فرنسا تبدأ حظر الوفيات في المستشفيات و دور المسنين بعد فضيحة الوفيات الجماعية لكبار السن و تركهم دون رعاية
 
كتب – أحمد المختار
ناقش برنامج " الآن " علي شاشة " اكسترا نيوز " ، أخر المستجدات و التطورات ، فيما يتعلق بتفشي و انتشار وباء فيروس " كورونا " المُستجد ، في الدول الأوروبية ، و التي تعد الأكثر تضرراً و حصداً لأعداد الوفيات و الإصابات جراء الفيروس التاجي . 
 
و ذكرت مراسلة القناة " شيماء بكر " من العاصمة الأسبانية " مدريد " : " أن السلطات الصحية الأسبانية ، سجلت ما يقارب " 950 " وفاة خلال يوم واحد ، ليكون العدد الأكبر منذ بدء الأزمة ، و رصد أكثر من " 10.000 " حالة إصابة " .
 
الإجراءات 
و تابعت : " أعلن وزير النقل الأسباني و لأول مرة إعادة فتح الحدود بين الأقاليم ، منذ إعلان حالة الطوارئ في البلاد ، لنقل المرضي من الأقاليم الأكثر تضرراً بواسطة قطارات مجهزة بأطقم طبية ، للأقاليم التي بها مكان و متسع لتلك الحالات ، و لاقي هذا القرار استحساناً من بعض الولايات مثل العاصمة مدريد و إقليم كتالونيا ، نظراً لوجود عجز كبير لديها في المستشفيات و الأدوات الطبية ، لاستقبال المرضي لديها في العنايات المركزة ، و ستقوم القطارات المجهزة بنقل المرضي و المصابين إلي الولايات الأخري الأقل تضرراً " .
 
الوظائف
و أوضحت : " هيئة التأمينات الأسبانية ، أعلنت أن ما يقارب من " 900.000 " موظف ، فقدوا وظائفهم خلال شهر مارس الماضي ، و هذا يعني أن كل " 2 " من ثلاث موظفين داخل البلاد ، فقدوا أعمالهم ، ما يُنذر بكارثة اقتصادية ، و بالأخص في صفوف العمالة المؤقتة ، و إعلان بعض الشركات عن إفلاسها ، و بالتحديد منذ إعلان حالة الطوارئ في أسبانيا ، مشيرةً أنها ستكون المصيبة الأكبر في عالم الوظائف " .
 
المساعدات
و أشارت : " المساعدات في أسبانيا مُركزة علي شقين ، الشق الأول المساعدات الطبية لمواجهة أزمة نقص المستلزمات ، و الشق الأخر لمن فقدوا وظائفهم ، و تم فتح باب التسجيل إلكترونيا ً لمعرفة الاوضاع قبل بدء الأزمة ، و هناك حزم اقتصادية تم صرفها لمن ليس لهم وظائف بالأساس ، و التي قُدرت بنحو " 440 يورو " للعاطلين عن العمل ، فضلاً عن حزمة استثنائية مقدمة من وزارة المالية الأسبانية ، للعاملين في المنازل من قبل الأزمة ، بجانب تيسير القروض لمن يتقاضون أقل من " 1600 يورو " ، لسداد الإيجارات ، رغم الانتقادات التي أطلقتها المعارضة " .
 
و أضافت : " أسبانيا طالبت من البنك الأوروبي ، الحصول علي مساعدات مالية و مساعدات طبية للمرضي و للأطباء و الممرضين ، و للأسف لم تصل أي مساعدات من الاتحاد الأوروبي حتي الآن ، بينما أعلن بنك الاتحاد الأوروبي تقديم شهادات إلي الدول المتضررة و منها " أسبانيا " .
و اختتمت : " المزاج العام في إيطاليا و أسبانيا ، عبرا عن غضبهم من سياسة الاتحاد الأوروبي ، مشيرةً إلي الدول الأعضاء ستتخذ سياسات إما للوحدة أو التفكك ، و يكون فيروس كورونا نقطة تحول في تاريخ القارة العجوز " .
 
من جهة أخري ، قال مراسل القناة " خالد شقير " من مدينة " مارسيليا " الفرنسية : " كل الأمور تدل علي ارتفاع نسب الإصابة و الوفيات ، فالسلطات الفرنسية أعلنت عن تخطي حاجز الـ " 60.000 " إصابة ، كما تم تسجيل أكثر من " 500 " وفاة في يومٍ واحدٍ ، و هذه هي المرة الأولي ، منذ بداية الوباء في البلاد ، أما المؤشر الإيجابي الوحيد هو عدم زيادة الحالات الحرجة " .
 
حصر الوفيات و الإصابات 
و تابع :  " وزارة الصحة الفرنسية منذ بدء تفشي الوباء ، لم تكن تقوم بحصر الوفيات و الإصابات داخل المستشفيات ، لكنها ستقوم اليوم للمرة الأولي بتلك الخطوة ، بحصر الوفيات و الإصابات في دور المسنين ، و هذا ما سيجعل الرقم يتضاعف ، لمعرفة العدد الفعلي للوفيات و الإصابات " .
 
دور المسنين
و أكمل : " بعض العاملين في تلك الأماكن ، هجروا تلك الدور ، و لذلك تم اكتشاف حالات وفيات جماعية ، مما دفع العديد من الأسر الفرنسية برفع قضايا أمام القضاء ، بسبب تعريض هؤلاء المرضي إلي الخطر ، نظراً لأن قاطنو تلك الدور ، أعمارهم تتخطي الـ 70 عاماً ، و لهم معاملة خاصة ، و رعاية صحية خاصة ، حيث دفعوا الثمن غالياً ، ما ينذر بفتح النار خلال الأيام القليلة القادمة علي وزير الصحة الفرنسي ، و وزير الشئون الاجتماعية " .
 
من ناحيته ، قال " جلبر شيخاني " الكاتب و المحلل السياسي من " أثينا " : " الحكومة اليونانية اتخذت إجراءات منذ قبل 3 أسابيع ، بالعزل في المنازل و حظر التجول ، ولا يكون الخروج إلا بتصريح من البوليس " .
 
التداعيات الاقتصادية
و تابع : " لا توجد حركة سياحية الآن في شوارع اليونان ، و من المتوقع أن يكون لهذا الفيروس أثر سلبي علي النشاطات المعتادة في اليونان ، فقطاع السياحة أصبح مصاب بشلل ، جراء إلغاء الحجوزات في الفنادق ، و ظهر الأثر علي الصادرات اليونانية ، نظراً لأن كل الموظفين يعملون من المنزل ، و هناك مشكلة في حركة السيارات و السكك الحديدية ، و التي تعد المحور الأساسي في الانتقال بين الجزر اليونانية " .