تحت العنوان أعلاه، نشرت "أرغومينتي إي فاكتي"، عمودا لسكرتير الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف عن أصحاب المصلحة في تزييف حقائق التاريخ وتشويه دور روسيا.

 
وجاء في العمود: في عصر الإنترنت، ملأت مواد مسوّدي التاريخ الغربيين مع تأويلاتهم المشوهة للحقائق واختلاقاتهم الوقحة الفضاء المعلوماتي. فنشر دراسات متعددة المجلدات، جار على قدم وساق، في عدد من البلدان عن تلك الحرب، دراسات تتستر على فظائع الفاشية، وتخفي ما تكبده الاتحاد السوفييتي من خسائر حقيقية، وتُقزّم دوره في الانتصار على "الطاعون البني".
 
ولقد أعطت هذه المعالجة الإيديولوجية أكلها بالفعل. فكثيرون، في اليابان وبلدان أخرى، لا يعرفون اليوم من الذي اتخذ القرار، وأصدر الأمر ونفذ قصف هيروشيما وناغازاكي بقنابل نووية.
 
لقد زرعوا في أذهانهم أن الولايات المتحدة هي التي ضمنت هزيمة الفاشية الألمانية والعسكريتاريا اليابانية، وأن على روسيا أن تستغفر العالم على إشعالها الحرب العالمية الثانية إلى جانب ألمانيا الهتلرية.
 
معظم الذين يعيشون ما وراء المحيط، اليوم، لم يعانوا من دراما تلك الحرب. لم يفقدوا أحباءهم، ولم يروا أنقاض المدن وشحار الحقول المحروقة. الكذب بشأن الحرب، بالنسبة للنخبة الغربية المعاصرة، مجرد أداة لتصغير دور روسيا في العالم، ونهج استراتيجي يهدف إلى تدمير بنية الأمن الجماعي المتعددة الأطراف التي انبثقت بعد الحرب.
 
وهناك من يدعو اليوم لمراجعة نتائج محاكمات نورمبرغ وإعادة رسم خريطة العالم السياسية. وفي الوقت نفسه، فإنهم يسمّون مواجهة التزييف التام للحقائق التاريخية تضليلا وتدخلا في أنشطة وسائل الإعلام المستقلة، وقمعا لحرية التعبير في الأدب والسينما.
 
وإنني لعلى قناعة بأن دعم الحق في التعبير عن الذات لا يصح أن يكون ستارة تخفي التلاعب بعقول الناس وغطاء للإفلات من العقاب القانوني. فوحدها الوثائق وحقائق الماضي المثبتة علمياً لا تسمح بانتشار فيروس الكذب العالمي، الذي يسمم جو الاستقرار الهش من دون ذلك في العالم.