طبيبة نفسية : الخوف و الخطر يجعل الإنسان يتمسك بمن يشعره بالآمان و الحجر المنزلي فرصة لتحسين العلاقات الزوجية و علاقتنا مع أطفالنا 
 
كتب – أحمد المختار
يعيش العالم علي وقع تفشي وباء فيروس " كورونا " ، و هو الأمر الذي دفع العديد من الحكومات حول العالم ، باتخاذ إجراءات صارمة ، تقضي بمنع التجمعات ، و حظر التنقل علي حركة المواطنين ، في محاولة للسيطرة علي انتشار الوباء .
 
من جهة أخري ، بات يمضي الكثيرون معظم أوقات اليوم ، داخل منازلهم ، مُخلفين ورائهم الروتين اليومي المعتاد ، و الجلوس لساعات طويلة مع أسرهم و عائلاتهم .
 
و في هذا الصدد ، فتح برنامج " نقاش تاغ " ، باب الحديث عن فوائد الحجر المنزلي ، مثل " لم شمل الأسرة ، و زيادة الترابط " .
 
و طرح سؤالاً : " الحجر المنزلي سُيسبب زيادة في الترابط الأسري .. مع أم ضد ؟ " ، و لمعرفة تفاصيل أكثر ، استضاف البرنامج عدداً من الضيوف ، و منهم : 
 
الدكتورة " ميا عطوي " الاخصائية النفسية ، و التي قالت : " حديث الساعة الآن ، صار الحديث عن جلوس العائلة معاً في الحجر المنزلي ، و تناولت وسائل الإعلام الحديث عن الكثير من الإيجابيات ، بعيداً عن تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي ، التي كانت و مازالت سبباً في التباعد الاجتماعي في حياتنا ، فالعائلات و الأسر في ظل الواقع السريع التي نحيا فيها ، لم تعد تجد وقتاً مخصصاً للنقاش العائلي ، و بات هناك وقتاً كثيراً مفقوداً ، نتج عنه البعد بين الآباء و الأطفال " .  
 
الخوف
و تابعت : " الأزمة الحالية ، تُنتج أفعالاً نابعة من الإحساس بالخوف و الخطر ، لذلك تكون هناك ميولاً لأن يكون الإنسان متحفظ ، و يتمسك بالأشياء التي تشعره بالأمان ، و بالطبع من أهمها العلاقات الأسرية ، ببذل المزيد من الجهد ، لتحسين العلاقات الغير سوية ، و التي شهدت اضطرابات " .
 
التواصل 
و أوضحت : " أنصح بالتواصل و الحفاظ علي الحدود الفردية بين كل شخص ، بمعني إذا ضايقني 
شخص أقوله أنت ضايقتني ، و ما يكتفي الشخص بالخلافات و الشجار ، دون تواصل و حل المشكلة دون معالجة ، و يكون في اتفاق علي تبادل الأدوار و وضع توقعات معينة ، تجنباً لحدوث نزاعات ، و بالأخص أمام الأطفال " .
 
الفكاهة 
و أضافت : " رواد الفضاء من واقع تجاربهم من خلال رحلاتهم الطويلة زمنياً ، نصحوا من هم في الحجر الآن ، باستخدام الفكاهة و الطرافة ، لتخطي الخوف و القلق ، مشيرةً أن انتشار الوباء قد يتسبب في وصمة للأشخاص المصابون أو منشأ المرض في دولة ما " .
 
العنف الأسري
و اختتمت : " لا يجوز المقارنة بين عدد الحالات في الدول العربية و الدول الأوروبية ، خاصةً في ظل حالة الحجر الصحي الآن ، فهناك مجتمعات لديها نسب مرتفعة بالأساس ، و هناك دعوات من المنظمات الدولية بلجوء الأفراد إلي خطوط الدعم النفسي " .
 
من جهتها ، قالت " إكرام خليل " مستشارة العلاقات الأسرية : " فيروس كورونا هو فيروس جسدي ، لكن العائلات تعاني منذ سنوات عديدة من فيروسات اجتماعية مثل " التفكك الأسري " ، و ده فيروس تأثيره أشد من فيروس " كورونا " .
 
الآباء
و تابعت : " مشكلة الآباء في الفترة الأخيرة ، هو الغياب لساعات طويلة ، عن أطفالهم ، و تأتي لي مشاكل كثيرة منها " نفسي بابا يسمعني ، نفسي بابا يحضني " ، و ده سبب مشاكل اجتماعية و انحرافات سلوكية ، حيث أصبح الآباء جُل اهتمامهم الشغل و إزاي نجيب فلوس ، في ظل صعوبة الحياة ، و ترك الحميمية مع الأطفال ، التي تساعد في نموهم أسوياء نفسياً " .
 
و أشارت : " هناك نوعان من الآباء ، الأول هو نوع لديه طلاق عاطفي مع زوجاتهم و أطفالهم ، و تفاجئوا خلال فترة الحجر بأنهم في سجن ، و أصبح لديهم صعوبة شديدة في التواصل مع زوجاتهم و أطفالهم ، و يهربون من النقاش و المواجهات ، و تأجيل الكلام لوقت أخر ، و تم تأجيل مواضيع كتير في حياتنا ، و وقت الفيروس اكتشفنا أد إيه في مشاكل كتيرة و مش واخدين بالنا " .
 
الفيروس الحقيقي 
و أكملت : " علينا الآن مواجهة الفيروس الحقيقي في حياتنا ، و هو فيروس قسوة القلوب ، و الذي يُنتج أطفال يتامي ، و آباؤهم موجودين ، ففيروس كورونا هو دعوة إلي العائلات لمواجهة الانحرافات السلوكية " .
 
الكوميديا 
و أضافت : " تلجأ المجتمعات العربية بالتحديد ، لحل مشاكلها بطريقة كوميدية ، فقد تكون في بعض الأحيان لها جانب إيجابي ، أما في الغالب فتكون ترسيخاً لأفكار سلبية مثل : " التنمر " ، و السخرية من بعض الأمور و منها " الزواج و العلاقات العائلية " ، لأنها تترك تأثيرات نفسية و صدي علينا و علي أطفالنا " .
 
العائلات 
و أكملت : " هناك نوعان من العائلات في الحجر الآن ، الأول من يقوم بفتح الملفات القديمة و المشاكل و كل طرف يُحاسب الطرف الأخر علي أفعال من الماضي ، و هو الأمر الذي يتسبب في الحالة النفسية للأطفال ، الذين يرفضون الانصياع إلي تعليمات أو أوامر أبائهم ، فالنقاش في الأمور القديمة ، ينبغي أن يكون لها طريقة بترك حدود للاستماع و ترك مساحة للمشاعر ، و هناك نوع أخر اكتشفوا بأنه هناك خلافات و يحاولوا البناء علي تلك الاختلافات ، فالزواج مسئولية متبادلة بين الزوجين ، ولابد من ترك مساحة للشريك " .
 
الزوج و الزوجة
و اختتمت : " علي الزوج أن يعي أن المسئولية متبادلة ، و أن زوجته لديها مساحة و تريد سماع شكواها ، أما الزوجة عليها دعم زوجها نفسياً ، و أن تدرك بأن الزوج ستظهر لديه انفعالات و غضب نتيجة الجلوس في المنزل " .