مدير المعهد يتهم أحد الممرضين بنقل الفيروس.. والأخير: الإدارة رفضت إجراء تحاليل لي

كتب – نعيم يوسف

يعتبر الطاقم الطبي في مصر، أو غيرها من دول العالم، هو حائط الصد الأول لمواجهة وباء فيروس كورونا المستجد، الذي تفشى في العالم كله، وإذا تصدع هذا الحائط، أو تهدم، فإن الوباء –لا قدر الله- قد ينتشر بشكل صادم في المجتمع، ولذلك، فإن إصابات الجهاز الطبي بفيروس كورونا المستجد، تحظى باهتمام خاص.

في الساعات الأخيرة، أعلن المركز القومي للأورام إصابة حوالي 15 شخصا، من طواقم التمريض والأطباء العاملين في المعهد، بفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي أصبح حديث كل وسائل الإعلام، والمواطنين، خاصة مع تضارب التصريحات، وتبادل الاتهامات وإلقاء اللوم كل طرف على الآخر.. فما القصة؟؟

البداية.. من شائعة إلى حقيقة
البداية كانت من مجرد أنباء عن إصابة بعض العاملين في المعهد، وتناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأخبار، وأيضا وسائل الإعلام، ليخرج الدكتور حاتم أبوالقاسم، مدير المعهد، ويؤكد صحة هذه الأنباء.

مدير المعهد يعترف بوجود إصابات
قال "أبوالقاسم"، إن الفيروس تسلل إلى العاملين في المعهد من خلال ممرض، يعمل بمستشفى آخر، ونظرا لأنه لا يظهر عليه الأعراض، تعامل معه الجميع بشكل طبيعي، وبعد أيام ظهرت أعراض على ممرض، ثم مشرفة تمريض، فتم إجراء الاختبارات والتحاليل الطبية لـ42 حالة، واكتشفوا أن 15 منهم يحملون الفيروس، بينهم 3 أطباء، والباقي من طاقم التمريض، لافتا إلى أن المستشفى الأخرى التي يعمل بها الممرض الذي كان يحمل الفيروس –أول شخص- ظهر بها أيضا بعض الإصابات وتم تعقيمها، معقبا: "فيه مستشفيات كتير ظهر بها الفيروس".

وأشار مدير المعهد القومي للأورام، في مداخلة مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه "الحكاية"، المذاع على قناة "إم بي سي مصر" الفضائية، إلى أن المعهد به 750 طبيبًا، و600 ممرض، وغالبيتهم يعملون في مستشفيات أخرى.


جامعة القاهرة تتحرك وتعلق
في السياق، كشف الدكتور محمود علم الدين، المتحدث باسم جامعة القاهرة –التي يتبع لها المعهد- عن أن المعهد لن يستقبل أي حالات اليوم السبت، ويتم تطهيره وتعقيمه، مع تقديم الخدمات الطبية للمتواجدين داخل المعهد، مشددًا على أن الحالات الموجودة لن يتم تحويلها إلى مستشفيات أخرى، هم يتلقون الرعاية الطبية الكاملة، وسيخضون للتحاليل الخاصة بالفيروس، لافتا إلى أنه سيتم فتح تحقيق حول ظهور حالات إصابة بالفيروس داخل المعهد، مع تعيين فريقين جديدين لمكافحة العدوى بالمعهد.

ولفت "علم الدين"، في تصريحات تلفزيونية لقناة "إم بي سي مصر"، إلى أن ما حدث أمرا مؤسفًا، وسلبيًا، ولكنه متوقع أن يحدث في ظل جائحة تجتاح العالم أجمع، مؤكدًا في الوقت نفسه على أن الموقف تم استيعابه بمعهد الأورام.

المستشفيات الجامعية تكشف عن عدد المرضى
في غضون ذلك، أعلن الدكتور حسام عبد الغفار، الأمين العام للمجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، في تصريحات لقناة صدى البلد، أنه يوجد بالمعهد حاليا 60 مريضا، لافتا إلى أنهم يتلقون الخدمة الطبية، والطواقم الطبية تقدم الرعاية الطبية لهم على أكمل وجه، مشيرًا إلى عودة المعهد القومي للأورام للعمل بكامل طاقته أمام الجمهور خلال 48 ساعة بعد انتهاء إجراءات التعقيم والتطهير.


الممرض يرد على مدير المعهد
بعد اتهامه بهذه الكارثة، لم يتردد الممرض الشاب الذي يدعى (س.م- 26 عامًا)، في الظهور على وسائل الإعلام لينفي تصريحات مدير المعهد، مؤكدًا أنه يعمل في مركز أورام السلام، المجاور للمعهد منذ 4 شهور، وشعر بأعراض المرض منذ 12 يومًا، وذهب لإدارة المستشفى ولكنها رفضت إجراء تحاليل له، بحجة أن التحاليل فقط للمخالطين لمرضى كورونا، لأنها مكلفة، موضحا أنه عزل نفسه ذاتيا، داخل المركز الذي يعمل به، ثم انتقل إلى حميات المنيرة، فالعباسية، وصولًا إلى حميات حلوان، لافتا إلى أن مشرفة التمريض في المركز الذي يعمل به التي ساعدته عوقبت، وحولوها من كبيرة مشرفين إلى مشرفة دور بالمبنى الرئيسي.

كورونا في مصر
الجدير بالذكر أن فيروس كورونا ظهر في البداية في الصين، وانتشر منها إلى باقي دول العالم، ووصل عدد الإصابات إلى حوالي مليون و159 ألف مصاب، وتوفي بسببه أكثر من 62 ألفًا.

أما في مصر، أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية، إصابة 1070 حالة من ضمنهم 241 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و 71 حالة وفاة.