Oliver كتبها
- لا أحد يعرف فكر الله أو يتقصي مقاصده. ليس أحد مشيراً له فيخبره و يخبرنا. نحن عبيد الله فحسب. هو أعلي من السماوات و سماء السموات لا يوجد من يدانيه في المعرفة.
 
ينبغي أن نتأدب قدامه.
 
نخشع و ننحني و ننكس الرؤوس و نخضع بلا تردد.
 
هو يعلن لنا نفسه و نحن لا نتفحصه. ليس بيننا من يمثل الله سوي المسيح الوسيط بين الآب و البشر.
 
ليس من يجزم لنا ماذا في فكر الله سوي ما هو معلن في الكتاب.
 
- قبل أن نخوض في الأمر يعلمنا الكتاب أن لله طبيعة ثابتة و معاملات مختلفة فلا نخلط بينهما.
 
طبيعة الله ثابتة منذ الأزل و إلي الأبد لا تغيير فيها و لا ظل دوران يع1: 17. طبيعة الله أي صفات الثالوث الأقدس ,الله بالطبيعة قداسة و محبة و حق و لهذا يسخط أي يغضب علي الشر.
 
و لأن الشر يتكرر كل يوم بل كل لحظة فالله (قاض عادل و يسخط كل يوم) مز7: 11.غضب الله كل يوم معناه أن موقفه من الشر لا يتغير هو يغضب علي الشر كل الوقت.
 
هذه طبيعة الله الثابتة. كل ما يخص طبيعة الله لا يتغير.
 
- في القديم يتقد غضبه علي الشر و في الجديد يعلن غضبه علي أبناء المعصية أف 5:6 كو3: 6 رو1: 18 فالزمن لا يغير طبيعة الله لا في غضبه علي الشر و لا في محبته و لا أي صفة من صفاته
 
- لكن معاملات الله مع البشر هي التي تتغير سواء بين العهدين أو من إنسان لآخر أو من موقف لآخر.
 
طرق الله لا تحصي و لا يمكن تتبعها.
 
إذن من جهة الطبيعة فالله هو هو أمس و اليوم و إلي الأبد و من جهة المعاملات فللرب طرقه الصالحة المتنوعة للتعامل مع الشر و من يرتكبه لو1: 76 رو11: 33 رؤ15: 3.
 
- مثال علي تنوع معاملات الرب في غضبه 
 
الله غضب علي موسي النبي حين رفض أن يكون رسوله لفرعون.
 
خر4:14 لأن الله يريد الطاعة و مع هذا فغضبه علي موسي لم تتبعه عقوبة بل إكتفي بأن يتعلم موسي أنه أغضب الرب و جعله يكتب هذا في سفر الخروج شهادة علي نفسه.
 
- غضب الرب علي هارون و قرر أن يبيده لكن موسي طلب لأجله و رضي الرب بشفاعة موسي النبي وصلاته أربعين يوما و أربعين ليلة إنزاح الغضب بحرق العجل الذهبي تث9: 20. لم يعاقب هارون و لا الشعب الذي عبد العجل و إنحرف بجملته بل إكتفي بقتل ثلاثة آلاف ثم عاد و أعطي البقية بركة كبيرة خر 32 ثم كيف سارت الأمور؟
 
إستدعي الرب موسي إلي الجبل طلب أن ينحت من جديد لوحى الشريعة بدلاً من اللتين كسرهما قدام الشعب بعد هذا الموقف؟ كان الغضب مدخلاً إلي التعليم المحيي لكلمة الله.
 
- لما إنحرف كل الشعب بالزنا غضب الرب علي إسرائيل لكنه لم يعاقب الكل بل طلب من موسي أن يقتل الرؤوس أي القادة الذين شجعوا علي هذا الفجور.عد25: 3 و 4. لم يعاقب بقية الشعب مع أنه غضب علي الجميع. إذن لا يمكن الربط بين غضب الله و بين تعامل الله مع الغضب. فهذه حكمة إلهية يقررها الله. لكن المؤكد في كل الأزمنة قديماً و حديثاً أن هناك عقوبة أبدية لمن لا يبال بغضب الرب.
 
- في غضبه علي الشر قبل شفاعة أبينا إبراهيم عن سدوم و عمورة و كان مستعداً للتنازل عن العقوبة لو كان فيها قلة من الأبرار فلم يكن تك19 . أما في العهد الجديد ففي غضبه علي فجور الناس رو1 :18 أرسل إبنه الذي به يتبررالفاجر رو4: 6 . صار الفاجر و الخاطئ لهما في المسيح رجاء 1 بط4: 18. - غضب الرب علي يهوذا و ناداه يا صاحب؟ غضب الرب علي بيلاطس لكنه قال الذي أسلمني إليك له خطية أعظم. غضب الرب ممتزج برقته ليس كغضبنا نحن الضعفاء. غضب الرب عمل إيجابي يمكن أن يجذب الناس للملكوت. فليس في طبيعة الله شيء سلبي. لذلك غضب الرب يختلف جداً عما تعبر عنه لغة الناس. أنكر التلميذ الذى أقسم ألا يتركه في المحاكمة ثم تأثر من عيني المسيح من بعيد علي الصليب و بكي بكاءاً مراً. غضب الرب علي الأمة الجدباء و لعن التينة فصارت يابسة.
 
- منذ أفنى الرب الأرض بالطوفان أطلق وعداً أبدياً بأنه لا يعود يفني الإنسان . أي لا يعود يعاقب عقوبة عامة علي جميع الناس قبل يوم الدينونة. تك6: 8 ليس الغضب في العهد الجديد فناءاً لأن وعد الرب منذ الطوفان ألا يعود يهلك الأرض كلها اي توقفت العقوبات العالمية. علينا أن نتعلم أن غضب الرب يصنع بر الإنسان بالتوبة و غضب الإنسان لا يصنع بر الله .يع1: 20.
 
- نستكمل بنعمة الله غداً هل المسيح رفع الغضب