كتبت – أماني موسى
 
تحدث د. محمد طه، الطبيب النفسي، عن التداعيات النفسية لأزمة كورونا، قائلاً: أن شكل العلاقات الإنسانية في الأزمة العالمية التي نمر بها تغير ويتغير وسيتغير، ما نعيشه الآن لم يحدث قبلاً، وهناك أجيال كاملة لم تعاصر حدث أو مرحلة بهذا الشكل عنوانها "الخطر"، ومن ثم بات هناك عدة أمور أضيفت على العلاقات الإنسانية عمومًا، منها الخوف الذي أصبح يغلف العلاقات الإنسانية.
 
وأضاف في لقاءه مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، ببرنامج "رأي عام" بفقرة شيزلونج المقدم عبر شاشة TEN، خوف من التعبير عن المشاعر أو الاقتراب أو الأحضان أو القبلات، خوف من فقدان من نحبهم، خوف من أن يكون غدًا يوم مؤلم لشخص أحبه.
 
ولكن من ضمن إيجابيات هذه المرحلة، هو أن الكثير منا بات يتمسك بمن يحبهم أكثر، ويخاف عليهم أكثر، ونتمسك بقوة العلاقات فيما بيننا، فيما أصبحت بعض العلاقات بها فتور وأخرى ملل نظرًا للتواجد سويًا لوقت طويل باليوم، وبعض العلاقات بات متباعدة نتيجة عدم الزيارات والبعد الاجتماعي عن أقرب الأقربين، ومن ثم بات هناك بعض الأبعاد التي لم تكن موجودة وأضيفت على علاقاتنا في ظل هذه الأزمة وهذا الخطر.
 
وأردف، الأزمة التي نعيشها يمكن أن نسميها كاشفة، لأنها كشفت لنا أشخاص وجواني كثيرة في علاقاتنا العاطفية والاجتماعية والإنسانية، وكشفت أنفسنا لنا وكشفت الآخر لنا، فأحدهم قالت لي: أنها متزوجة منذ 15 سنة، وفوجئت بزوجها يكتشف لون عينيها! وقالت أخرى: اكتشفت أد إيه أن جوزي حنين ودة مكانش واضح بالنسبة لي قبل كدة، وقال زوج: اكتشفت حجم المجهود الكبير الذي تبذله زوجتي بالمنزل.
 
بينما قالت أخرى، اكتشفت أن زوجها بيعمل مشاكل ووجوده في البيت زود المشاكل.
 
معلقًا: هذه الأزمة وهذه الفترة مكنت الكثيرين من اكتشاف أنفسهم واكتشاف شركاء حياتهم، الأزمات تبرز لنا من نحن، والانشغال في الحياة سابقًا كان يجعلنا ننظر لمن حولنا كوظيفة وليس أشخاص، فننظر لهم على الوظيفة التي يقدمونها إلينا بالحياة ولا نراهم كأشخاص، فالست ترى الرجل مصدر للرزق والصرف والرجل ينظر للمرأة أنها تؤدي عدة وظائف بالمنزل وتربية الأطفال، وكلا منهما ينظر لوظيفة الآخر في حياته ولا يراه كشخص.
 
وتابع، أن الضغوط والأزمات من الممكن جدًا أن تغير الأشخاص، فأحيانًا مثلا ضغوط الحياة تجعل الشخص أكثر ميلا إلى العصبية، مشيرًا إلى دراسة أجريت على عينات كبيرة من الأزواج تبين من خلالها أن شخصيات الناس تتغير بالوقت والزمن والتعرض للضغوط الحياتية.
 
وأوضح أن هذه التغييرات بالشخصية تكون أساسية وجوهرية، ومن ضمن العوامل التي تغير في العلاقات بعد الزواج هو الإنجاب ووجود أطفال، فتتغير العلاقات بمتغيرات الحياة.