في مثل هذا اليوم 12 مايو 1881 وقعت معاهدة باردو، وأعلنت فرنسا الحماية على تونس بعد توقيع حاكم تونس، محمد الصادق باي، على اتفاقية أعطت فرنسا حق الإشراف المالي والعسكري والخارجي في تونس.

وتم توقيع معاهدة باردو أو معاهدة قصر السعيد بين حكومة فرنسا وتونس وتعلن هذه المعاهدة "حماية" فرنسا على البلاد التونسي وبمقتضى هذه المعاهدة انتهى استقلال تونس الفعلي، وأصبح الباي حاكم تونس مجردًا من كل سلطة فعليَّة، وغدا المقيم العام الفرنسي في تونس الحاكم الحقيقي للبلاد.
 
وتشكل المعاهدة بداية الاستعمار الفرنسي لتونس، وأعطت المعاهدة لفرنسا حق الإشراف المالي والخارجي والعسكري في تونس، وحق تعيين مفوّض فرنسي في مدينة تونس، وتوالى التدخل الفرنسي في شئون البلاد، وحافظ الباي على مركزه، محتفظا بسلطة التشريع والإدارة، لكن كل القرارات لا تكون نافذة إلا بقبول المقيم العام الفرنسي.

وتنص المعاهدة على:
الفصل الأول:
معاهدات الصلح والمودة والتجارة وجميع الاتفاقات الأخرى الموجودة الآن بين دولة الجمهورية الفرنساوية وحضرة رفيع الشأن باي تونس تجدد وتؤكد بوجه صريح.
 
الفصل الثاني:
تسهيل إتمام الأعمال التي قصدت بها دولة الجمهورية الفرنساوية بلوغ الغرض الذي عزم عليه المتعاقدان رضيت حضرة رفيع الشأن باي تونس بأن السلطة العسكرية الفرنساوية تتبوأ الجهات التي ترى لزومها لتوطيد الأمن والراحة بالحدود والشطوط وترحل عنها عندما يتبين للسلط الحربية الفرنساوية والتونسية معا أن الإدارة المحلية قاضية بحفظ الراحة على الاستمرار.
 
الفصل الثالث:
التزمت دولة الجمهورية الفرنساوية بأن تعين وتعضد على الدوام حضرة رفيع الشأن باي تونس لمنع جميع الأخطار التي تهدد ذاته وآل بيته أو التي تكدر راحة عمالته.
 
الفصل الرابع:
وتكلفت دولة الجمهورية الفرنساوية بإجراء المعاهدات الموجودة الآن بين دولة الإيالة والدول الأوروبية.
 
الفصل الخامس:
ينوب عن دولة الجمهورية الفرنساوية لدى حضرة رفيع الشأن باي تونس وزير مقيم يراقب إجراء ما تضمنه هذا السجل ويكون واسطة في علائق الدولة الفرنساوية مع السلطة التونسية في جميع الأمور المشتركة بين البلدين.
 
الفصل السادس:
نواب فرنسا الدولية والقنصلية بالبلدان الأجنبية يكلفون بحماية مصالح تونس ورعاياها. والتزمت حضرة رفيع الشأن باي تونس بأن لا تعقد أدنى عقد يفهم منه التعاقد مع أجنبي بغير أن تعلم به دولة الجمهورية الفرنساوية وتتفاهم معها فيه من قبل.
 
الفصل السابع:
لقد أبقت دولة الجمهورية الفرنساوية ودولة حضرة رفيع الشأن باي تونس تعيين وصول في تنظيم مالية المملكة يتفقان عليها بعد ليحصل بذلك الاطمئنان على أداء واجبات الدين العمومي والضمان لحقوق أرباب دين الإيالة التونسية.
 
الفصل الثامن:
تجعل غرامة حربية على العروش العاصية التي بالحدود والشطوط وبعد هذا يقع اتفاق في تعيين مقدارها وكيفية استخلاصها وتكون دولة حضرة رفيع الشأن باي تونس مسئولة بذلك.
 
الفصل التاسع:
ولوقاية بلاد الجزاير التي املكها دولة الجمهورية الفرنساوية من جلب السلاح والذخاير الحربية "كنترباند" تعهدت دولة حضرة رفيع الشأن باي تونس بمنع إدخال الأسلحة والمهمات الحربية من جزيرة جربة ومرسى قابس وغيرها من المراسي التي بجنوب المملكة.
 
الفصل العاشر:
هذه المعاهدة تعرض على مصادقة دولة الجمهورية الفرنساوية وسجل المصادقة يسلم في أقرب وقت ممكن لحضرة رفيع الشأن باي تونس.