تسبب دفن الموتى من ضحايا فيروس «كورونا» فى مقابر عائلاتهم بالمحافظات فى إثارة أزمات بين أهالى القرى التى ينتمون لها، خاصة فى ظل رفض كثيرين دفنهم فى المقابر خشية انتشار العدوى.

 
فى البحيرة، قام عدد محدود من أهالى قرية بولس، التابعة لمركز كفرالدوار، بنقل جثمان أحد أفراد الأسرة الذى توفى فى مستشفى الحجر الصحى بالعجمى، للدفن بمقابر الأسرة فى قريته، واعترض عدد من أهالى القرية على دفن المتوفى فى مقابر الأسرة، خوفًا من انتشار الفيروس، وأبلغ أهل المتوفى الشرطة، وحضرت 5 سيارات أمن مركزى، وارتدى أفرادها «الكمامات»، بينما قام 6 أفراد من أهل المتوفى بدفنه بالمقابر الخاصة بالأسرة فى الثامنة والنصف مساء أمس الأول، أثناء سريان حظر التجول.
 
وفى الدقهلية، أدى 7 من أطباء مستشفى العزل بتمى الأمديد صلاة الجنازة على أول حالة وفاة من مصابى فيروس كورونا المستجد داخل المستشفى، وهى لرجل عمره 65 عاما من دمياط، وأعلنت وزارة الصحة وفاته أمس الأول.
 
وقام 2 من التمريض وطبيبان بعد ارتداء الملابس الواقية بتغسيل الجثمان حسب الشريعة الإسلامية، ثم تكفينه فى كفن مكون من ثلاث طبقات، اثنان من القماش الأبيض ثم غطاء من الجلد عازل لتجهيزه لمرحلة الدفن.
 
ووقف 6 من الأطباء فى ساحة المستشفى خلف الإمام «طبيب»، متفرقين على مسافات، وأدوا صلاة الجنازة على الجثمان، قبل وضعه فى سيارة الإسعاف بعدما تسلمه اثنان من أقاربه.
 
وقال الدكتور سعد مكى، وكيل وزارة الصحة، إن دور أبطال الجيش الأبيض لا ينتهى عند علاج الحالات فقط، لكنهم واصلوا أدوارهم الإنسانية فى تجهيز وتغسيل وتكفين الحالة بالطريقة الشرعية وطبقا لتعليمات وزارة الصحة الوقائية وقاموا بأداء صلاة الجنازة عليها داخل الحجر الصحى، مشيرًا إلى أنه تم نقل الجثمان إلى مثواه الأخير فى محافظة دمياط بسيارة إسعاف معقمة ومجهزة لهذا الغرض.
 
وفى القليوبية، قالت النائبة ثريا الشيخ عن دائرة قسم ثان شبرا الخيمة، إنها بالتعاون مع عدد من رجال الأعمال نجحوا فى توفير 4 مقابر بمنطقة أبوزعبل لدفن وفيات فيروس كورونا من أبناء المحافظة على خلفية الأزمة التى شهدتها منطقة مقابر بهتيم، حيث رفض أهالى المنطقة دفن أحد ضحايا الفيروس، وتجمهر الأهالى، ما دعا أهلها للتصرف ودفنها فى مسقط رأسها بقرية السنطة بمحافظة الغربية استجابة لرفض الأهالى.
 
وقالت النائبة، فى بيان مصور لها، بثته على صفحتها على «فيسبوك» إنها قامت وعدد من رجال الأعمال بشراء 4 عيون مقابر، ستخصص 2 منها للرجال و2 للسيدات، لدفن ضحايا الفيروس فقط لمنع أى مشكلات بين الأهالى، حال عدم السماح بدفن وفيات المرضى فى أى مقابر أهلية بالمحافظة، مؤكدة أن المقابر جاهزة لاستقبال أى وفيات ناتجة عن الفيروس.
 
وفى الغربية، أكد الدكتور عبدالناصر حميدة وكيل وزارة الصحة، أن ما تم تداوله على بعض صفحات التواصل الاجتماعى بخصوص واقعة دفن إحدى ضحايا فيروس كورونا، من أبناء الإسكندرية، بمسقط رأسها بقرية شبرا النملة التابعة لمركز طنطا بالغربية غير دقيق.
 
وقال وكيل وزارة الصحة، فى بيان صحفى، إنه تم ترك التابوت الخاص بالسيدة المتوفاة فى مركز طب الأسرة بالقرية وتم تعقيمه بعد دفن الحالة تعقيما كاملا وغلقه تماما، كما تم تعقيم الوحدة بأكملها 3 مرات بمعرفة إدارة مكافحة العدوى بالمديرية ولجنة من الطب الوقائى، وتم نقل التابوت إلى أحد مستشفيات العزل، لافتًا إلى أن المركز آمن وجاهز لاستقبال المواطنين والعاملين.
 
وأشار إلى أنه بعد الوفاة تم تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية عن طريق الطب الوقائى والأوبئة، وتمت عملية الدفن بمقابر الأسرة تحت إشراف طبى كامل.
 
وفى مطروح، رفض أقارب متوفاة بالفيروس تسلم الجثمان من مستشفى الحجر الصحى، وتم نقل جثمان متوفى فى بورسعيد بسيارة ربع نقل بعد رفض جمعية نقل الموتى نقله إلى المقابر بسيارة تابعة لها، كما أدى عدد محدود من أقارب متوفى بالفيروس، فى الدقهلية، صلاة الجنازة عليه وجثمانه داخل سيارة الإسعاف قبل أن يتم دفنه.