بقلم : ماهر عزيز
 
 
يأخذني الذهول من جميع اقطاري حين أجد مسألة دينية مجالها الفقهاء والمؤسسة الدينية والرأي العام قد صارت قضية رئيسية لعمل درامي تم ابداعه خصيصا ليمجد الوطنية المصرية ، ويعطي مددا لأسر وعائلات جميع الذين قدموا اولادهم و أزواجهم واباءهم شهداء مغاوير في الدفاع عن وطنهم ضد الخيانة والغدر والشر والهدم والتدمير والاختطاف .. ويقدم أمثولة البطولة والوطنية للأجيال القادمة !!!
 
وطن يتهدده شياطين الظلمة بالاختطاف والضياع...شياطين جندتهم قوي رهيبة تستهدف اختطاف الوطن وتمزيقه وتحويل أهله الي ارقاء وعبيد .. تستهدف الخسف به الي أسفل سافلين وبتره نهائيا عن الحياة والحضارة .. تم ابداع عمل درامي مؤسس علي بطولات الدفاع عنه ليمجد معني الوطن ومعني البطولة في فدائه وبذل الروح رخيصة في الدفاع عنه.. فإذا بالعمل الدرامي يتحول الي مصيدة تختفي في أسمال الفن الموجه ليمجد الفكر ذاته الذي هو السلاح الرئيسي لأولئك الذين يحاولون باستماتة وشراسة وفجور أن يختطفوا الوطن ويمزقوه ويستعبدوا أهله..
 
واذا بالدراما تستحيل فجأة الي عمل فكري رديء يخلع عنه أسمال الفن البالية ويكشف عن وجهه القبيح ليقدم علي نحو سافر ومباشر دفاعا مشبوها عن أكبر اساطين الإرهاب الذين أسست أفكارهم لأكبر فعل ارهابي غزا البشرية منذ خلق العالم...
 
راحت الدراما تقدم قطب الإرهاب الأكبر بوصفه مفكرا دينيا عظيما قدم أفكاره فقط لزمانه وليس لزماننا ، وبالتالي فهو يبقي العظيم بين المفكرين الدينين ، وتبقي قداسته أمرا لا يمكن الاقتراب منه .. فكانت تلك هي أكذوبة الدفاع الأخرق الذي تروج له الدراما .. الأخرق لأن الواقع أن الأفكار تتسلل كثعبان ارقط من عصرها الي كل العصور..بل كلما تقادمت اسبغ عليها المنتفعون قداسة رهيبة تسوغها اكثر وأكثر وترفعها الي مقام الكتب المقدسة .. ذلك هو الخداع المتهافت الذي ارادوه ، بينما الأفكار الخطيرة حية في الناس وتنتقل فيهم وبهم الي آخر الزمان ..
 
المذهل أن هذه الأفكار التي يدافعون عن قداستها استرضاء للمؤسسة الدينية هي ذاتها التي أنتجت الإرهاب والإجرام الذي يسعي لاختطاف الوطن وتجاهده الوطنية المصرية ممثلة في الجيش الوطني في الدراما نفسها .. فإذا بالدراما تنقلب علي ذاتها وتضيع الوطنية المصرية من حيث هي أرادت تمجيدها فراحت تنكل بالوطنية المصرية وتضيعها تضييعا !!!
 
وهنا تثور استفهامات حائرة تضطرب غضبا واسفا
وأسي :
 
# هل القصد من الدراما خدمة المؤسسة الدينية في معركتها الدفاعية المهولة عن تراث مضي عليه مئات السنين تدعي أنه جزء لا يتجزأ من الدين بينما هو بعيد عن الدين ويعادي الحياة والوطن والإنسانية كلها ؟
 
# من ذا الذي يوظف الدراما المقصود بها تمجيد الوطن وترسيخ الوطنية في النفوس والافئدة لتنحرف في اتجاه آخر تماما فتعاند الفن ذاته وتنسلخ عنه لتتحول الي خطاب مباشر فج يزين للناس الأساس الذي صدر عنه هدم الوطن ومحاربته والعدوان عليه وقتل أبنائه؟
 
# كيف سقط الفن هذا السقوط المروع ليستدخل دون سبب موضوعي مطلقا أحاديث تبرر التراث لا دخل لها بأحداث الدراما ؟ .. ومن المسئول عن هذا التشويه الفج ؟
 
وأسئلة اخري عديدة لن تجد لها جوابا إلا أن تكون مصر مقبلة علي ظلام مطبق يعتقلها في زنزانة التراث اللانساني الذي أفرزته منذ مئات السنين عصور الاستعباد والقهر ..
ورمز هذا الاعتقال للمستقبل كله هو : " الاختيار ابن تيمية" !!!