كتبت – أماني موسى
 
قال الكاتب محمود العسيلي، تلقيت رسائل من المتابعين تقول أنهم أشخاص "مستعجلين" دائمًا، فربة منزل مستعجلة أن تقوم بكافة مهام المنزل، وكثيرًا منا يفعل نفس الشيء، الجري واللهث دائمًا، ومع الوقت هذه الطريقة في الجري واللهث وراء الأشياء تغير من طريقة تفكيرنا في الحياة.
 
وأضاف في فيديو بثه عبر قناته باليوتيوب، الموضوع من الخارج يبدو أنه عادي، لكن بالتفاصيل تجد أن هذه الطريقة تؤثر على طريقة نظرتك للحياة، وأنت شايف نفسك مطلوب منك إيه وإيه وظيفتك؟ هل أنت بني آدم، ولا منتج ولا موظف ولا إيه؟ وهنا مهمتك أن تكون واعي لذاتك وللحظة التي تعيشها حتى لا تقع بفخ يصنعه الدماغ لنا وهو التفكير دومًا بالمستقبل، الخناق مع الماضي.
 
فتصبح مع الوقت "متبعزق" مشتت الذهن والهدف والوعي بالذات، ومع الوقت هذه اللخبطة والتشتت تفرض على كافة مناحي حياتك، ولا بد أن تكون رائق لكي تعرف نفسك، هدفك، ذاتك، مكانك بالعالم، وظيفتك، إيه اللي بتعمله صح؟، إيه اللي بتعمله غلط؟، إيه اللي بتعمله وبيضر بحياتك؟ 
 
وتابع، الموضوع مش كبير هو فقط يحتاج إلى تنبه ووعي، فتصبح كشخص واعي باللحظة الموجود فيها، والمكان المتواجد فيه، وعي بجسدك، فكرك، عقلك، فتشعر حتى بالهواء المحيط بك والنفس الذي تستنشقه.
 
ونصح عسيلي بقراءة كتاب "قوة الآن" وتأثيره في وعي الشخص بالآن واللحظة، مشددًا: طرق غلط للحياة يمكن أن تتفادها بوعيك للآن، ووعيك لحضورك ونفسك، ويمكنك أن تتمرن على هذا الأمر، وستنجح فيه بعد وقت، فتعرف من أنت؟ من تكون؟ ماذا تفعل؟ ماذا تفعل ولماذا تفعله؟ وهو ما يسمى برحلة استكشاف النفس، أن تعرف نفسك من نقط لم تعرفها من قبل، وبعدها ستجد أن منظورك كله للحياة سيتغير.
 
مستطردًا، البعض يركز فقط على نقط ينظر منها للأشياء من حوله، فمنهم من ينظر للحياة فقط من عينه، ومن عينه تبدأ الحياة، فيشاهد الحياة ويتابعها ويفهم عنها فقط من خلال عينه، ويخطط للدنيا من خلال العين، وهي ؤرية تكون قريبة جدًا من الواقع ومن ثم فهي نقطة شديدة التأثير، فعلى سبيل المثال تجد البعض يتابع بترقب الأخبار والإصابات بكورونا والحوادث، فبعد وقت قصير يجد نفسه قد تشبع بأخبار سيئة ومناظر دموية وأخذت كل هذه العوامل تؤثر فيه.
 
وشدد، لا تجعل نفسك ملطشة لمتابعة كافة الأخبار، لا تجعل العالم وما يدور فيه من أحداث ومآسي هي مقدمة رؤيتك للحياة، انسحب للوراء قليلاً وانظر إلى نفسك من الداخل، ومع الوقت ستصبح على علم ودراية بنفسك، هتبقى شايف نفسك، ولا بد أن تتشغل على نفسك لكي تصل لنتائج.
 
فعلى سبيل المثال حين تذهب للجيم مرة واحدة بالشهر لن تحدث أي نتيجة مرجوة، حين تغسل أسنانك مرة واحدة بالأسبوع لن تصبح أسنانك نظيفة وصحية، وأن الكون يعلمنا ضرورة الاستمرارية والعمل لحصد نتائج إيجابية.