صحفية لبنانية : الصحة النفسية للموظفين تكون في أوجها أثناء العمل بالمنزل .. و هناك دراسات تفيد بزيادة الإنتاجية أيضاً 
كتب – أحمد المختار
 
قاعدة العمل عن بُعد ، تدخل بقوّة إلى منظومة العمل الإنسانية ، فيروس " كورونا " ، يشل العالم لكن الحلول التكنولوجية و التسهيلات المهنية المتوفرة من إنترنت و فضاء إلكتروني و غيرها ، شكلت بدائل لاستمرار الأعمال .
 
لا تزال تجربة العمل من المنزل في بدايتها و ربما من المبكر الحكم عليها غير أننا مجبرون على الاستمرار بها حتى الانتصار على وباء كورونا .
 
فأي مجالات هي الأفضل للعمل عن بعد و أي صعوبات لا تزال بحاجة إلى الحلحلة ؟ .
 
و في هذا الشأن استضاف برنامج " رادار الأخبار " علي شاشة " سكاي نيوز عربية " ، عدداً من الضيوف ، منهم : 
 " إياد بركات " الصحفي المتخصص في تكنولوجيا المعلومات ، و الذي قال من " لندن " : " موضوع العمل عن بعد ، أخذ في الانتشار خلال الفترة الأخيرة ، حفاظاً علي البيئة ، و تغير أنماط العمل في نوعية الشركات الموجودة ، فأغلب الشركات المتواجدة حالياً تتبع نظام الثورة الصناعية ألا و هو " المصنع " ، و هو عبارة عن خط إنتاج و دوائر جنب بعضها ، أما الموجات الجديدة تسعي لزيادة فعالية العمل عن بعد ، و لتخفيف الضرر عن البيئة ، و للصحة النفسية و تخفيف الضغط علي الموظفين " .
 
الأعمال المكتبية 
و تابع : " هناك أعمال قد يكون العمل فيها عن بعد بشكل أفضل مثل الأعمال المكتبية ، و ترك المكاتب لصالح اللقاءات الأسبوعية مرة أو مرتان أسبوعياً ، و هذه الفكرة موجودة ، و شرعت الشركات الناشئة في الاعتماد عليها منذ فترة ، لكن الوباء أجبر الجميع علي الخضوع لتلك التجربة بشكل كامل " .
 
العمل من المنزل
و أوضح : " طبيعية العمل من المنزل ، تختلف من مهنة إلي مهنة أخري ، و من شخصٍ إلي شخص ، فالمشكلة بدأت منذ نظام التعليم في الصغر ، و الشكل الحالي للعمل هو مواصلة لنظام التعليم ، بوجود المدير أو من يراقبه ، فالكثير من الناس في الأيام العادية ، يتظاهرون بالعمل ، و الأفضل أن يكون الشخص يريد أن يعمل من تلقاء نفسه ، دون وجود الحاجة إلي من يراقبه " .
 
الآثار النفسية 
و أضاف : " ليس هناك بديلاً عن التفاعل الإنساني ، الضروري بين البشر ، لتقوية الجهاز المناعي ، فكافة بحوث العمل ، أثبتت أن اجتماعات العمل وجهاً لوجه هي الأنجح ، و يتبعها في ذلك تقنية الفيديو كونفرانس ، فحتي قبل الوباء ، كان الناس يتواصلون من خلال الرسائل النصية ، فنحن بحاجة إلي برنامج لتقنين العمل من البيت ، و يمكن أن تكون الاجتماعات وجهاً لوجه ، أو حتي 3 أيام للعمل من المنزل " . 
 
الأزمة الحالية 
و أكمل : " كورونا سيتسبب و خاصة بالمدن المكتظة بالبشر ، في تغيير ثقافة العاملين بها ، و الخروج كثيراً من المنزل ، و أود أن أضرب مثالاً شخصياً ، فأنا لأول مرة في حياتي أشاهد نهر التايمز في لندن بأنه صافياً ، و يمكن رؤية قاع النهر في وسط المدينة ، و هو أثر إيجابي علي البيئة ، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية الحادة التي ستطرأ عن كورونا ، ستجعل الشركات تغير من طريقة تعاملها و ستضطر إلي إعادة النظر في المصاريف و التكلفة ، فحالة الطوارئ الحالية ، ستضعنا تحت امتحان ، من خلال الإبقاء علي عجلة الإنتاج و الاقتصاد في تلك الظروف ، و لو بشكل تدريجي أو بشكل مختلف ، و هو ما سيجعل الكثيرون من الموظفين العمل من منازلهم " .
 
الأمن المعلوماتي 
و اختتم : " العمل من المنزل قد ينشأ عنه مشاكل ، مثل القرصنة و الأمن المعلوماتي و الخصوصية ، و هما ما يشير إلي الحاجة بالتوعية عن الحفاظ علي الخصوصية و المعلومات و البيانات " .
 
من جهتها قالت الصحفية " رنا نجار " من " بيروت " : " العمل عن بعد ، بدأ منذ سنوات ، فعمل الصحفيين مثل البودكاست و كتابة التقارير ، متاحة للعمل من البيت و هذا أمر سهل ، لكنه علي المدي الطويل سيُسبب مشاكل في العلاقات الإنسانية ، و افتقاد لغة الحوار ، فالشركات و المؤسسات تحتاج إلي الابتكار دائماً ، و عقد اجتماعات بين المديرين ، و هو ما سيُسبب عوائق جديدة " .
 
المنازل الصغيرة
و تابعت : " الأزمة الراهنة سببت المشاكل للكثيرين في أوروبا أو حتي في دبي ، فعدد كبير ممن أعرفهم يعيشون في شقق ذات حجم صغير تُسمي " استوديو " ، و تحتوي غرفة أو غرفة و نصف علي الأكثر ، مما تُسبب التوتر و التأثير علي الحالة النفسية للشخص ، فالظروف الحالية تتسم بالتوتر ، و الجميع خائف من الإصابة ، و الحرص علي فقدان الوظائف ، مما سبب الجميع يعملون بجهد مضاعف ، للحفاظ علي وظائفهم " .
 
زيادة الإنتاجية 
و أضافت : " هناك دراسات أثبتت بأنه هناك في زيادة الإنتاجية ، من خلال العمل بالمنزل أو عن بُعد أو حتي من المنزل ، لكن أزمة كورونا ، أجبرت قطاعات بعينها بالعمل عن بعد ، مثل تواصل المعلمين مع تلاميذهم عن بعد للمرة الأولي في حياتهم ، و بالمقارنة مع النظام التعليمي في لبنان مثلاً ، لا يساعد علي ذلك ، من جهة أخري ستبحث الشركات استغلال ذلك الوضع لتوفير النفقات ، و عدم دفع إيجارات المكاتب ، لكن هناك وظائف بطبيعتها تحتاج لحضور الشخص مثل " المطاعم و الكافيهات و المخابز و الأطباء و الممرضين ، فهناك أعمال إنسانية لا يجوز فيها العمل عن بعد " .
 
الوقت الضائع 
و أوضحت : " تجربة العمل من المنزل ، أعادت الهدوء و التخلي عن الضغط في العمل ، فضلاً عن الضغوطات النفسية التي تمارسها المدن الكبري علي الموظفين في المكاتب ، لكن قد تنشأ مشاكل أخري قد تكون مثل تدفق سرعة الإنترنت و استهلاك الكهرباء " .
 
نصائح 
و أنصح : " لكل من يرغب في العمل بالمنزل ، أن يخصص مكان للعمل ، مثل مكتب ، ولا يجب العمل عن السرير بالمنزل ، لأن الدراسات الطبية أثبتت أن الجلوس بزاوية 90 درجة مفيدة للجسم " .