( 1871- 1943 )
Jean Cledat


إعداد/ ماجد كامل
يمثل عالم الآثار الفرنسي الكبير جان كليدا Jean Cledat ( 1871- 1943 ) أهمية كبيرة في تاريخ علوم المصريات والقبطيات ؛ فهو صاحب الأكتشاف الكبير لدير الأنبا أبوللو باويط كما سوف نري في المقال . أما عن جان كليدا نفسه ؛ فلقد ولد في 7 مايو 1871 بأحدي المدن الفرنسية ؛ ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة ؛وتخصص في الآثار المصرية القديمة حيث تتلمذ علي يد عالم الآثار الفرنسي الكبير جاستون ماسبيرو ( 1846- 1916 ) حيث أرسله إلي بعثة في مصر للتنقيب عن الآثار ؛ وكان ذلك في عام 1901 ؛ ولقد بدأ الحفر في منطقة باويط Baouit ؛ حيث قام باكتشاف آثار دير الأنبا أبولوApa Apollo من القرن الرابع الميلادي ؛ ولقد أستمر في البحث في منطقة باويط خلال أعوام ( 1904- 1905 ) وهي الآثار المعروضة حاليا في قاعة باويط بالمتحف القبطي .

وحول أهمية اكتشافات منطقة دير باويط ؛ تذكر لنا العالمية الفرنسية "ماري – هيلين روتشوفسكايا " في دراسة هامة لها بعنوان " الفنون والآثار القبطية ؛مولدها واكتشافها " جاءت في موسوعة "الفن القبطي في مصر " حيث قالت " حصل متحف برلين وعدد من المتاحف الأمريكية علي منحوتات من دير باويط أو من مواقع أخري من المنطقة ؛فقد أستخرج من كنيسة الدير المسماة بالجنوبية كمية من المنحوتات المعمارية الحجرية والخشبية ؛ أما الكنيسة المسماة الشمالية ومصليات غرف الرهبان فكانت مزخرفة برسوم تعود إلي ما بين القرنين والثاني عشر ؛ وتشكل هذه الرسوم مجموعة صورية لا مناص من الاطلاع عليها في كل دراسة عن رسوم العصور الوسطي " . ( المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 22 ) . أيضا يذكر لنا موقع البوابة أنه من أشهر مقتنيات منطقة دير باويط المحفوظة حاليا في متحف اللوفر بباريس ؛هي أيقونة السيد المسيح وهو يضع يده علي كتف الأنبا مينا (غالبا كان رئيس الدير خلال فترة رسم الايقونة ) وهي أيقونة نادرة وجميلة ترجع للقرن السادس الميلادي ( انظر صورة الأيقونة المرفقة في المقالة ) .


كما قام كليدا بالحفر في العديد من مناطق الاديرة الاثرية مثل ( دير أبو حنس بملوي – دير القديس سمعان بأسوان – أديرة أسيوط – أخميم – سوهاج – الأقصر – الالفنتين – تل الحرير تل الماسخوطة – المحمدية – القنطرة شرق .......... ألخ). وفي منتصف عام 1904 عين مدير لمنطقة الاكتشافات الأثرية بشركة قناة السويس الأثرية Director of the company ,s archeological excavations . وفي عام 1910؛ قام بالتنقيب في منطقة البيلزيوم بتل الفرمة ؛ حيث قام بوضع خريطة للموقع ؛ كما أكتشف نقشا يخلد ذكري الأمبراطور هدريان .

ولقد قام العالم الفرنسي كليدا بالعديد من الاكتشافت الاثرية الهامة في منطقة دير الانيا سمعان بأسوان ؛ حيث تذكر لنا رانيا سعد في مقال لها بجريدة البوابة بتاريخ 3 مارس 2018 ؛أن العالم الفرسي كليد قام ياكتشاف ثلاثة كتابات علي أعمدة الكنيسة الاثرية ؛أثنتان منها ترجعان إلي عام 1404م ؛ والثانية ترجع لعام 1388م ؛كما قام كليدا باتشاف 11 شاهد قبر خلال حفرياته التي قام بها في الدير الأثري عام 1903 ( رانيا سعد :- جريدة البوابة ؛ مقال بتاريخ 3 مارس 2018 ) .

ولقد كان كليدا غزير الانتاج حيث اثري المكتبة الأثرية بالعديد والعديد من الكتب الأثرية القبمة في مجال المصريات والقبطيات لا تزال لها قيمتها حتي الآن ؛ كما اشتهر بموهبته الكبيرة في الرسم والتلوين ولقد أستمر كليدا في الحفائر والكتابة والأنتاج حتي توفي في 29 يولية 1943 عن عمر يناهز 72عاما تقريبا ؛ وبعد وفاته قامت أبنته بالتبرع بمكتبته وكل أرشيفه الشخصي لمتحف اللوفر ؛ كما سمي شارع رئيسي بأسمه في المنطقة التي ولد بها Hometown .

ولقد قام كليدا بكتابة العديد من الكتب القيمة نذكر منها :- ( الشكر هنا واجب للأستاذة الدكتورة نجلاء حمدي الباحثة بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية لتفضلها بترجمة عنوانين الكتب بالفرنسية ) .

1- مقبرة السيدة أمتن .Le tombeau de la dame Amten (1898)
2- ملاحظات علي لوحتين أثنوغرافتين مصرييتن .Observation sur deux tableaux ethnographiques egyptiens (1899)
3- أصول مصرية 1899 Origines egyptiemmes (1899)
4- تقرير عن البعثة إلي قناة السويس أكتوبر 1900 .Rapport sur une mission au canal de Suez (october 1900)
5- الطب عند قدماء المصريين .La medicine chez les anciens Egyptiens (1899)
6- ملاحظات علي جبانة برشيه Notes sur la necropole de Bersheh (1901).
7- ملاحظات علي بعض الشخصيات المصرية .Notes sur quelques figures egyptiennes (1901)
8- أبحاث عن كوم باويط . Recherches sur le kom de Baouiet (1902)
9- أبحاث جديدة عن باويط (صعيد مصر) : حملات تنقيب 1903- 1904 .Nouvelles recherché a Baouit (Haute Egypt) :Campagne 1903- 1904

10- ملاحظات علي برزخ السويس .Notes sur l isthme de Suez
11- أثران جديدان بتل المسخوطة .Deux monuments nouveaux de tell el Mashoutah (1910)
12- حفريات في قصر غيط .Fouilles a Qasr –Gheit (Mai 1911)
13- حفائر بالشيخ زويد :- يناير – فبراير 1913 .
14- نقوش دير القديس سمعان .Les insccrioptions de Saint –Simeon(1915)
15- جبانة قنطرة (حفريات مايو 1914 ).Necropole de Qantarah (fouilles de mai 1914)
16- غارة الملك بودين الأول علي مصر .Le raid du roi Baudoin ler en Egypt (1925)

أيضا من الانجازات الكبري التي قام بها جان كليدا أعمال الحفر والتنقيب التي قام بها بإقليم القناة تحت إشراف عالم الآثار المصرية جان ماسبيرو ؛ وعندما تكدست المقتنيات الأثرية الناتجة عن أعمال الحفر ظهرت فكرة تخصيص مكان يضم تلك التحف والكنوز ؛ حينها قام ديلسيبس برفع الأمر لإدارة شركة قناة السويس ومن ثم خاطب المسئولون كليدا لإعداد كتالوج يضم كافة المقتنيات الأثرية الناتجة عن أعمال التنقيب بالمنطقة مع وصف دقيق لكل قطعة وكذلك تحديد مكان وتاريخ العثور عليها .

وفي عام 1885 تم وضع الآثار الضخمة الناتجة عن حفر قناة السويس والمناطق المتاخمة لها في حديقة كبيرة أمام منزل فرديناند ديلبسس لتكون مثابة متحف مفتوح . . وفي عام 1910 قام كليدا بعرض بعض القطع المكتشفة في فتارين بداخل مقر إقامته بالإسماعيلية وكانت تلك المقتنيات لها كتالوج خاص مدعم بالصور الفوتغرافية ليكون بذلك متحف مؤقت لتلك الآثار وأصبح عدد الفتارين بداخل المبني عام 1914 أربعة فتارين . وعندما تكدست الآثار لدي كليدا رحبت شركة قناة السويس ومصلحة الآثار المصرية بفكرة إقامة المتحف ؛ وبنهاية عام 1912 أعلن وزير الأشغال العامة آنذاك إقامة مبني يكون علي أرض من أملاك شركة قناة السويس وتكون إدارته الداخلية وسبل الحفاظ عليها .... وبعد محاولات مضنية أستطاع كليدا أن يأخذ موافقة إدارة شركة قناة السويس بتخصيص الجناح الذي كانت به معروضة به الآثار ليكون متحف عام ( لمزيد من التفاصيل راجع :بوابة آثار مصر حكاية من ماسبيرو ؛علاء الدين طاهر ؛ بتاريخ 4 أغسطس 2015 ؛موقع علي شبكة الأنترنت ) .

ويذكر موقع المعرفة أن العالم الفرنسي "جان كليدا " قام بتسجيل بعض الملاحظات الهامة التي وردت في الارشيف العلمي عن حفائر سيناء والمحفوظة حاليا في متحف اللوفر ؛ حيث سجل في مذكراته أنه ربما يحوي الموقع معسكرا أو حصنا قديما ؛ كما قام كليدا بإعداد كروكي جيد لبعض المباني التي كانت واضحة المعالم . ويؤكد الموقع أن هذه المعلومات التي سجلها كليدا أثناء زيارته للموقع عام 1905 تعتبر هي الاساس لكل أعمال الحفائر التي تمت بعد ذلك في المنطقة .

ويذكر المؤرخ المرحوم توفيق اسكاروس ( 1871- 1942 ) في مقال بالغ الأهمية بعنوان " مكس باشا وفضله في حفظ الآثار العربية " نشر في مجلة الهلال عدد شهر يوليو 1919 . حيث يذكر عن جان كليدا أنه دعا إلي تأسيس جمعية عرفت بأسم " جمعية تاريخ حفظ الآثار القبطية بالقطر المصري " سنة 1903 . ولقد تعاون معه في تأسيسيها كل من " ألفريد بتلر " Alfred Joshua Butler ( 1850 – 1936 ) صاحب كناب الكنائس القبطية القديمة في مصر ؛ وسومرز كلارك Somers Clarke (1841- 1926 ) صاحب كتاب الآثار القبطية في وادي النيل ؛ وبرنارد موريتس Bernard Moritz ( 1859- 1939 ) مدير الكتبخانة الخديوية ( دار الكتب المصرية حاليا ) خلال الفترة من ( 1896- 1911 ) وماكس هرتز Max Hertz ( 1865- 1919 ) عالم الآثار الإسلامية المعروف . غير أن اللجنة للأسف الشديد لم يكتب لها النجاح والاستمرار ( لمزيد من التفاصيل راجع المقال المذكور بالتقابل مع كتاب فراعنة من ؟ لدونالد مالكوم ريد صفحة 385 ) .

بعض مراجع وأسانيد المقالة :-
1 - - Perre Du Bourute S .J Cledat .Jean - Claremont Coptic Encyclopedia
2- الفن القبطي في مصر :- 2000 عام من المسيحية ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛2008 .
3- علاء الدين ظاهر :حكاية ماسبيرو وجان كليدا مع إنشاء متحف للآثار بالإسماعيلية ؛بوابة آثار مصر ؛ مقالة يتاريخ 4 أغسطس 2015 ؛ موقع علي شبكة الأنترنت .

4- رانيا سعد: - علماء أزاحوا الرمال عن دير الأنبا هدرا الأثري بأسوان ؛ جريدة البوابة ؛ مقالة بتاريخ 3 مارس 2018 ؛ موقع علي شبكة الأنترنت.
5- Jean Cledat –Wikipedia ؛موقع علي شبكة الأنترنت .
6- About Jean Cledat Biography Anthropologist, Linguist ؛موقع علي شبكة الأنترنت.

7-- خالص الشكر للأستاذة الدكتورة نجلاء حمدي الباحثة بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية لتفضلها بترجمة كتب جان كليدا باللغة الفرنسية إلي اللغة العربية ؛ فلها مني جزيل الشكر .
8- دونالد مالكوم ريد :- فراعنة من ؟ علم الاثار والمتاحف والهوية القومية المصرية من حملة نابليبون حتي الحرب العالمية الأولي ؛ ترجمة رؤوف عباس ؛ المجلس الأعلي للثقافة ؛ الكتاب رقم ( 708 ) ؛ 2005 ؛ صفحة ( 385 ) .
9- توفيق اسكاروس :- مكس باشا وفضله في حفظ الآثار العربية ؛ مجلة الهلال شهر يوليو 1919 .
10- بعض المواقع المتفرقة علي شبكة الأنترنت .