د. مينا ملاك عازر
اندهشت كثيراً من ذلك التباطء الذي تمتعت به الدولة قبل أن تتخذ إجراءاتها الأخيرة، ليس لأن الأمر كان جد خطير فحسب، ولكن لأنه وببساطة لماذا أتوانى وأنتظر تنامي عدد المصابين بفايروس عجزت أمامه الصين - وهي قوة اقتصادية- طويلاً عن كبحه، وكذلك تعاني منه إيطاليا وفرنسا وأمريكا نفسها، كما ترزح إيران بكل صلابتها تحت نيره، بل بدأت تمد يد طلب العون من الغرب، في حين أننا دولة نامية ضعيفة اقتصادها بالفعل يعاني. 
 
لا جدال تحركاتنا تأخرت، فجاءت عنيفة لتلحق بما تأخرنا عنه مما أفزع الناس وأقلق الشعب، وضجا الناس في مضاجعهم للأسف، وهذه المرة أيضا يدفع الشعب ثمن تأخر الدولة عن اتخاذ إجراءات بسيطة يمكنه تقبلها، فيجد نفسه مضطر لتقبل إجراءات عنيفة، كان هو واقتصاده الضعيف المتنامي في غنى عنها.
 
لماذا لم نمنع الطيران مع البلدان المصابة؟ لماذا لم نوقف من يثت في جوازات سفرهم أنهم مروا على تلك البؤر المصابة؟ لماذا لم نوعي الناس؟ واكتفينا بنفي وجود إصابات، لماذا لم نواجه الحقيقة بعد إعلان إصابة مركب سياحي بأكمله في الأقصر بالكورونا؟ أن السياح اختلطوا بالعمال في المقاهي والمعابد والمزارات السياحية التي ارتادوها ويصعب حصر هذا، كان علينا توخي الحظر، لماذا لم نأخذ الأمر بجدية مطلوبة وقررنا وكالعادة ادعاء الأمان فأصبح الأمن مهدد.
 
كورنا يا سادة يهدد أمننا القومي، هذا ليس نوع من المبالغة المقيتة لترويع الآمنين، لكن تبرير واضح لتلك الإجراءات المشددة التي في رأي البعض لا تتناسب مع الأرقام المعلنة من الحكومة التي تبين حجم الإصابات والوفيات، وهنا علينا أن نتبين الأمر، كورنا يهدد صحة الشعب المصري ويزيد عدد الوفيات -لا قدر الله- طبعاً لكن هذه هي الحقيقة مع حالات الجهل وايضاً المبالغة والتواني المتناقضتين التي يتمتع بهما الشعب المصري، فنحن مهددين بشكل واضح بوباء قاتل قد يتفشى إن لم نكن جادين، رأينا في مستشفى المنصورة الإبطاء، الرجال يتوانون ويخشون من مرافقة مصابة توفاها القدر وهي في الطريق لعزلها مع طبيبة جريئة تستحق التحية بالطبع، رأينا أن الجهل بحقيقة المرض أدت لانتشاره في الكثير من البلدان، ولكن السؤال الأهم الذي أريد ألقاء الضوء عليه هنا، لماذا نتخذ تلك الإجراءات؟ قلت أننا نتخذها بتلك الشاكلة المتشددة للحاق بما فاتنا، هذا أمر وللسيطرة على فايروس قد يفتك باقتصاد موسم سياحي صيفي متوقع مرجو نجاحه، كما أنه لا جدال رأينا بأنفسنا تأثير الفايروس على الاقتصاديات العالمية القوية وعلى النفط، وتراجع أسعاره الأمر المؤثر على كل أصدقائنا العرب الذين قد لا يستطيعوا مساندتنا في كارثة قد تقع بنا لو لم نسيطر على الفايروس في مهده لو صدقت أرقام الحكومة وأنا أظنها صادقة بل أتمناها هكذا. 
 
أخيراً كورنا قد يفتك باقتصادنا، ويوقف عجلة التنمية في المصانع والمزارع، وحركة السياحة في وقت الاقتصاد هو عماد أمننا القومي.
المختصر المفيد كونوا جادين.