زهير دعيم
كنتُ وما زلتُ متفائلًا ، رغم الكورونا ، بل قلْ بسبب الكورونا ، فقد آمنت بأنّ هذه الغيمة الدّاكنة قد تُبكّت الضمائر ؛ كلّ الضمائر وترسم أمامها الحقّ بأجمل وأبهى صورة . 
 
  ولكنّ الأمر قد يكون صائبًا ومقبولًا لدى البعض ، لا عند حكومتنا المُوقّرة ، هذه الحكومة التي تكيل بمكياليْن فتنظر الى أحبائنا المواطنين اليهود بعين مفتوحة ومكحولة ، وتنظر لنا نحن الموطنين العرب بالعين الاخرى المُغمضة والعابسة أحيانًا  أخرى. 
 
كيف لا ؟! وتعويض الحكومة لسلطاتنا العربية المحليّة – رغم المآخذ الكثيرة والتي آخذها على تصرّف بعضها – لم يتجاوز هذا التعويض ال 55 مليونًا من الشواقل .
 
 ويصرخ المواطنون العرب ، فضرائب الأرنونا التي تغذّي معظم ميزانياتنا  قد تعطلّت وتجمّدت منذ أشهر بسبب الوبأ اللعين  الذي أدّى الى ركود اقتصاديّ وشلل وبطالة وحمّى كورونية كاوية ... 
 
يصرخون ولكن " لهم آذان ولا يسمعون " ، بل ويتعنّت القادة في حين يروحون يجودون بكرم  هائل على سلطة محليّة يهودية واحدة بمبلغ يضارع ما قدّموه لكلّ السلطات العربية مجتمعةً.
 
 أين العدل ؟ 
اين المراحم؟ 
اين الانسانيّة ؟ 
اين الديموقراطيّة التي يتغنّون بها  صبحًا ومساءً ؟
 والأهمّ اين مخافة الربّ ؟ 
 ألا يريد الانسان أن يتعلّم أن الظُّلم ظالم وأنه خطيئة خاطئة ، وأن الانسان   والمواطن أيًّا كان لونه ومعتقده  وقوميته هو على صورة الله ومثاله.
 
   إنّ الإضراب المفتوح والذي اعلنته وأقرّته بالامس اللجنة القطرية بُعيد الغبن الواقع هو صائب وأكثر ، ويحتاج الى دعمٍ شعبيٍّ وجماهيريّ بل وايضًا الى صلاة حارة للربّ كيما يفتح عيون وقلوب حكومتنا فتضحي لحمية بعد ان كانت حجرية .
 
  للحقيقة أقول : بأنّني قررت منذ زمن ألّا اتدخّل أوأغوص في معمعان السياسة ، ولكنّ  " الغضب المقدّس " شدّني في هذه المرّة ايضًا لأقول بالفم الملآن : 
 كفى... تعبنا ضقنا ذرعًا  من التفرقة الواضحة والجلية .
 
 كفى ... عودوا الى انسانيتكم ، فالحياة كما قال حكيمنا جميعًا سليمان الحكيم في سفر الجامعة : " باطل الأباطيل،  الكلّ باطل وقبض الريح"