في مثل هذا اليوم 7 مايو 1250م..
في مثل هذا اليوم فك أسر فرنسا لويس التاسع'>ملك فرنسا لويس التاسع وخروجه من محبسه في دار ابن لقمان بمدينة المنصورة في مصر.

تحل اليوم ذكرى فك أسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا، وخروجه من محبسه فى دار ابن لقمان بمدينة المنصورة فى مصر، فى 7 مايو 1250، بعدما قام بقيادة الحملة الصليبية السابعة عام 1248، وكان حينها فى الثلاثين من عمره.

لويس التاسع أو لويس القديس كان ملك فرنسا و هو ابن لويس الثامن، قام بقيادة الحملة الصليبية السابعة عام 1248، حتى يأخذ بيت المقدس من أيدي سلاطين مصر، كانت وجهته الأولى دمياط في مصر واحتلها عام 1249، إلا أنه هزم ثم أسر في أولى مواجهاته في المنصورة عام 1250.

وصلت الحملة الصليبية إلى الشواطئ المصرية في صبيحة يوم الجمعة 4 من يونيو 1249 م)، وألقت مراسيها، ونزلت إلى البر، وعلى رأسها الملك لويس التاسع، وهو يخوض في الماء رافعًا تِرْسه وسيفه فوق رأسه، وذلك في فجر اليوم التالي.

ووقعت مناوشات بين الحملة والمسلمين للحيلولة دون نزول الصليبيين إلى الساحل، لكنهم تمكنوا من النزول، ثم انسحب بعدها الأمير فخر الدين بجيشه، وعَبَر النيل إلى دمياط نفسها، ثم غادر دمياط إلى المعسكر السلطاني بأشموم طناح.


ولما رأى أهالي دمياط انسحاب الحامية العسكرية، زلزل الرعب قلوبهم، ففروا هاربين بنسائهم وأطفالهم وشيوخهم، تاركين بيوتهم ومخازنهم مليئة بالأقوات والمحاصيل، بالإضافة إلى ما تركته الحامية الدمياطية من الأسلحة والمعدات الحربية الثقيلة.

وقد دهش الصليبيون حين رأوا أبواب المدينة مفتوحة وشوارعها خالية من الناس، فخشوا أن يكون في الأمر مكيدة، فتمهلوا في دخول المدينة، حتى أيقنوا خلوها من الناس، فدخلوها بغير قتال.

ثم تتابعت الأحداث بعد ذلك، واشتعل الجهاد في نفوس المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة الحملة هزيمة مروعة، وسبق أن تناولنا ذلك على نحو من التفصيل في اليوم الثالث من المحرم.

بدأت الحملة بانتصار لويس بعدما استطاع السيطرة على مدينة دمياط، بعدما انسحب المدافعون عن المدينة بسرعة بعد أن ظنوا أن سلطانهم الملك "الصالح أيوب" المريض قد مات، كما فر السكان المذعورون، وهكذا سقطت دمياط دون مقاومة، واتجه بعدها إلى المنصورة وهناك واجه جيوش المصرية بقيادة الظاهر بيبرس.

عندما وصل لويس المنصورة كانت المقاومة قد اشتدت ضد القوات الصليبية، وكان يقود صفوف الجيش آنذاك الأمير بيبرس الذى صار فيما بعد السلطان الظاهر بيبرس، واستطاع هزيمة الصليبيين فى معركة المنصورة، وأسر لويس التاسع نفسه.

حين وصل لويس التاسع إلى دمياط كان الملك الصالح نجم الدين أيوب بدمشق، فلما علم بأخبارها عاد مسرعاً إلى مصر، وتحركت الحملة بعد نزولها إلي جيزة دمياط باتجاه فارسكور إلا أن الملك الصالح نجم الدين أيوب وافته المنية فأخفت زوجته شجرة الدر خبر وفاته لحين عودة ابنه توران شاه من حصن كيفا الواقع على ضفاف دجلة. تولي المملوك بيبرس البندقداري قيادة قوات المسلمين وإنزال الهزيمة بالفرنج في معركة المنصورة التي أبلي العامة فيها بلاء حسنا وقتل في هذه المعركة روبرت كونت أرتوا أخو الملك لويس التاسع والذي كان علي رأس الجيش بينما كان لويس التاسع عند مخاضة سلمون علي بحر اشموم طناح في طريقه إلى المنصورة.

وصل الملك توران شاه وتسلم قيادة الجيش المصري، وبدأ أعماله الحربية بالاستيلاء على جميع المراكب الفرنسية التي تحمل المؤن للمعتدين، وبذلك عرقل خطوط إمدادهم، فاضطرهم إلى التقهقر بعد أن نفدت ذخيرتهم وعتادهم الحربي فقرر لويس التاسع الرجوع إلي دمياط والتحصن بها ولكن قوات المسلمين قطعت الطريق عليهم وطاردوهم وأخذ يغير على الجيش الصليبي أثناء انسحابه تجاه دمياط، ثم طوقهم وسد عليهم طريق الانسحاب وانقضت عليهم قوات المسلمبن قرب بلدة ميت الخولى عبد الله بالقرب من المنصورة وتم أسر لويس التاسع ملك فرنسا ونقله إلى دار كاتب الإنشاء فخر الدين بن لقمان.

بلغ قتلى الصليبين في هذه المعركة - كما يذكر المؤرخون - ثلاثين ألفا، فعرض التسليم وطلب الأمان لنفسه ولمن بقى معه من خاصة عساكره وحاشيته، فأجابه إلى الأمان الذي طلب.

استسلم لويس الحزين لمصيره حيث أرسل أسيرا إلى دار إبراهيم بن لقمان قاضى المنصورة، واشترط المصريون تسليم دمياط، وجلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير و غيره من كبار الأسرى، كما اشترطوا دفع فدية كبيرة للملك ولكبار ضباطه، ولم يكن أمام لويس إلا الإذعان فافتدى نفسه وبقية جنده بفدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات.

سُجن لويس التاسع دار يملكها قاضي المدينة في هذا الوقت وهو القاضي المصري إبراهيم بن لقمان. أما الغرفة التي حُبس فيها لويس التاس فمنقوش فوق بابها أبيات للبوصيري تحكي تاريخها وتقول:

قل للفرنسيس إذا جئتهم مقال صدق من قئـول فصيح
قد ساقَكَ الحَيْنُ إلى أدهمٍ ضاق به عن ناظريك الفسيح
وكل أصحابك أودعتهم بحسن تدبيرك بطن الضريح
خمسون ألفا لا يرى منهم إلا قتيل أو أسير جريح
فقل هلم إن أضمروا عودة لأخذ ثأر أو لقصد صحيح
دار ابن لقمان علي حالها والقيد باق والطواشي صبيح

حبس لويس التاسع ومن معه فى دار القاضى فخر الدين بن لقمان فى المنصورة، أنه بعد بضعة أيام فتحت أبواب المفاوضات لفك أسر لويس، وانتهت إلى أن يسلم الملك الفرنسى مدينة دمياط فدية عن نفسه.

دفع مبلغ "ثمانمائة بيزنط" فدية للأسرى الصليبيين، ويطلق سراح الأسرى المسلمين الذين فى حوزته، وأسرى المسلمين فى الشام، يعمل الصليبيون على حفظ الأمن والاستقرار فى جميع البلاد التى تحت أيدى الصليبيين فى بلاد الشام، وأقسم الطرفان على احترام شروط الصلح.!!