كتب – نعيم يوسف
تحارب مصر في عدة اتجاهات في وقت واحد، فما بين فيروس كورونا الذي فاجأ العالم كله، وبين الاقتصاد الذي حقق نتائج إيجابية ثم تعرض لأزمة كورونا، إلى الإرهاب الخسيس الذي يستغل الأوضاع الحالية ظنا منه أن الدولة منشغلة بحربها الاقتصادية والصحية.

خلال الأيام الماضية، بينما كانت أعداد إصابات فيروس كورونا تتزايد، وتسعى مصر للحصول على قرض من البنك الدولي لدعم القطاعات المتضررة، طل الإرهاب بوجهه القبيح مرة أخرى في سيناء، إلا أن الجيش وقوات الأمن كانوا بالمرصاد، وثأروا للشهداء في أكثر من عملية نوعية ومداهمة أمنية.

ربط العمليات العسكرية والإرهاب
وقال خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن هناك عملية ربط بين العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في سيناء، وبين التهديدات التي تتعرض لها مصر، لافتا إلى أن الجيش يقوم بعمليات نوعية للقضاء على الإرهابيين، موضحا أن المتابعين والرأي العام يظن أن العمل انتهى عند هذه العمليات، ولكن الأجهزة الأمنية تواصل تحركها وتفحص كافة التفاصيل لكي تنفذ عمليات استباقية أخرى.

وأوضح "عكاشة" في لقاء مع برنامج "المواجهة"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز" الفضائية، أن وصول القوات المسلحة إلى خلية إرهابية لديها كميات كبيرة من الأسلحة بهذا الشكل يعتبر حماية للمدنيين، وإجهاضا لعمليات إرهابية قادمة يتم التخطيط لها.

الأمن القومي والمفاهيم الجديدة
أما بالنسبة لمسألة أزمة فيروس كورونا، فقال "عكاشة"، إن مفاهيم الأمن القومي بدأ يدخل بها مفاهيم جديدة، ومنها الرعاية الصحية للمواطنين، والحفاظ على حياتهم، خاصة في ظل وباء يحصد آلاف الأرواح ويصيب الملايين، موضحا أن الجانب الصحي، والتأمين الصحي، أصبح من أهم أولويات الأمن القومي، لأن الإنتاج في أي بلد مرتبط بشكل كبير بمواطنين أصحاء، والدولة لو تعطل فيها سير منظومتها سوف تصبح في مأزق كبير.

جهود إعادة المصريين العالقين
وأضاف مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الدولة تبذل مجهودًا كبيرا في إعادة المصريين في الخارج، وفي نفس الوقت تقوم بتأمين حياتهم في الحجر الصحي، مشددا على أن المواطن يجب أن يكن حاضرا بقوة في هذه المعادلة، وعلى سبيل المثال ما قام به المواطنون في ألمانيا، الذين التزموا واستطاعوا فتح الاقتصاد والتعليم والنشاط تدريجيا وجزئيا.

دور المواطن الملتزم الواعي
وشدد على أن المواطن الواعي الملتزم المدرك ما يحدث حوله، شريك رئيسي في هذه الحرب والجهود لحماية نفسه والمجتمع من هذا الوباء، مؤكدا أن فيروس كورونا تهديد "غير تقليدي"، ويحتاج إلى تخطيط واستعدادات خاصة بكل دولة لأنه لا يوجد تجارب سابقة يمكن السير عليها، وكل دولة تسير بخطوات منفردة، والأمر ييحتاج إلى مرونة استثنائية.

اتباع الضوابط والإجراءات الاحترازية
ولفت إلى أن اتباع الضوابط التي تضعها الدولة في الإجراءات الاحترازية، مثل التعقيم والكمامات، وغيرها تساعد في نقل البلد إلى وضع آخر، وفتح الاقتصاد جزئيا، وهذا بالطبع له دور في حياة المواطن العادي.