مع اجتياح فيروس «كورونا» للبشرية كلها، وفى كل العالم، نصلى وننادى الرب قائلين: أن يرفع عن العالم الموت، والغلاء، والوباء، والفناء، والجلاء، وسيف الأعداء.. وهذه صلاة نرددها يوميًا فى كنائسنا القبطية.

أولًا: أعين الكل تترجاك:

 
1-مع هجمة «الكورونا» الشرسة على البشرية، فى أنحاء العالم، والخسائر الكبيرة التى أحدثها فى صحة البشر، والاقتصاد العالمى، والنشاط الانسانى كله.. نلجأ إلى الله ضابط الكل، والقادر على كل شىء، فهو رجاؤنا فى إنقاذ البشرية من هذا الوباء، وإنجاح جهود الأطباء، والعلماء.. ونرجوه أن ينظر إلى البشرية نظرة عطف، ويرفع عن العالم، كما نصلى مع الكنيسة من بداية المسيحية قائلين: يارب.. «ارفع عن العالم كله: الموت والوباء والجلاء والغلاء وسيف الأعداء..» «الكورونا».. تأتى ضمن هذا كله.
 
2- كذلك نصلى كل يوم فى القداسات قائلين: شعبك وبيعتك، يطلبون إليك وبك قائلين «ارحمنا يا الله، يا ضابط الكل»..«رحمنا يا الله مخلصنا».. «ارحمنا يا الله ثم ارحمنا».. فلتدركنا مراحم الرب سريعًا، وترفع عنا كل تجربة ووباء والكورونا هذا.
 
3- وفى الكتاب المقدس آيات كثيرة تطمئن الإنسان وتدعوه لعدم القلق والاضطراب ومنها «قال الرب: لاَ تَقْلَقُو» (لوقا 29:12): فالقلق علامة تعظيم تقدير المخاطر، دون إيمان بقدرة الخالق، اللانهائى غير المحدود، وكلىّ المحبة.. القادر أن يهزم كل هذه المخاطر.. «قُولُوا لِلصِّدِّيقِ خَيْرٌ» (إشعياء 10:3): النداء هو للصديق، والصديق هو من صدق وعود الله (أى المؤمن)، ووثق فى محبته. قولوا: هذا نداء للخليقة كلها، أن تخاطب الصديق لتطمئنه..خير: فهذا هو الوعد أنه «يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ» (مزمور5:103). كذلك «اعْمَلِ الصَّالِحَ وَالْحَسَنَ فِى عَيْنَيِ الرَّبِّ، لِكَيْ يَكُونَ لَكَ خَيْرٌ» (تثنية18:6).
 
ثانيًا: كلمات بعض زعماء العالم:
 
كل العالم يصرخ: يارب.. فى الوقت الذى يكافح فيه العلماء والأطباء، وقف انتشار مرض كوفيد-19، الناتج عن فيروس كورونا الجديد، بعد أن استطاع أن يتحدى البشرية، ويحصد الآلاف من أرواحهم. وقد أدلى بعض زعماء العالم برسائل مختلفة لشعوبهم، بهدف طمأنتهم وتقديم نصائح لهم.. فمثلًا.. قال الرئيس عبد الفتاح السيسى: «أهم شىء صحة المواطن وليس المال، وأناشد المواطنين اتباع سبل الحماية».. الرئيس الفرنسى مانويل ماكرون: «نحن فى حرب ضد الكورونا، والأزمة لا تزال فى بدايتها».. الرئيس الأمريكى دونالد ترامب: «العالم فى حرب ضد عدو خفى.. وسننتصر».. المستشارة الألمانية انجيلا ميركل: «مكافحة انتشار فيروس كورونا هى التحدى الأكبر، وأرجوكم ابقوا فى البيت».. رئيس وزراء إيطاليا: «كل محاولاتنا فى الأرض باءت بالفشل، لم يعد أمامنا سوى الرب فى السماء».. الملك سليمان بن عبد العزيز: «نبذل الغالى والنفيس، للمحافظة على صحة الانسان وسلامته».. رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى: «أدعو المواطنين للتعاون فى هذه الحرب الشرسة، لاحتواء تفشى فيروس كورونا فى الأسابيع المقبلة».. أمير الكويت الشيخ الصباح: «إرادة الله شاءت أن يتعرض وطننا العزيز إلى وباء فيروس كورونا، الذى اجتاح العالم، وأوقع كوارث صحية تمثلت فى وفاة عشرات الآلاف».. إلخ.
 
ثالثًا: شكر واجب للقائمين على إدارة الموقف:
 
شكرًا لرئيسنا المحبوب عبد الفتاح السيسى، وجيشنا الباسل، والداخلية، ومجلس الوزراء، وكل قيادات مصر، وأعضاء إدارة الأزمات، من أجل قيادة الأزمة بحكمة، ومن أجل رسائل الطمأنينة التى أرسلوها إلى المواطنين، بالإضافة إلى الإرشادات والنصائح والتنبيهات.. ولا شك أن جهودهم ساعدت فى حصر الوباء وشفاء المرضى، وندعو الله إنهاء هذه الأزمة وشفاء المرضى سريعًا.
 
رابعًا: شكر واجب للجيش الأبيض (الأطباء) وعلى رأسهم السيدة الدكتورة هالة زايد، معالى وزيرة الصحة، وكل الجنود الذين يعملون معها. وقد كّرم الكتاب المقدس الأطباء بقوله «أَعْطِ الطَّبِيبَ كَرَامَتَهُ، لأَجْلِ فَوَائِدِهِ فَإِنَّ الرَّبَّ خَلَقَهُ. لأَنَّ الطِّبَّ آتٍ مِنْ عِنْدِ الْعَلِيِّ، وَقَدْ أُفْرِغَتْ عَلَيْهِ جَوَائِزُ الْمُلُوكِ. عِلْمُ الطَّبِيبِ يُعْلِى رَأْسَهُ، فَيُعْجَبُ بِهِ عِنْدَ الْعُظَمَاءِ. الرَّبُّ خَلَقَ الأَدْوِيَةَ مِنَ الأَرْضِ، وَالرَّجُلُ الْفَطِنُ لاَ يَكْرَهُهَا. إن الْعَلِيَّ أَلْهَمَ النَّاسَ الْعِلْمَ، لِكَيْ يُمَجَّدَ فِى عَجَائِبِهِ. بِتِلْكَ يَشْفِى وَيُزِيلُ الأَوْجَاعَ.. فَيَحِلُّ السَّلاَمُ مِنَ الرَّبِّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ» (يشوع بن سيراخ 38: 1-).
 
خامسًا: رسالة سلام:
 
قال الرب: «سلاَمِى أُعْطِيكُمْ» (يو 27:14).. وفى هذه الآية المتحدث هو الرب نفسه، وهو ضابط الكل، والقادر على كل شىء، والمملوء حنانًا. - أنا.. وهذه تذكرنا بقول الرب لموسى النبى فى العليقة: «أنا هو »أى الذى لا شبيه له، ولا شريك معه.. فالسلام عطية مجانية من إلهنا، الخالق المحب، القادر على كل شىء. ما أحوج كل إنسان إلى السلام والاطمئنان فى ظل هذه الظروف القاسية، التى يمر بها العالم، فى مواجهة عدو خفى، لكى يستريح قلبه وفكره، ويشعر بالهدوء فى حياته.
 
نصلى أن يرفع الرب عنا الأوبئة والأمراض.. والنصيحة الأخيرة التى يقدمها لنا إلهنا: «لاَ تُسَلِّمْ قَلْبَكَ إلى الْحُزْنِ، بَلِ اصْرِفْهُ ذَاكِرًا الأَوَاخِرَ» (سيراخ 21:28) أى أنه سيحول الحزن إلى فرح بقوته ومحبته الإلهية.
 
أسقف الشباب العام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
نقلا عن المصرى اليوم