محمد حسين يونس
هل سيعلن القرن الحادى و العشرين فشل البشر في تحقيق حلم راودهم منذ أن وعوا الحياة .. أن يعيشوا في عالم متقدم يختلف عن دنيا الوحوش . . الذى بدأوا المسيرة منه .

البشر كانوا في يوم ما ضوارى .. نعم ضوارى ..لا تختلف عن ما حولها .. في الطبيعة ... تتقاتل ..تصارع و تاكل بعضها بعضا ( كانيبال ) ..

ثم مع إكتشاف الزراعة أصبح المنتصر لا يأكل خصمة بل يستغله في العمل .. (زمن العبودية ) .. ثم يتاجر بعضها في بعض ( زمن النخاسة ) .. ثم يستغل حاجته للعمل .. و يمتص دمه يشتي الأساليب ( زمن الرأسمالية )

و كان القتل و التدمير لا يقابل بالإدانه بقدر ما يتحول إلي فخر ..و حملات الغزو لا تتوقف .. و إستغلال المهزوم .. أمر طبيعي .

ثم تطورت وسائل القتل .. و معدات التدمير .. و أصبحت الضحايا بدلا من العشرات أو المئات .. تعد بالالاف .. و الملايين ..

و عندما إنتهت الحرب العالمية الثانية بوفاة عشرين مليون بشرى من الجانبين .. جلس المنتصرون .. يقررون مصير العالم .. فأخرجوا له الأمم المتحدة .. و مجلس الأمن .. و وثائق حقوق الإنسان .. و تيارا فكريا .. يسعي في سبيل .. أنسنة البشر بالعدل .. و التعاطف .. و نجدة من يسقط خلال رحلة الحياة .

في المسافة بين الحرب العالمية الثانية .. و اليوم ( من 1945 – 2020 ) كان البشر يحاولون أنسنة مجتمعاتهم .. في الدول المتقدمة بالفلسفة و العلم .

و كنا نحن أبناء العالم الذى عاني من إستعمار طويل .. ثم تحرر .. ننظر لهم بأمل .. و رجاء أن ينجحوا .. في تكوين مجتمعات إنسانية الطابع .. سواء كانت تحت حكم أنظمة شمولية ( الإتحاد السوفيتي .. و الصين ).. أو كانت تتمتع بحرية و ليبرالية السوق المفتوح ( أمريكا و أوروبا .. و اليابان ) .

حتي أن إنتهت الحرب الباردة بسيطرة أمريكية علي مقدرات العالم كقطب وحيد ..و مع ذلك كنا ننظر تجاه البيت الأبيض و ننتظر منه الحكمة .. و القرار العادل . الذى يرتقي بنا إلي مستوى الانسنة .

اليوم .. ننظر للحصيلة .. بعد أن مر ثلاثة أرباع القرن .. علي بداية حلم البشر بمجتمع العدل و الحرية .. فنجد أن ألإنسان لازال يأكل أخية الإنسان بإستغلالة .. و إستهلاكة .. ثم التخلص منه .. و أن أدوات القتل و الدمار قد تطورت بسرعات رهيبة .. و تركت أدوات الحياة .. تعاني من ضيق ذات اليد .. و الإهمال .. و عدم التمويل .. و الإهتمام .

في بلدنا حيث المليارديرات .. يتحكون فينا .. لم نعتن بالطبيب .. و العالم .. و المهندس .. و الكيماوى و الصيدلي .. عناصر الحياة .. بجوار المعلم .. و الفنان .. بقدر إهتمامنا بعناصر السيطرة و القهر .. و العنف .. و التحكم .. الإقتصادي و السياسي و الإجتماعي .. فأصبح لدينا مجتمعا هشا غير قادر علي مواجهة .. مأزق الكورونا .. علي المستويين الشعبي .. و الحكومي .

و عندما نشير إلي سبب الداء .. يقولون لنا .. و ماذا فعلت المجتمعات الأخرى .. كلنا في الهم سواء .. ليتبخر الحلم .. و نعلن بحيرة .. فشل انسان القرن الحادى و العشرين أن يخرج من ثوب الضوارى .. لان من يتحكم فيه .. هم أرباب الرأسمالية المتوحشة .. و أذنابها .. من تجار الحروب ..

.نحن نسير علي الدرب الخاطيء يا سادة ..عندما نترك مقودنا للمليارديرات .