د./ صفوت روبيل بسطا 
هذا الذي يحدث لنا ولكل العالم هذه الأيام حدث نادر لم يحدث من قبل علي مدار التاريخ ! .
 
نعم علي مدار التاريخ سمعنا عن أوبئة كثيرة وعن حروب عالمية وعن كوارث طبيعية وغير طبيعية من زلازل وبراكين وتسونامي وغيره ،، والتي خلفت ألاف القتلي والمصابين علي مستوي العالم ، وكل هذه الكوارث تعامل معها البشر كل بطريقته وقوته وحسب إيمانه وتسليمه لأرادة الله تبارك أسمه القدوس. 
 
ولكن هذا الوباء الأخير فاق الوصف في كل شيئ !! من سرعة الأنتشار في كل بلاد العالم إلي إزدياد حدة الوباء من يوم لأخر نظرا لتغير طبيعة الفيروس !! وإن كان البعض يقولون أنه ليس فيروس بل غاز سام ويتحدثون عن اللعبة القذرة مابين أمريكا والصين وما بين فرنسا وإيطاليا أو أفغانستان وغيرهم من الدول !!؟ والبعض الأخر يقول أنه إشعاع حديث صادر عن 5g ولسة يا ما نسمع !!؟ 
 
أي إن كان هذا الوباء الذي إنتشر في كل العالم ، وهل كان هذا إبتلاء من الطبيعة أو تأديب وغضب ألهي علي البشر من كثرة الشر علي الأرض .
فالحقيقة الوحيدة أننا ماذلنا تحت رحمة ربنا ومحبوسين في بيوتنا  ونصلي حتي يتحنن الله علينا ويرفع  عنا هذا الوباء .
 
هذه المحنة التي نمر بها جميعنا كشفت لنا جوانب هامة كنا مخدوعين فيها : 
 
أولا : كشفت لنا أن العالم بكل جبروته وبكل معداته وقوته وبكل وسائل التكنولوجيا الحديثة فشل في مقاومة فيروس صغير جدا جدا !! بل جعل كل العالم  يخاف ويترعب ويحبس نفسه في منزله !! وأظهر كم هو ضعيف هذا الأنسان وخاصة المتكبر والمدعي العظمة والأنا. 
ثانيا : أظهر ضعف إيماننا وقلة إيمان هذا الجيل من المسيحيين الأقباط !!؟ 
 
هذا الفيروس إستطاع أن يفعل ما لم يفعله أعتي الملوك ولا أشرس أيام الأرهاب ولا أقوي الممالك التي مرت علي الأقباط !!،
 
هذا الفيروس  جعلنا نقفل كنايسنا ونوقف قداساتنا وجعلنا لا نحتفل بأقدس أيامنا سواء كان أسبوع الألام أو عيد القيامة المجيد !!؟
 
هذا الفيروس كشف أخطأنا وخطايانا وتقصيرنا وتديننا الظاهري  وكشف كذبنا علي أنفسنا وعلي بعضنا البعض !!؟
 
كشف أننا كنا نذهب للكنيسة ليس لمقابلة صاحب الكنيسة ولكن لمقابلة الناس والمنظرة علي بعضنا البعض سواء باللبس أو البحث عن المتكأ الأول وحب الظهور أو التباهي كمثال الصوت الجميل للشماس أمام الأخرين !؟  وغيره الكثير 
 
كشف قلة إيماننا وخوفنا ورعبنا حتي من التناول ومن الماستير ومن اللفافة وغيره !!؟
 
كشف  إننا لا نستحق  أن ندعي أننا أبناء الشهداء القديسين الأبطال الذين لم يكن يخافوا من أي شيئ سواء كان تعذيب أو أخطار أو موت ولم يحبسوا أنفسهم مثلنا في البيوت خوفا من حتة فيروس وإن كان خطير مثل هذا !!؟ 
 
كلنا خايفين ليه كدا (وأنا واحد من الكل) وإتحرمنا من الكنيسة وإتحرمنا حتي  من الأفتقاد ومن دهن شعب المسيح بزيت مسحة المرضي التي أوصي بها الكتاب المقدس !!؟ 
 
نعم من حق أي كاهن أو أي خادم أن يأخذ حذره عن طريق الكمامة وإتباع التعليمات الصحية  .
كنا نتمني أن نجد الأب الكاهن الذي ينزل إلي الشارع أو ساحة المعركة كأبائنا الأبطال ويبحث عن الضال وعن المريض وعن المحتاج للصلاة والشفاء.. ويتمثل بالأباء الشهداء بل ويتمثل بالراعي الصالح رب المجد نفسه الذي كان يجول يصنع خيرا ويشفي كل مرض بالشعب .. ويكون صورة المسيح بالحقيقة ، وربنا هو الحامي والحارس .. بالإيمان 
 
وفي هذا الأطار ومع قرب جمعة ختام الصوم والقنديل العام أرسلت بإقتراح إلي أباء الكنيسة علي أمل أن يتحقق إذا وافقوا عليه خاصة بعد ما رأيت صور لأباء كهنة في مصر يقومون بالأفتقاد لشعب الكنيسة في كل مكان ويوزعوا عليهم بركة وقربان ويطمئنوا علي شعب المسيح . وأيضا رأيت بعض الخدام يتبرعون بتوصيل طلبات الناس إلي المنازل . ربنا يحافظ ويعوض تعب محبة الجميع .    
فإقتراحي المتواضع كالتالي : 
 
لو أمكن إقامة صلاة القنديل العام يوم جمعة ختام الصوم( يذاع live) ويكون مقتصر فقط علي الأباء مع وجود شماس (دياكون فقط )...
وبعد ذلك (إن كان ممكن) أو وافق الأباء ....
 
أن يتم تقسيم المناطق بين الأباء ...ويقوم الأب  بزيارة  المنطقة المحددة (من خلال العضوية الكنيسة ) ورشم كل أفراد الأسرة ولو من علي باب المنزل بالزيت المقدس (زيت القنديل) وقاية وشفاء لكل شعب الكنيسة في كل مكان .
 
** أَمَرِيضٌ أَحَدٌ بَيْنَكُمْ؟ فَلْيَدْعُ شُيُوخَ الْكَنِيسَةِ فَيُصَلُّوا عَلَيْهِ وَيَدْهَنُوهُ بِزَيْتٍ بِاسْمِ الرَّبِّ، 15وَصَلاَةُ الإِيمَانِ تَشْفِي الْمَرِيضَ، وَالرَّبُّ يُقِيمُهُ، وَإِنْ كَانَ قَدْ فَعَلَ خَطِيَّةً تُغْفَرُ لَهْ(يعقوب 5)
 
نصلي ونطلب  أن ربنا يرفع عنا هذا الوباء ويرحمنا ويسامحنا ويتحنن علينا وتعود كنيستنا تفتح أبوابها لنا جميعا ... أمين يارب 
أذكرونا في صلواتكم