتكرت إنك تملك ماتملك من الحجج والبراهين..

صاحب الأرض دايما كسبان..