كتبت – أماني موسى
قال الطبيب النفسي د. نبيل القط، أن الحجر الصحي الحادث بكل دول العالم يؤثر على الأشخاص حول العالم بمستويات مختلفة، أشهرها الشعور الدائم بالقلق والتفكير بأن شيئًا ما سيحدث قريبًا لي أو لأحد أحبائي، حدوث نوبات من الهلع الشديد والتخوف من فقد الأحباء، والبعض معرض للوسواس القهري بخصوص النظافة الزائدة أو الإصابة أو إجراءات الوقاية والتباعد الزائد، بالإضافة إلى الميل للعزلة الاجتماعية، اضطرابات النوم، الميل لتعاطي الكحوليات أو الأقراص المنومة.

وأضاف في لقاء مع معهد جوته الألمانب بالقاهرة، عبر خاصية "البث المباشر" بالفيسبوك، هذا بالإضافة إلى تزايد الأعراض الجسدية للمصابين بأمراض مزمنة كالسكر والضغط والقلب وخلافه.

موضحًا، هذه هي التفاعلات المباشرة ولكن على المدى البعيد يحدث شيء يسمى "الاحتراق" وهو عبارة عن نزيف للوصلات العصبية الكيمائية بالدماغ، فيشعر الفرد بعد فترة بالإجهاد والإرهاق المستمر وعدم القدرة على فعل الأشياء التي كنا نفعلها في السابق، الشعور بصعوبة في التركيز والتفكير واتخاذ القرار، صعوبة في الشعور بالتعاطي والتفاعل مع الآخرين.

مشيرًا إلى أن أجسامنا بها جهاز استشعار الخطر، وهو مصمم للاشتعال عند الخطر ثم يهدأ مرة أخرى، ولكن بشكل تدريجي، إذ أن البشر لا يواجهون فقط خطر آني بل خطر قد يمتد أثره لبعض الوقت، فعلى سبيل المثال يشعر البعض من الخوف من الإصابة بكورونا، إذ قد يصاب به الأسبوع القادم أو الشهر المقبل، ولا يعلم متى سيصاب أو متى سينتهي الحجر الصحي أو متى ستعود الحياة أو متى سيعود للعمل مجددًا.

وهنا لابد من اللجوء إلى حيلة عقلية لخداع الدماغ، وهي الحرص على عمل روتين يومي كما كان قبل الحجر الصحي، بحيث تعطي رسالة للجهاز العصبي مفادها "يا جسدي نحن نعلم ما نفعل، نحن نسير وفق مخطط واضح، نحن لا نعيش في أبدية من الخطر، ومن ثم يستجيب الجهاز العصبي لهذه الإجراءات.

وشدد لابد من عمل جدول يتسم بثلاث شروط:

1-    أن تكون الأهداف واقعية: لا تضع أهداف بعيدة وغير واقعية.
2-    أن تكون أهداف بسيط غير مقعدة.
3-    أن تكون أهداف قابلة للتحقيق.
ولا بد من الحفاظ على روتين نوم صحي متواصل لفترة لا تقل عن 6 ساعات، مع الانتباه للطعام بحيث لا تأكل أكثر من احتياجاتك أو أقل، واحرص على تناول الكثير من الخضروات والفاكهة.

بالإضافة إلى الحفاظ على التواصل الاجتماعي مع أشخاص مطمئنين، والتقليل من مصادر القلق وأهمها الأخبار، تابع الأخبار مرة أو اثنين على الأكثر خلال اليوم، فيما عدا ذلك قلل من التواصل مع الأخبار أو الأشخاص الذي ينقلون لك الأخبار، مع الحرص على تطبيق تمارين التنفس العميق، حدد لنفسك يوميًا من دقيقة إلى 4 دقائق للتنفس بعمق من البطن لأنه تكنيك مهم جدًا لمواجهة الضغط العصبي، وهو عبارة عن أخذ أنفاس عميقة وإخراجها ببطء.

وشدد، اقضي وقتك في القراءة، الاستماع لموسيقى، عمل شيء ما، ممارسة نشاط بدني بالمنزل، وإذا تعرضت لضغط أخبار كبير خلال اليوم حاول أن تدخل هذه المعلومات التي أخذتها من الأخبار مع معلومات أخرى مسلية كمشاهدة قناة وثائقية أو مشاهدة الشارع من البلكونة وهكذا.

ولمن يعمل بمجال الإعلام والأخبار ويتعرض لعدد كبير من الأخبار على مدار اليوم، أوصى القط بضرورة تحديد ساعات محددة للتعرض للأخبار، وبعد انتهاء ساعات العمل الرسمية لا تتطلع على المزيد من الأخبار، اغلق مصدر الأخبار، ضع نفسك في نشاط يومي مبهج كسماع الموسيقى أو الرقص أو الغناء أو النزول للشارع أو مشاهد أفلام ومسلسلات.