يبدو أن كورونا'> فيروس كورونا لا يتسبب فى الآلام الجسدية فقط، بل يترك جروحاً نفسية غائرة أقساها على الإطلاق هو الوصم الاجتماعى الذى بدأ فى الظهور مؤخراً، فهناك أسر تخلت عن ذويها بعد وفاتهم بالمرض، ومصابون يرفضون الإفصاح عن إصابتهم، وكأن الفيروس أصبح وصمة عار لصاحبه.

«مصيبة تؤكد غياب للوعى الإنسانى»، بهذه الكلمات وصف الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، حالة الوصم التى بات البعض يتعامل بها مع مرضى كورونا'> فيروس كورونا: «لاحظت انتشار الوصم الاجتماعى بالفعل بين المصابين وذويهم، وأبرز دليل من وجهة نظرى هو المظاهرات التى قام بها بعض الأهالى فى قرى الريف المصرى، وهى مظاهرات تعامل معها البعض بنوع من الفكاهة والتندر، بينما فى حقيقتها تعكس رسالة نفسية غاضبة يعبر بها هؤلاء السكان عن رفضهم للوصم بالمرض والخوف منه».

احتقان ومشاحنات هى أقل آثار لفكرة الوصم بالإصابة بمرض الكورونا، حسب «فرويز»: «للأسف الذين يصمون المصابين أو يسخرون منهم، هم فى الأساس أشخاص لا يلتزمون بالتعليمات، ونسبتهم لا تقل عن 25% من سكان المجتمع».
"الجلبى": ما يحدث دليل على الجهل

ويرى الدكتور على الجلبى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية، أن الوصم فى أى مجتمع يكون خلفه خوف شديد لا يمكن التحكم فيه أو التعامل معه: «الجهل وانتشار الأمية بنسبة لا بأس بها، ليس فقط أمية التعليم بل أمية الفكر، هى السبب فى التمييز الذى يمارسه البعض تجاه حاملى الفيروس»، وحسب «الجبلى» فالوصم مسألة وقتية ينساه أفراد المجتمع بمرور الوقت، وهو ما شهدته مصر فى كثير من الأحداث مؤخراً.