د. مينا ملاك عازر
بعيداً عن هذا النزال الجاري على الأراضي والأجوء السورية بين قوات النظام السوري من جانب والميليشيات الإرهابية وخليفتهم أردوغان، والذي يدعمهم بأفراد وعتاد جيشه من جانب آخر، وبعيداً عن تلك المساندة التي قدمها ترامب لأردوغان كيما يكشر عن أنيابه ضد السلاح الروسي الماثل بين أيادي قوات النظام السوري، أقول ونحن بعيد عن هذا كله، نرى بوضوح أن الوضع الوبائي الذي اتخذه فايروس كورونا في بعض بلدان العالم، وأرجوك عزيزي القارئ أن تنتبه لكلمة بعض التي تتصدر الجملة السابقة، فالوضع الوبائي لم يشمل حتى كتابة هذه السطور كل البلدان التي ظهر بها -والحمد لله- وإنما بدى كما لو كان وباءاً في الصين وإيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا وكوريا الشمالية. 
 
وبنظرة متأنية لتلك البلدان السالفة الذكر وبالتحديد يمكنك الجزم بأن ثمة عداء واضح بينها وبين النظام الأمريكي فترامب لم يكن ليقبل أن فيلم كوري جنوبي يحصل على جائزة الأوسكار مع أن الجميع أشادوا بالفيلم وصناعه وبفكرته، وليس خفي عليك عزيزي القارئ تلك الصدامات العلنية والخفية التي تجمع ترامب والصين وكوريا الشمالية وإيران وأنه لا ريب ثمة خلاف جوهري وبين بلدان أوربا وبالذات إيطاليا مع الجانب الأمريكي. 
 
دعونا نتوقف هنا قليلاً، أعرف أن الفايروس يأخذ منحى عنيف مع بعض بلدان الخليج وربما في أمريكا نفسها، وهذا لا غضاضة فيه على الإطلاق، فالحرب في أي مكان في العالم يسقط فيها ضحايا وقتلى من الجانبين، ولا مانع أن سلاحي يقتل مني البعض، المهم أن يكون أشد فتكاً وتأثيراً بأعدائي، وإن سلمنا بتلك النظرية فنحن بصدد يقين نعلنه أن أمريكا هي التي وجهت هذا السلاح البيولوجي لصدور أعدائها.
 
 لكن من جانب آخر، ومن وجهة نظر أخرى، يمكننا تبنيها أن تلك الدول إما تأخرت في الإعلان أو التعامل السريع والسلمي، وأن فاشية أنظمتها وعنفوانها أو تراخي البعض منها أدى لهذا التفشي الذي يقارب الوضع الوبائي للأسف، ناهيك عن أن ثمة بلدان مرشحة بوضوح لأن يكون الوضع لديها كارثي كتلك التي تتعامل حكوماتها بمنتهى التهاون والاسترخاء والإنكار، ما يعني بوضوح وبدون أي محاولة للتجميل أن تجاهل الحكومات واستكبارها وإعلاناتها الكاذبة وتراخيها يعني وبوضوح أن الفايروس بيئته الخصبة في مثل تلك البلدان الفاشلة حكوماتها وشعبها سايبنها على الله من باب الإيمان المزعوم وفي الحقيقة هو أهم أشكال التواني والتهاون، فيتركهم الله يواجهون مصيرهم المحتوم من اختياراتهم السيئة لمسؤولين فشلة وعدم نهضتهم ليقوموا بأعمالهم على خير قيام، فيقاومون ويكونون صرحاء مع أنفسهم بما يجعلهم قادرين على القضاء على الفايسروس.
 
المختصر المفيد نحن من نصنع الفزاعة.