.القس اندرية زكي رئيس الطائفة الانجيلية في مصر في حوار مع اقباط متحدون :- : - 

 
 الطوائف المسيحية من صنع البشر وليس لها نص كتابي 
مبادرة الحكومة في هيئة أوقاف إنجيلية كانت ترسيخا  للمواطنة والمساواة .
 
 من يعملون تحت غطاء الطائفة الإنجيلية  هم من نعترف بهم وغياب الجانب الروحي يغيب معه كل شيئ 
 الكنيسة التي لا تعطي المكانة الأولى للشباب هي كنيسة  فاشلة 
 
 نحتاج ترشيد في استخدامنا للمياه النقية، وليست مشكلتنا في سد النهضة فقط 
 
حوار : أرمنيوس المنياوي 
بلا  شك ان الحديث مع القس الدكتور أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر له مذاق خاص فهو رجل عميق في الشأن العام فهو بالاضافة الي رئاسته للطائفة  الانجيلية في مصر فهو ايضا رئيس رابطة الإنجيليين في دول الشرق الأوسط، ورئيس واحدة من أكبر المؤسسات التنموية في الشرق الأوسط وهي الهيئة الإنجيلية العامة للخدمات الاجتماعية والتنموية.
 
ومن ثم فإن الحوار معه متعة، وإجابته على كل ما طرح عليه من أسئلة كانت أكثر متعة .
 
أجاب  على الأسئلة دون رتوش سواء كانت خاصة بالشأن الكنسي أو خاصة بالشأن العام ..أسئلة عديدة  ومتنوعة وضع فيها النقاط على الحروف فماذا قال ؟!  إلي الحوار 
 
* في البداية دعني أسألكم عما ذكرتموه  في لقاءات سابقة وهو أن الكنيسة التي لا تعطي المكانة الأولي للشباب هي كنيسة فاشلة ..  ما معني هذا الكلام؟
 
الشباب هم مستقبل الكنيسة ومن الأخطاء الشائعة أننا دائما  نقلل من أوضاع الشباب ونقعد سنوات طويلة حتي نعطيهم الفرصة وبالتلي بيهرب الشباب من الكنائس..... الشباب طاقة متجددة والأجيال الحالية بينا وبينهما  فروق ضخمة ومع الثورة العلمية والتقدم التكنولوجي ووسائل التواصل الأجتماعي  حيث لم تكن القراءة والمعرفة متاحة بالطريقة المتاحة بها اليوم ووسائل التواصل الاجتماعي  غيرت من المفاهيم وأعطت مساحات جديدة للمعرفة، جعلت من الأجيال الجديدة أكثر إستقلالا وأكثر قدرة علي العطاء فهي  أمكانيتها أعلي... وبالتالي هم مؤهلين.... ومن ثم نحن نغلط غلطة كبيرة أننا نتصور أن الشباب محتاجين وقت -لا -الشباب جاهزين يقودوا ومن أجل ذلك أنا بأشجع كل الحركات الشبابية بأشجعها، وكل الأنشطه التي يكون للشباب فيها دور بأشجعها، وهذا يعني أن الكنيسة التي لن تعطي المكانة الأولي   للشباب هي  كنيسة ميتة وفاشلة
* لكن ماهي حقيقة هيئه الأوقاف الأنجيلية؟
 
لم يكن في مصر الا هيئة الأوقاف المصرية وهيئة الأوقاف  القبطية الأرثوزكسية... وكانت الأخيرة هي التي تدير الأوقاف القبطية الأورثوذكيسة وكنا نحن تحت مظلة هيئة الأوقاف المصرية وبصراحة ماحدث في هذا الشأن يمثل خطوة غير مسبوقة وخطوة هامة علي طريق المواطنة والمساواة، أن تكون هناك هيئة أوقاف انجيلية في مصر، ده أمر يستحق أن نوجه عليه التحية والتقدير للقيادة السياسية والحكومة المصرية لان ما حدث كان حلما لدينا كأنجيليين مثلما هو الحال لدي طائفة الكاثوليك.
 
هل إصدار قرار  من الحكومة بإنشاء هيئة أوقاف أنجيلية كان بناء على رغبة منكم كطائفة أم أن الأمر جاء مبادرة من الدولة؟ 
 
الحقيقة أن الدولة ممثلة في القيادة السياسية والحكومة هي التي كانت مبادرة من خلال دراستها لهذا الأمر، وهو أمر هام وسوف يتم  العمل من خلال تلك الهيئة قريبا وذلك بعد أن وافق مجلس الوزراء  عليها ثم تعرض على مجلس النواب لكي يصدر بشأنها القانون وينشر ذلك في الجريدة الرسمية لكي تصبح فاعلة ونأمل أن يتم ذلك خلال دورة البرلمان الحالي 
 
* كيف نظرت إلي حركة المحافظين الأخيرة ونوابهم ؟ 
 
اولا الحركة الأخيرة كانت في منتهي الأهمية لأن فكرة وجود قيادات شابة في السلطة التنفيذية في مصر مهمة ومثلما قولت أننا نعطي الفرصة للشباب، ومن ثم فأنني ارى ان الدولة المصرية جادة وعازمة على، إعطاء الفرصة لكوادر  جديدة من الشباب لأن عندما 
 
 ذهبت إلي واشنطن مع وفد مصري وقمتم بزيارة الكونجرس فماذا كان هدف الزيارة ؟ وكيف رأيتم صورة نصر في الخارج ؟ 
 
الزيارة كانت العام الماضي وكان هدف الزيارة نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في مصر، لأن وسائل التواصل الإجتماعي مع كل إيجابياتها، لكن يبقى جزء من مشاكلها الآن ما نسميه نحن فبركة الخبر وفبركة الصورة أيضا ومن ثم فأن ذلك يؤدي إلي نقل الأحداث بطريقة تخدم مصالح جماعات معينة لها اغراض معينة، وهذا الأمر ليس جيدا لانه في النهاية تكون قصص غير منقولة تعطي إنطباعا غير حقيقي عن الأوضاع في مصر ومن ثم كان الهدف الأول من الزيارة هو أن ننقل الصورة الحقيقية التي تحدث في مصر.
 
الأمر الثاني هو تبادل وجهات النظر فالوفد كان يضم مفكرين وسياسيين وبرلمانيين ورجال دين وكان وفدا متنوعا في وجهات النظر وكان الغرض أن يسمع منا الامريكان ونحن نمثل المجتمع المدني ونمثل قيادات حرة مستقلة لديها رؤية للأمور وأن يسمعوا منا بشكل مباشر وأن نسمع منهم مباشرة، بالإضافة إلي أن الزيارة كانت تهدف إلي تعزيز العلاقات والروابط لان العلاقات ليست فقط علاقات حكومية، ولكن علاقات على مستوى المجتمع المدني وعلى مستوي الشعوب لأن هذه العلاقات بيكون الدرجة عالية من الحميمية والشفافية لأنك أن لم تقل الحقيقة لن يسمعك أو يحترمك أحد ومن ثم فأن هذه الشفافية جعلت هذه اللقاءات لها تأثير كبير جدا في العام الماضي.
 
 كيف ترى وحدة الوطن في الوقت الحالي؟ 
 
العلاقات الإسلامية- المسيحية.. علاقات في تطور إيجابي مستمر، وبدون شك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية ممثلة في الحكومة تلعب دورا هاما في هذا المجال في إطار دعم المواطنة وجعل المواطنة على أرض الواقع بصورة عملية.
 
البعض عندما نقول هذه الجملة ونقف عندها يتصور أننا منافقين أو مرائين أو أننا لا نقول الحقيقة هذا ليس حقيقيا لأنني كرجل دين إذا فقدت مصداقيتي لا يبقى لي شيئا، ومع الوقت اللي بنقول فيه بوضوح شديد أن العلاقات تتطور وأن هناك رغبة جادة من الرئيس والحكومة في أن تكون المواطنة على أرض الواقع وأن كان هناك مشكلات يصنعها بعض المتطرفين في عدد من القري وهناك مشكلات يصنعها بعض المسئولين الغير قادرين على قراءة التطور الحادث في الدولة المصرية ودولة ما بعد ٣٠ يونية، وهناك مشكلات يتسبب فيها بعض من لهم أجندات خاصة لكي يظهروا مصر بصورة سلبية مستغلين ما يحدث من آن لآخر بعض التطورات الطائفية والتي تحدث نتيجة لما ذكرته من أسباب وغيرها، وعلينا أن نتعامل معها بحسم وضرورة السعي الشديد والعمل على حل تلك المشاكل من خلال دراسة الأسباب التي تؤدي اليها، ولكن لا يمكن ابدا لتلك المشكلات أن تنفي وجود تطور عام في العلاقات الإسلامية - المسيحية في مصر وفيها نوع من التقدم والتطور، حتى لو وجدت تلك المشكلات علينا أن ندعم كل ما هو إيجابي من تلك العلاقات وأن نحل ما يظهر من سلبيات.
* الرأي والرأي الآخر ..كيف ترى حرية التعبير والنقد في مصر ؟ 
 
حرية النقد مهمة جدا - لان النقد الذاتي هو واحدا من اهم صور تقدم أي جماعة أو تقدم أي أمة، ولكن النقد الذاتي ليس المقصود به الهدم الذاتي، بل هناك فرق بين النقد والهدم ..النقد هو أن ترى الإيجابيات وتعظمها وأن ترى السلبيات وتتعامل معها، وان ترى السلبيات وتحاول أن تدرس الأسباب التي أدت اليها وتعمل على علاجها أو أن تقدم الحلول لعلاجها هذا هو النقد وليس فقط النقد هو أن تشير إلي الخطأ..فما اسهل ذلك ..وأيضا النقد هو أن تشترك الجماعة في تحليل الواقع ومعرفة أسبابه الإيجابية والسلبية وتتقدم لعلاج المشكلات بجدية ورغبة صادقة وهذا هو النقد الذي يؤدي إلي تقدم الشعوب والدول.
 
أما انك ترى شيئ جيد ولا تنظر إلي الأمر الجيد فيه وتنظر الي العيب فقط، وتسعي ربما لغرض معين إلي تعظيم العيوب ، ومن ثم فأن ذلك يدخل في إطار الهدم وبالتالي فإن الشعوب أو الدول ومؤسساتها سواء كانت دينية أو سياسية ولا تتقدم بالهدم الذاتي، بل تتقدم بالنقد الذاتي الذي به رؤية متكاملة.
 
الأمر الثاني فأن النقد ليس فرصة شخصية للتجريح، بل إن النقد هو
عملية موضوعية تتعامل مع مشكلات حقيقية بأيجابياتها وسلبياتها، فالناس  أحيانا تأخذ العنوان أحيانا تأخذ العنوان أي حق يراد به باطل. فالبعض يأخذ العنوان فقط، لكن النقد هو أن تساعدني في تعظيم الإيجابيات وتمكين الجماعة في اخذ البلاد إلي الأمام.
 
* مصر قبل الثورة ومصر بعد الثورة ..كيف رأيتها؟ 
بالتأكيد نحن نشكر الله كثيرا على بلادنا ..كنت بالأمس القريب اتحدث مع أحد أصدقائنا في لبنان وذلك بصفتي رئيسا لرابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط حيث يوجد لنا شركاء في سوريا  ولبنان والعراق والأردن وغيرها من دول الشرق الأوسط..عندما أرى أصدقائنا في لبنان غير قادرين على صرف أكثر  من مائتي دولار أو مائة وخمسون دولار في الأسبوع فهذه مأساة ..عندما أرى الكنائس والمؤسسات الدينية هناك معطلة بسبب عدم قدرتها على صرف الأموال وهي موجودة بالفعل في البنوك، ويعيشون حياة صعبة جدا، وعندما أري ما حدث في سوريا وفي العراق وما يحدث في  ليبيا واليمن ..عندما أرى هذه الصورة الصعبة في تلك البلاد وهي بلاد لاتبعد عنا ساعة أو ساعتين بالطائرة ومن ٧ - ١٠ ساعات بالسيارة هنا يتحتم علينا أن نشكر الله أن مصر دولة قوية ومتماسكة، ليس هذا فقط بل نرى على أرض الواقع إنجازات ضخمة في البنية التحتية والطرق وعملية التصنيع وعودة جادة للسياحة ودعاوي هامة للإستثمار في مصر والدولار يتراجع امام الجنيه ده في حد ذاته أمر مهم جدا والبورصة أدائها أكثر من رائع في السنوات الأخيرة، ولدينا اكتشافات بترولية ولدينا الكثير.
 
صحيح نحن نحتاج الوقت  في بعض القطاعات بسبب تعرضنا لظروف صعبة جدا ولكني متفاءل وواثق انها تسير من أفضل إلي الأفضل.
 
* هناك حالة من الاحتقان الاجتماعي داخل الأسرة المصرية تؤدي إلى حدوث حالات طلاق و انفصال..كيف ترى علاج هذه المشكلة ؟
 
نحن خارجين من مرحلة إنتقالية وفي الغالب لا تخرج الشعوب سليمة مائة في المائة، لأنها ترتبط بتقلبات وتفاعلات ومتغيرات عديدة، لأن مثل تلك المراحل ترتبط بحراك إجتماعي واسري مما يترك أثرا على بعض الناس، والتي قد لا تتخذ قرارات سليمة في مسائل مختلفة أو متعلقة بحياتها  مثل الزواج أو تربية الابناء،أو حتى في القرارات المتعلقة بالناحية الاقتصادية، مما يحدث معه إضطراب بشكل أو بآخر داخل المجتمع بشكل عام وداخل الأسر بشكل خاص، وعلينا أن نسعي بقوة لإيجاد حلول ووضع مقومات تمنع مثل تلك الآثار ولاسيما في مسألة الزواج وأنا هنا بأتحدث عن الشأن المسيحي، وضرورة أن يكون هناك كورسات تدريب وفحوص طبية قبل الزواج، ومعالجة هذه القضايا في النظر فيما هو قادم، فالدنيا تغيرت وثورة المعلومات لعبت دورا كبيرا جدا في التأثير على الناس سواء كان تأثيرا سلبيا أو إيجابيا، وهذه القضايا كلها تحتاج منا إلي تكاتف مجتمعي، وأن يتمتع المجتمع تجاه ذلك بحصانة الصمود، والتماسك والوحدة والعمل على أن نكون حريصين على تعليم أولادنا بعناية شديدة لتجنبهم الوقوع في فخ المخدرات، أو الوقوع في فخ التصرفات غير المنضبطة،بأن تتاح فرص للتعليم والتدريب قبل الزواج لكي نحد من نسبة الانفصال والتوتر الموجود داخل العائلات، وبلا شك فأن التغير الاقتصادي المرتبط بوجود فرص عمل سيلعب دورا مهما في الاستقرار، بالمرحلة الإنتقالية بكل تأكيد لها تحدياتها، ولكني انا على يقين أن ما هو قادم ستكون مرحلة أكثر استقرارا. 
 
* بوضوح وبشكل  مباشر الطوائف المسيحية..هل هي من صنع بشر أم أنها تعاليم كتابية ؟ 
 
بكل تأكيد الطوائف المسيحية من صنع البشر، وهي وجدت اى تلك الطوائف لإختلاف التفاسير وتعددها، ولكن الكتاب المقدس تعاليمه لكنيسة واحدة، وجسد واحد،،ولكن  انقسمت الكنيسة في القرون الأولي نتيجة إختلافات في التفسير وربما في العقيدة أيضا، وكل يدعى بأنه يملك التفسير المطلق الصحيح، في حين أنه لا يوجد تفسير مطلق صحيح، وعندما نعيب على من يدعون انهم يملكون الحق المطلق، وفي نفس الوقت لا نعيب على أنفسنا في ذلك، ومن وجهة نظري لا يملك أحدا التفسير الشرعي الوحيد للنص المقدس، بل إنه يوجد تفسيرات وقراءات متعددة في هذا الشأن وستبقى الطوائف المسيحية قائمة إلى أن يأتي السيد المسيح له المجد، لأن في مجيئه الرجاء الوحيد في كنيسة واحدة.
 
* هل الكنيسة ترغب في أن تلعب دورا سياسيا أم أن ظروف المجتمع هي التي تجبرها أو تفرض عليها ذلك ؟ 
 
مثل هذه الأسئلة تتكرر كثيرا، وهي تحتاج شرح وتوضيح كل فترة أو كل مرحلة حتى لا تختلط الأمور على عامة الشعب، بل أن الأمر أحيانا يكون مغلوطا على بعض المثقفين، ولكن علينا أن نفرق بين العمل السياسي المباشر، والإهتمام بالشأن العام، فالعمل السياسي المباشر هو أن تترشح للإنتخابات أو أن تكون ضمن حزب سياسي من الأحزاب السياسية، أو انك تدافع عن وجهة نظر سياسية معينة، فهذا يدخل في إطار العمل السياسي المباشر  مثلما ذكرت، أما الاهتمام بالشأن العام  فهو يتمثل في كأن تشجع الناس على المشاركة على سبيل المثال في الانتخابات دون توجيه، ونشر الوعي بين جمهور الناس، ومن ثم فهناك فرق كبير بين انك تمارس السياسة بشكل مباشر أو انك تهتم بالشأن العام وهذا يحق للمساجد والكنائس القيام به وعليها أن تلعب دورا هاما في هذا الشأن وهو الاهتمام بالشأن العام دون أن يلعبا دورا سياسيا مباشرا .والمؤسسات الدينية من وجهة نظري عليها أن تهتم بالشأن العام ولا تعمل بالسياسة بشكل مباشر، لأن ده إختصاص اصيل للأحزاب والكيانات السياسية المختلفة.
 
 قلتم في عام ٢٠١٥ أن إفتتاح القناة الجديدة هو بمثابة أنطلاقة أخرى لقطار التنمية في البلاد ..كيف ترى هذا الأمر بعد مرور أربعة سنوات؟ 
 
الذي يجيب عن كلامي هو إيرادات قناة السويس وذلك قبل وبعد إنشائها، فهي الآن في تقدم وزيادة في الإيرادات، بالإضافة إلي أن وقت إنشاء تلك القناة كانت حالة الركود الاقتصادي يسود البلاد، ومن ثم فإن تأثيرا ذلك الانشاء الجديد للقناة لم يظهر إلا بعد فترة، وهو أمر يتضح بشكل ظاهر الآن في زيادة إيرادات القناة بشكل كبير مما يعني أن قرار الإنشاء كان صائبا واننا نسير في الدرب الصحيح.
 
 كيف ترى التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها مصر متمثلة في السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في الوقت الحالي؟ 
 
التحديات الداخلية لعل أهمها مواجهة الشائعات المغرضة لأنها مثل السوس الذي ينخر في العظام، لأنها ترتبط بالحقيقة، وخبثها أنها تأخذ جزء من الحقيقة وتقوم بتشويهه وتصنعه بطريقة تخدم مصالح وأجندات معينة ضد مصلحة البلاد والعباد وده تحد كبير لنا كشعب مع الرئيس.
 
التحدي الثاني من وجهة نظري هو بناء جسر بين التنمية الاقتصادية التي تحدث وبين محدودي الدخل والفقراء وهو أمر بدأت الدولة بالفعل تتخذ  فيه إجراءات وخطوات سريعة  وفاعلة من خلال تعديل الرواتب لصغار الموظفين في الحكومة، وهو أمر في غاية الأهمية وعلى الحكومة أن تستمر في لأن مردود هذا الاتجاه سيكون إيجابيا وبشكل كبير على المجتمع.
 
التحدي الثالث يتمثل في إدماج الشباب في الهياكل الوظيفية الحكومية، وهو ما بدأته الدولة بالفعل وقد ظهر ذلك جليا في حركة المحافظين والنواب الأخيرة وأعتقد أن المردود الإيجابي لهذا الأمر سيكون رائعا.
 
أيضا الدور الإقليمي الذي تلعبه مصر في الوقت الحالي بل منذ أن جاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الي سدة الحكم ولاسيما في بعض التهديدات التي تأتينا من دول الجوار وأيضا من بعض دول المنطقة وهي تهديدات تتطلب قدرا كبيرا من اليقظة والحكمة في التعامل معها، وأيضا قضية المياه النقية فهي تمثل تحديا كبيرا والقصة ليست فقط في سد النهضة، ولكن أيضا تتمثل في ضرورة إعادة فلسفتنا في التعامل مع طريقة استخدامنا للمياه ولما نملكه من مصادر مائيه وهو أمر يحتاج وعي مجتمعي ولاسيما في سوء الاستخدام، وضرورة بث فيهم طرق الاستخدام الأمثل والرشيد للمياه وهو تحدي لايقل أهمية أيضا وهذه نماذج من التحديات التي تواجه الدولة داخليا وخارجيا، وقد نجح السيد الرئيس في مواجهة كل تلك التحديات بمنتهي الحزم مع حكمة وعقول الكبار 
 
 يولي السيد رئيس الجمهورية في الوقت الحالي اهتماما كبيرا بالشباب ..كيف ترى هذا الأمر؟ 
 
أعتقد أن ده أحد النماذج الناجحة والتي تعلن أن الدولة تدرك تماما أن مستقبلها في شبابها، ونحن ككنيسة تاثرنا بهذا النموذج الذي يقوم به الرئيس، ومن ثم صار لدينا اهتمام بالشباب داخل الكنيسة، وكان لدينا مؤتمر للشباب في نوفمبر الماضي، وأيضا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كان لديها لقاء للشباب، ومن ثم ما يقوم به الرئيس هو نموذج ملهم علينا التعلم منه في كافة مؤسسات الدولة.
 
* سكت الكلام عن وحدة الكنيسة لأنها جزء مهم من وحدة الوطن والمجتمع ..ماذا عن حالة الصمت هذه ؟ 
 
وحدة الكنيسة هي وحدة في الدور الذي تلعبه، وأيضا وحدة في بناء المواقف الهامة لمساندة الوطن والتعامل مع القضايا الهامة مثل قوانين بناء الكنائس والأحوال الشخصية  وغيره من تلك القوانين المتعلقة بالشأن الكنسي، ولكن الوحدة الإدارية لن تتحقق إلا عندما يأتي السيد المسيح، أما قبل ذلك فلن تحدث الوحدة الإدارية.
 
* لكن العلاقة مع قداسة البابا تواضروس الثاني  بطريرك الأقباط الأرثوذكس  وغبطةالبطريرك إسحق ابراهيم بطريرك الأقباط الكاثوليك..كيف تراها؟ 
هي علاقة على أعلى مستوي من الود والمحبة وتجمعنا محبة متبادلة، وننظر إلي الأمور بشكل موضوعي ونقدر الأدوار التي يقوم بها قداسة البابا تواضروس واشعر بفرح عندما نلتقي معا.
 
 لكن كيف تري العلاقة مع فضيلة الإمام الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وفضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام ؟ 
 
العلاقة مع فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب وفضيلة مفتي الديار المصرية الشيخ شوقي علام علاقة متوجة بالمحبة والسلام والحوار المشترك الذي يبني ويكرس مفهوم وحدة الوطن، نلتقي معا  ونتبادل الحوار والأفكار وهي التي تثري العلاقة وتعطي نموذج ممبزا لوحدة المصريين.ونتبادل الزيارات في كافة المناسبات .
 
 لكن تأخر قانون الأحوال الشخصية ما سببه هل الطوائف المسيحية أم الحكومة ؟ 
 
سبب التأخير يرجع لنا نحن كطوائف مسيحية، لكن اعتقد اننا قد قطعنا فيه مشوار بنسبة تصل الي ٩٥ في المائة، ولم يتبق إلا القليل منه، وأن شاء الله يكون صدوره خلال العام الجديد نأمل في ذلك أو عقب أعياد الكريسماس، لكن الحكومة الحقيقة لم تتدخل في هذا التأخير من قريب أو من بعيد، بل هي تنتظر منا قانون موحد دون حتى الدخول في أية  تفاصيل.
 
* قانون بناء الكنائس كيف تراه الآن بعد مرور سنوات قليلة على صدوره ؟
 
قانون ممتاز ..فأنا كرئيس للطائفة الانجيلية لدي 1070 كنيسة ومبنى إجتماعي، حصلت حتى الأن على تصريح  وموافقة لعدد 250 تقنين لأوضاع كنائس أو مباني خدمات اجتماعية مختلفة أي بنسبة ٢٥ في المائة، وأعتقد أنه خلال سنتان أو ثلاث سنوات سننتهي من تقنين لأوضاع كافة الكنائس والمباني الملحقة بها.
 
 كيف تتعامل الكنائس الإنجيلية مع تبعيات الميديا ومشاكل العصر في السنوات الأخيرة؟ 
 
بلا شك الأحوال قد تغيرت عن ذي قبل مع تطور الحياة بكل مشتملاتها.والكنيسة الإنجيلية في مصر كنيسة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، فهي تقوم بعمل فني دقيق يجمع بين المعاصرة والأصالة،  من خلال تطوير برامج كثيرة للشباب تتواكب مع مفاهيم العصر الحديث.
 
* ظهور حركات شبابية كنسية عديدة في السنوات الأخيرة كيف تتعامل مع هذا الأمر؟ 
 
أي هيئة أو خدمة تعمل تحت مظلات رسمية للطائفة الانجيلية نحن نرحب بها، نحن لدينا رابطة الإنجيليين في مصر وهي الجناح الروحى لرئاسة الطائفة الإنجيلية في مصر وهي تعطي مظلة للخدمات عبر المذاهب الإنجيلية المختلفة، بالإضافة إلي وجود العديد من الهيئات تعمل تحت مظلة المجامع والمذاهب مباشرة عدا ذلك نحن لا نعرف عنه شيئا، ولا نعترف به، ولا نأخذ المسئولية تجاهه ولانشجعه، ومن يريد أن يعمل من خلال الطائفة الإنجيلية عليه أن يعمل في النور، غير ذلك غير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلا.
 
 هل أنتم مع زيادة عدد المذاهب في الطائفة الإنجيلية في مصر؟ 
 
لا طبعا انا لست مع هذا الاتجاه ..انا مع النمو الطبيعي للمذاهب وليس النمو المصطنع.
 
* لكن هل دوركم كرئيس للطائفة روحي أم إداري أكثر؟ 
 
الدور الروحي بالنسبة لي كرئيس للطائفة ليس أجباري، لكن الدور الإداري وتمثيل الطائفة أمام الدولة هو ده أساس عمل رئيس الطائفة، كأن احصل على ترخيص لبناء كنيسة أو فتح كنيسة مغلقة أو رسامة قسوس. ولكن هذا لا يعني غياب الدور الروحي لانه في غياب الدور الروحي يغيب معه كل شيئ بالنسبة لي كرئيس للطائفة.
 
* هل هناك مفاهيم وضوابط معينة تعمل من خلالها المذاهب المختلفة في الطائفة الإنجيلية في مصر؟
 
هناك ضوابط بكل تأكيد، ونحن نشترك معا في مؤتمرات للشباب ومؤتمرات الألف خادم وفي العديد من الأنشطة الكنسية. ولكن يجب ان يعرف الجميع أن جزءا كبيرا من الحركة الإنجيلية مبني على الحرية، وكل مذهب يعمل في إطار عقيدته، وليس معنى ذلك أن كل مذهب حرا يفعل ما يشاء، بل إن كل مذهب لديه عقيدة ودستور ونظام معتمد من المجلس الملي الإنجيلي العام يتحرك في إطاره، وليست الحرية في أن اللي عايز يرسم قسوس يرسم وبس واللي عايز يفتح كنائس يفتح لا طبعا، كل رئيس مذهب لديه دستور وقواعد خاصة معتمدة يسير على نهجها، بمعني أنه ليس من المقبول أن يتصرف المشيخي وكأنه رسولي أو العكس فكل لديه عقيدة ودستور ونحن لدينا حرية يحكمها الدستور والنظام.
 
** كيف ترى واقع الإعلام  والتنشئة الدينية في مصر والدور الثقافي الذي تلعبه الكنائس مع أبنائها؟ 
 
من ناحية الدور الثقافي نحن لدينا مكتبات ثقافية في مختلف المجالات في غالبية الكنائس على مستوى الجمهورية وهناك مكتبات موجودة في كل الطوائف المسيحية وهي مفتوحة لكل الباحثين بالاضافة الي عقد الندوات والمؤتمرات لترسيخ مفهوم ثقافة الشعوب في عقول ابنائنا.
 
اما الاعلام والتنشئة الدينية فانا كنت قد اشتركت في مؤتمر أقامته الكنيسة الكاثوليكية منذ ايام وتحدثت فيه عن فبركة الخبر وفبركةالصورة أيضا وكيف أن ذلك يؤدي إلي اهتزاز الحقيقة، وطالبت خلال تلك الورقة بضرورة تقديم رسالة ومفهوم جديد لدي الشباب من  خلال اخبار وصور حقيقية على وسائل التواصل الإجتماعي كافة يكون واضحا فيها لاهوتا يمكن قراءته ويمكن استيعابه لدي العامة من الناس مع أهمية مواجهة الفبركة حتى لا تهتز الحقيقة لدى المجتمع.
 
*ماهي نصيحتكم للشباب داخل الكنيسة تجاه المجتمع الذي يعيشون فيه ؟ 
بأن يصيروا جزءا من المجتمع، فالاغتراب كارثة، والبعد عن آليات العمل السياسي والاجتماعي والتي هي خارج أسوار دور العبادة مهمة جدا، فالعمل العام داخل المؤسسات السياسية والكيانات الحزبية أمرا مهما ومقبولا لمشاركة إخوانهم في الوطن، والانخراط في الأحزاب السياسية هو المستقبل الباقي للشباب، ومثلما ذكرت نحن نشجع الشباب للمشاركة في العمل السياسي لكن لا نختار له وجهته السياسية، بمعني كل منهم يختار ما يشاء ومع ما يتفق مع ميوله وأفكاره الحزب أو المؤسسة التي يراها مناسبة له، وبالعكس تنوع اختيارات الشباب على الأحزاب المختلفة لصالح الوطن والمجتمع.