د. مينا ملاك عازر
توقفت المقال السابق عند الوضوح التام للفشل الذي ألم بخطوة ترامب بإلغائه لنظام التامين الطبي الذي كان مسمى أوباما كير، والذي ينتمي للرئيس السابق باراك أوباما الذي وضع تفاصيله والغاه ترامب فور وصوله للبيت الأبيض، ووضح الآن مدى احتياج الأمريكيين إليه ومدى سعادة البريطانيين بوجود نظام يشابهه، وهو فخر الإنجليز وعامود خيمتهم المعروف بأن إتش إس والذي يعالج الجميع بالمجان، الأهم من هذا كله وبما أننا أتينا بسيرة البريطانيين، فأنهم في حرب سياسية داخلية هم الآخرين بعد الغضب المكتوم على جونسون وسياسات المحافظين التي طالما اقتطعت من مخصصات النظام الصحي الإنجليزي، صحيح هي لم تقلص من الرواتب لكن قلصت من الضروريات التي وضح الآن أنها كانت ضروريات، فقللت من عدد الأسرة المستخدمة في المستشفيات، وقللت من عدد أطقم التمريض من تسعة آلاف لثلاثة آلاف تقريباً، ما بات واضح الضرورة الآن للعودة عن مثل هذه السياسات، كما وضح أن جونسون كان جريء في وضع الأمر في نصابه أمام الإنجليز حتى أنه اصيب وولي العهد ووزير الصحة، ويقال الملكة أيضا بكورونا  واضح بأنه لو جرت انتخابات جديدة لخسرها المحافظين الآن بعد مواقف العمال التي كانت رافضة لسياسات المحافظين تجاه الصحة البريطانية، الإنجليز وبوعي كامل ينتظرون أن تمر المصيبة ليحاسبوا المتسبب فيها وبكل حزم.
 
الحرب السياسية أيضاً تأخذ شكل واضح جداً في أمريكا إذ يلقي الفايروس بظلاله على الانتخابات الرئاسية المقبلة التي وإن كان يعتبرها البعض محسومة لترامب فهي الآن في مهب الريح بعد وضوح فشله في مواجهة الفايروس، وأن التهم التي ألقاها على النظم المعادية له طالته، وأن روسيا المنافس الرئيسي لأمريكا، كانت أكثر حظراً، واتخذت الإجراءات الوقائية مبكرة، بل قل في مواعيد بات أوضح أنها كانت اصح بعد ما تجرعه العالم من تواني ونكران بخطر الفايروس.
 
فرنسا نفسها تواجه شبح فضيحة فجرتها وزيرة الصحة السابقة المستقيلة التي قالت أنها ومنذ شهرين تقريباَ كتبت رسالة لماكرون ورئيس الوزراء تحذرهما من تفشي الوضع وتطالب بإغلاق فرنسا وإلغاء الانتخابات المحلية، لكن ماكرون لم يعرها اهتماماً واستمر في الانتخابات المحلية التي جرت جولتها الأولى في الخامس عشر من مارس الحالي، ثم أرجئت لأجل غير مسمى بسبب تفشي المرض، ولو ثبت هذا ستكون كارثة ستؤدي غالباً لاستقالة ماكرون ومحاسبته وربما لانتخابات جديدة يتوقع فيها فوز لوبان ما يعني غالباً الخروج الفرنسي المحتوم من الاتحاد الأوروبي الذي سرعان ما سيقوض من الداخل، خاصة بعد فشله في دعم إيطاليا في الوقت التي تتلقى فيه الأخيرة الدعم من الصين ومن مصر ربما.
 
تابعونا المقال القادم بإذن الله لأن الحرب السياسية لها جولات كثيرة في العالم بسبب كورونا.
 
المختصر المفيد العالم بعد كورنا شيء آخر تماماً.