على إثر صدور قرار بريطانيا بسحب قواتها من فلسطين'> فلسطين عام ١٩٤٨ سادت حالة من عدم الاستقرار في الأرض المحتلة وتكرر الصدام بين العرب والإسرائيليين في شكل مواجهات مسلحة، ومع حلول ربيع عام ١٩٤٨ قام جيش التحرير العربى والمؤلّف من الفلسطينيين ومتطوعين من مختلف البلدان العربية بتشكيل هجمات على الطرق الرابطة بين المستوطنات اليهودية وقد سمّيت تلك الحرب بحرب الطرق، حيث أحرز العرب تقدّماً في قطع الطريق الرئيسى بين مدينة تل أبيب وغرب القدس مما ترك ١٦% من جُل اليهود في فلسطين'> فلسطين في حالة حصار.

 
على أثر ذلك قرر اليهود تشكيل هجوم مضاد للهجوم العربى على الطرقات الرئيسية فقامت عصابة شتيرن والأرجون بالهجوم على قرية دير ياسين على اعتبار أن القرية صغيرة ومن الممكن السيطرة عليها مما سيعمل على رفع الروح المعنوية اليهودية وقامت عناصر من المنظمتين الإرهابيتين بشن هجوم على القرية في الساعة الثالثة فجراً «زي النهارده» في ٩ أبريل ١٩٤٨.
 
توقع المهاجمون أن يفزع الأهالى من الهجوم ويبادروا بالفرار من القرية لكنهم فوجئوا بنيران القرويين التي لم تكن في الحسبان وسقط من اليهود ٤ من القتلى و٣٢جريحاً طلب بعد ذلك المهاجمون المساعدة من قيادة الهاجاناة بالقدس وجاءت التعزيزات، وتمكّن المهاجمون من استعادة جرحاهم وفتح الأعيرة النارية على القرويين دون تمييز بين رجل أو طفل أو امرأة ولم تكتف العناصر اليهودية المسلحة بإراقة الدماء بالقرية، بل أخذوا كمية من القرويين الأحياء بالسيارات وقاموا باستعراضهم في شوارع الأحياء اليهودية وسط هتافات اليهود، ثم العودة بالأسرى إلى قرية دير ياسين والإجهاز عليهم.
 
بلغ عدد القتلى في هذه المذبحة ٢٥٤ من القرويين، وتزايدت الحرب الإعلامية العربية اليهودية بعد مذبحة دير ياسين وتزايدت الهجرة الفلسطينية إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة الرعب الذي دبّ في نفوس الفلسطينيين من أحداث المذبحةوعملت بشاعة المذبحة على تأليب الرأى العام العربى، وبعد مذبحة دير ياسين استوطن اليهود القرية، وفى ١٩٨٠ أعاد اليهود البناء بالقرية فوق أنقاض المبانى الأصلية وسموا الشوارع بأسماء مقاتلى الأرجون (منفذى المذبحة)، وكانت هذه المذبحة سببا مهما في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين'> فلسطين والبلدان العربية المجاورة.