استشارية نفسية : أنصح الآباء و الأمهات بممارسة الرياضة أكثر من الأبناء .. المرض النفسي يستلزم وجود الجين الوراثي و أثر البيئة المحيطة 
كتب – أحمد المختار
 
فتح برنامج " سؤال و جواب " علي شاشة " سكاي نيوز عربية " ، الباب أمام أسئلة المشاهدين ، حول كل ما يتعلق بوباء فيروس " كورونا " المُستجد ، و ذلك باستضافة عددٍ من الأطباء و منهم : 
 
الدكتور " أحمد الطسة " مشرف قسم الدراسات و الأوبئة و الأمراض المعدية من " بيروت " ، و الذي قال : " عندما يُشفي الشخص من الإصابة ، هذا يعني أن الفيروس ليس متواجداً بعد الآن ، لأن مناعة الجسم و الأجسام المضادة قد قضت علي ذلك الفيروس " .
 
تحور الفيروس 
و تابع : " نظرياً يمكن للفيروس أن يتحور إلي شكلٍ أخر ، و يتغلب علي مناعة الإنسان ، لكن عملياً هو من النادر ، أما الفيروس نفسه فهو قادر علي التحور ، و حتي الفيروس الحالي قد تحور أكثر من مرة ، لكن المناعة اللي يكتسبها الإنسان تتشكل ضد " كورونا " إجمالاً .
 
مدة انتهاء الوباء
و أوضح : " المدة مرتبطة بعاملين ، العامل الأول هو طبيعة الفيروس نفسه ، فنحن نتوقع أن يكون الفيروس خلال فترة معينة أقل حدة ، فعندما تقل الحدة لا يكون مميتاً ، مثل ما حدث مع أنفلونزا الطيور و الأنفلونزا ، لم يعد قاتلاً رغم استمراريتهم حتي الآن ، و هذا ما نتمناه من الكورونا ، لكنه ليس في المدي القريب ، أما العامل الآخر هو إيجاد لقاح ، فالعلاج يقوم بمعالجة الحالات المرضية و منع الفيروس من أن يكون مميتاً ، و من يتلقي يمكن أن ينجو ، لكنه لا يوقف انتشار المرض ، كما أن اللقاح يمكنه إيقاف المرض ، حيث يقوم باكساب المناعة ضد الفيروس " .
 
الروماتويد
و أكمل : " أدوية الروماتويد مفيدة في موضوع " الكورونا " بالتجربة ، و هناك قاعدة عامة أن أي شيء يؤثر علي المناعة هو مؤثر بالكورونا ، لكن طبيعة الكورونا تؤثر علي الأمراض الصدرية من أي شيء أخر ، فهو يزيد الحالة سوءاً ، لكن لا دليل علي قدرته بتعريض حياة مرضي الروماتويد إلي الخطر " .
 
العلاج 
و استطرد : " الدراسات الرامية لإيجاد علاج ليست حكراً علي أحد ، فالصينيون بدأوا ذلك قبل شهرين ، حتي و إن كان العلاج فعالاً ، أو حتي بوجود من يشكك فيه ، مثل عقار " كلوركوين " الذي نستخدمه بطريقة يائسة ، لتحسين حالة المريض ، فالعلاج نفسه لا يُبطيء من انتشار المرض ، أما موضوع الصيف و الشتاء ، فنجد أن بعض الدول التي لديها رطوبة عالية قد يزيد فيها الانتشار ، ضارباً المثل بدول الخليج ، التي تشهد حرارة عالية ، و مع ذلك فالانتشار أكثر بكثير ، أيضاً جنوب خط الاستواء مثل دول جنوب قارة أفريقيا و البرازيل و أستراليا ، نشاهد الزيادة في عدد حالات الإصابة " .
 
شرب الماء الدافيء
و أضاف : " حتي و لو كانت الدرجة " 60 " فهي تعد دافئة فيما يخص " كورونا " ، لأن درجة الغيان هي " 100 " ، فالموضوع متعلق بالأكل و الشراب ، أما من يقول أن شرب الماء الدافيء بعد الإصابة بالفيروس هي قريبة للنظريات أقرب منها إلي الجانب العملي ، فالفيروس ليس كائن حي كي يموت ، الأمر متعلق بالبروتينات " .
 
من جهته ، قال الخبير الاقتصادي " مازن أرشيد " من " عمان " : " الأمور الصحية لها انعكاسات جسيمة علي الاقتصاد العالمي ، فالأولوية هي انحسار المرض ، حتي يبدأ النشاط الاقتصادي العالمي بالعودة إلي الدوران " .
 
التعليم عن بعد 
و تابع : " التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد ، يساهم في تخفيض التكاليف بشكل كبير ، و هذا ما سارعت إليه الجامعات الحكومية و الخاصة و المدارس لتقديم تلك الخدمة ، مثل انخفاض تكاليف النقل و الباصات للطلبة و الطالبات ، و فواتير المياه و الكهرباء و الاتصالات في الحرم الجامعي " .
 
طول أمد الأزمة
و أوضح : " كلما طال أمد أزمة و تفشي المرض ، كلما قلت تدفقات الاستثمارات ، لأن أي قطاع اقتصادي تتجه فيه الاستثمارات إلي المناطق الآمنة " .
 
الدول الفقيرة
و أضاف : " الدول الفقيرة تحتاج إلي دعم دولي عاجل ، فهي كانت بالأساس تعاني قبل تفشي المرض ، و ينبغي تقديم مساعدات صندوق النقد الدولي و دول العالم الأول ، لأن الموارد المالية ليست متوافرة لدي تلك الدول بنسبة كبيرة " .
 
من ناحيتها ، قالت أستاذة الصحة النفسية " رشا الجندي " من " القاهرة " : " يعيش الغالبية الآن في مرحلة اسمها الحرص و التوتر الطبيعي ، فمن لديه يتوتر يجعله حريص بشكل غير مبالغ ، هو أمر جيد لأنه شيء طبيعي ، لكن يكون القلق و الحرص و التوتر بشكل مرضي ، عندما يلازمني التوتر لمدة الـ 24 ساعة ، و خوف يمنع من النوم ، و رؤية كوابيس ، و عدم التعامل مع الآخرين ، و عدم تناول الطعم ، لدرجة يصل فيها التعب النفسي إلي مرحلة أشد من الفيروس نفسه " .
 
التباعد الجسدي و الاجتماعي
و تابعت : " علي عكس ما يقال أن فيروس كورونا ، سبب تباعات نتيجة التباعد الجسدي و الاجتماعي ، أري من ناحية علم النفس ، أن الناس أصبحت أكثر قرباً ، مشيرةً إلي أن طول المدة الزمنية للتباعد الجسدي هو أمر غير صحيح ، و يكون ضاراً بالصحة النفسية ، و أحمد الله بأنه هناك وسائل للتواصل عبر السوشيال ميديا ، و صار هناك مساحة أكثر و وقت أكثر لكي تجلس الأسرة و نتحدث معاً كأصدقاء ، و أصبح هناك مساحة من الوقت لم تكن موجودة بالأول " .
 
التخفيف من آثار الحجر
و أوضحت : " أنصح بأن نقوم كل يوم بفعل شيء نحبه ، مثل ممارسة الهوايات في البيت ، فالرياضة مفيدة للصحة النفسية ، و أكثر من يحتاج هذا هم الآباء و الأمهات ، فلابد من تهيئة البيت بأن لا يكون مثل الحبس " .
 
المرض النفسي
و اختتمت : " المرض النفسي يستلزم وجوده عاملين ، الأول الوراثة أو الجين الوراثي ، و الثاني هو البيئة ، و علي المحيطين بالمرضي النفسيين بالأساس ، رعايتهم و تهيئة جو مناسب لهم ، دون أن ينعزل الأشخاص المفضلين عنهم " .