بعد خروجها من غرفة العمليات، محتضنة طفلها، وهما بصحة جيدة، ليستقبلا معا الحياة، تروي السيدة نسرين جمال، والدة آدم، أول طفل مصري يولد لأم أصيبت وتعافت من فيروس كورونا المستجد، في السطور التالية، تفاصيل تجربتها المريرة التي اختتمت بنهاية سعيدة في مستشفى الغردقة صباح أمس الأحد، هي بالأحرى بداية جديدة.

قالت نسرين إن تجربتها مع الفيروس بدأت بمخالطتها لوالدتها وشقيقتها وشقيق لها، كانوا قد التقوا بخالتها العائدة من العمرة وتبين فيما بعد إصابتها بالفيروس.

وأضافت: "في البداية وعقب وصول خالتي من العمرة، زارتها والدتي وشقيقتي في منزلها، وبعد عودتهما توجهت إلى منزل والدي والتقيت بهما والأمور كانت تسير علي مايرام.. بعد أيام بدأت تظهر الأعراض على خالتي حيث أصيبت بكحة مستمرة وارتفاع في درجة الحرارة، فتوجهت إلى مستشفي الحميات بالغردقة، وتم عمل مسحة لها وظهرت نتيجتها إيجابية، فتم نقلها إلى مستشفي العزل بأسوان".

واستطردت نسرين: "قلق أهلي بعد تأكد إصابة خالتي، فذهبت أمي ووالدي وشقيقتي إلى مستشفى الحميات بمدينة الغردقة للاطمئنان وتم أخذ عينات منهم، واتضح أنها للأسف إيجابية، وتم نقلهم ايضا إلى العزل بمحافظة أسوان".

وذكرت نسرين أنها كانت في هذه الفترة تتابع حملها في الشهر الأخير مع أحد الأطباء المشهورين بالغردقة: "عقب عودتي من عيادته في أحد الأيام، فوجئت باتصال من مديرية الصحة، يخطرني بضرورة حضوري للفحص بمستشفى الحميات، وبمجرد دخولي المستشفى تم أخذ عينة مسحة من الحلق، وعدت إلى منزلى وعزلت نفسي حتى لا أخالط أطفالي الثلاثة، الذين تركتهم مع حماتي".

بعد يومين اتصل بها أحد موظفي مستشفى الحميات، وطلب منها أخذ مسحة ثانية، ثم تلقت اتصالا بأن سيارة إسعاف ستأتي لتقلها إلى مستشفى العزل بإسنا.

تابعت قائلة: "لم تظهر عليّ أي أعراض لكورونا ولا حتى درجة الحرارة، وبمجرد دخولي المستشفى تم تجهيز سرير لي وتلقيت العلاج، ثم تم أخذ مسحات حلق أخرى مني، وفي تلك الفترة كان الأطباء يجرون لي أشعة استكشافية (سونار) للاطمئنان على الجنين".

تبدي نسرين إعجابها وارتياحها للمعاملة في مستشفى العزل: "لمست المعاملة الحسنة من طاقم مستشفى العزل بإسنا، بمختلف أعضائه، حتى أن أحد الأطباء قال لي إنهم على أتم استعداد لإجراء عملية الولادة وفي أي لحظة".

بعد يومين من الإقامة، خرجت نتائج التحليل سلبية، وأخبر الطاقم السيدة بإجراء فحص جديد للجنين، وبتمكنها من الخروج والتوجه للطبيب الخاص للتوليد.

تم تجهيز سيارة خاصة صباح الخميس 2 أبريل عادت بالسيدة إلى الغردقة، وبمجرد وصولها توجهت إلى منزل أسرتها لتجد والدتها وشقيقتها متعافيتين أيضا.

وعن يوم الولادة قالت: "بعد عودتي بيوم توجهت إلى طبيب النساء والتوليد رضا النجار، الذي كان يتابع حالتي منذ تشخيصي بكورونا، واستقبلني في عيادته وبعد إطلاعه علي تقارير وتحاليل وأشعة أجريت لي في مستشفى العزل بإسنا، وتأكده أن حالتي تستدعي ضرورة تدخله لإجراء ولادة قيصرية، قام بالاتصال بوكيل وزارة الصحة بالبحر الأحمر ومدير مستشفى الغردقة العام لتجهيز غرفه العمليات واستدعى الطاقم الطبي المساعد".

استطردت: "كان معي زوجي أثناء ذهابي إلى مستشفى الغردقه العام، والحمدلله تمت عمليه الولاده قيصريا، ورزقنا بالطفل آدم، الذي ستكون له معزة خاصة لديّ، فكأن الله أنقذني من الموت لأهديه للحياة.. عدنا للمنزل ولكني لم أستطع إرضاعه بأوامر من طبيبي للوقاية، وما أسعدني أكثر أن نتيجة تحاليله لكورونا جاءت سلبية".

ومن جانبه قال شقيق السيدة، محمد جمال، إن الأسرة عمها الارتياح بنجاح الولادة وشفاء والدته وشقيقتيه، متمنيا التعافي السريع لأخيه الذي مازال محتجزا في مستشفى العزل بأسوان.

وأضاف: "أختي عاشت أياما عصيبة، خاصه وأنها عزلت نفسها تماما حتي لا يصاب أحد، كذلك بقية أفراد الأسرة، ومازال شقيقي يخضع للعلاج".

ووجه جمال، شكره للطاقم الطبي الذي أجرى عملية الولادة وعلى رأسهم الدكتور رضا النجار ، مبديا عتابه لبعض صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي نشرت أخبارا خاطئة زاعمة أن الطفل آدم وُلد مصابا بكورونا، وترديد شائعة أن شقيقته كانت مصابة أثناء الولادة، وشائعة أن الطبيب حصل على 50 ألف جنيه مقابل العملية".