كتب – ايهاب رشدى 
قال نيافة الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة أن هناك رأيان عن فيروس كورونا .. البعض يعتبره  غضب من الله ...  الله زعلان من الناس لأنها بعدت عنه،الالحاد والاباحية والشذوذ الجنسى انتشر فى العالم كله ، لذلك فان الله لابد أن ينذر العالم ... ورأى آخر يقول : لا يصح أن نُظهر ربنا بأنه إله يعاقب الناس لأن الحب أجمل من المخافة ... 
 
وتابع الانبا رافائيل فى عظة صوتية تم بثها على الانترنت لخدام كنيسة العذراء والأنبا موسى بوكالة البلح  قائلا أن هذا الرأى مقنع والرأى الآخر مقنع أيضا ...                                   وأضاف .. ليس معى مفاتيح المعرفة لأن أتحدث باسم الله ، فالله غير مدرك ولا أحد يستطيع أن يتكلم باسمه وهناك من  يتكلمون عن رؤى وأحلام ورسائل من السماء وكأن الله غير موجود ، ولكن نحن عندنا الكتاب المقدس , وليس بالغيبيات كما تكلم  البعض عن شعرة فى الكتاب المقدس .
 
فالله كامل فى كل صفاته لا ينبغى أن نركز فى صفة ونهمل باقى صفاته ..  
هل الله محب فقط أم عادل أيضا ؟
غفور فقط أم يمكن ان يعاقب ؟ 
هل يغضب أم  دائما طويل الاناة ؟ 
هل الله ممكن ينتقم من إنسان أم لا ؟ 
ما نعرفه عن الله هو المعلن فى الكتاب المقدس ، واهمالنا لأحد صفات الله تجعلنا لا نفهمه .. العدل فقط بدون رحمة منتهى القساوة و الرحمة بدون عدل منتهى الظلم .. 
لو أن أحدا اعتدى عليك وأخذ حقك ، وقلنا الله رحيم فقط وغير عادل ، فستكون أنت المظلوم لأن الله رحم خصمك ولم ينظر اليك ! 
من صلاح الله أن يقتص من الإنسان المخطئ خاصة إذا كان هذا الإنسان مُصر على خطيته ولا يتوب عنها لأن الله أب وقاض عادل وغفور وديان  .. فالنظرة لابد أن تكون متكاملة 
 
أى أب يجب ان يكون محب لأولاده ولكن لابد أن يربى أولاده أيضا حتى لا يتوهوا منه . 
 
آدم وحواء عندما أخطئا حُكم عليهما بالتعب والشقاء والولادة بالوجع ومع العقوبة جاء الوعد بأن نسل المرأة يسحق رأس الحية . 
 
قايين عندما قتل هابيل لم يتركه الله حتى عندما أتى السيد المسيح على الأرض قال «لِكَيْ يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ كُلُّ دَمٍ زكِيٍّ سُفِكَ عَلَى الأَرْضِ، مِنْ دَمِ هَابِيلَ الصِّدِّيقِ إِلَى دَمِ زَكَرِيَّا بْنِ بَرَخِيَّا الَّذِي قَتَلْتُمُوهُ بَيْنَ الْهَيْكَلِ وَالْمَذْبَحِ.» (مت 23: 35)
 
الله عاقب العالم القديم بالطوفان واعطى فرصه للنجاة من الهلاك لنوح بأن يحتمى من الطوفان .. عاقب أهل سدوم وعمورة وأخرج لوط وأسرته ..
حب الله موجود وحنانه ولكن أيضا مع حزمه .. 
 
الله عاقب موسى النبى بعدم دخوله أرض الموعد لأنه لم يصدق ما أمره  الله به أن يضرب الصخرة ليخرج منها ماء .
 
البعض يقول ان هذا فى العهد القديم  ، ولكننا نرى فى العهد الجديد عقاب الله لحنانيا وسفيرة لأنهما اتفقا على تجربة روح الرب . 
 
فمع حب الله لابد أن يكون هناك خوف وعندما نخطئ نقبل التأديب من الرب .. 
 
واختم الانبا رافائيل عظته بما جاء فى سفر زكريا النبى « ارجعوا إليّ فأرجع اليكم يقول رب الجنود .. لا تكونوا كآبائكم الذين ناداهم الأنبياء الأولون قائلين هكذا قال رب الجنود أرجعوا عن طرقكم الشريرة و عن أعمالكم الشريرة فلم يسمعوا و لم يصغوا إليّ يقول رب الجنود "