كتب – نعيم يوسف

هناك ملايين الأطباء في العالم، ورغم عملهم الذي ينقذ البشرية في كثير من الأحيان، مثل موقفهم وتصديهم لفيروس كورونا المستجد، إلا أن قليلون منهم من يستطيعون تغيير مسارات العلاج المعروفة، ويتركون بصمة لا تُمحى في تاريخ الطب، ومن هؤلاء الطبيب الفرنسي لوك أنطوان مونتانييه.
 
نجم في سماء الطب
في 18 أغسطس عام 1932، كان العالم على موعد ليحل ضيفا جديدًا عليه، وهو " لوك أنطوان مونتانييه"، حيث ولد في منطقة شابلي، بفرنسا، ودرس الطب في كلية الطب بجامعة باريس، وتخرج منها عام 1955.
 
بعد تخرجه من الجامعة، اتجه إلى معهد راديوم في باريس بين عامي 1965 إلى 1971.
 
تدرج في المناصب العلمية، وفي عام 1972، أصبح رئيسا لقسم الفيروسات في معهد باستور في باريس، وأصبح "بروفيسور"، عام 1985، وفي عام 1990، أصبح رئيسًا لقسم الإيدز والفيروسات في نفس المعهد.
عاشق البحث العلمي
لم يكن "لوك" طبيبًا عاديًا، بل كان عاشقًا للبحث العلمي، وبدأ في تسعينات القرن الماضي العمل في أبحاث مرض الإيدز، ونقص المناعة، الذي كان قبله –وزملائه الذين ساهموا معه في الاكتشاف- يعتبر مرضا غامضا بالنسبة للأطباء.
 
ثارت فيما بعد قضية كبيرة بشأن مشاركة العالم الأمريكي "روبرت جالو"، في أبحاث الإيدز، وحكمت محكمة أمريكية بمناصفة "جالو" لأرباح الأبحاث فيما بعد.
 
جائزة نوبل
بعد عقود من التعب والمجهود في الأبحاث، توجت جهود "مونتانييه"، وحصل على جائزة نوبل في سنة 2008، بالمشاركة مع فرانسواز باري سينوسي على جائزة نوبل في الطب لاكتشافهما فيروس نقص المناعة المكتسبة، وقد شاركهما الجائزة هارالد تسور هاوزن، الذي اكتشف دور فيروس الورم الحليمي البشري في إحداث سرطان عنق الرحم.
صراع على العلم
شعر "جالو" بخيبة أمن من تجاهل لجنة نوبل لجهوده في التكريم، وبعد عقدين من الصراع مع "لوك"، أعرب الأخير عن تضامنه واعتذاره له، وقال: "فيروس نقص المناعة، هو الإيدز.. وأنا اعتذر بشدة لروبرت جالو".
 
جوائز علمية كثيرة
"نوبل"، لم تكن فقط هي التتويج الوحيد لجهود العالم الفرنسي، بل حصل "مونتانييه"، على أكثر من 20 جائزة عالمية كبرى، ومنها: وسام جوقة الشرف من رتبة قائد سنة 1994، ومن رتبة ضابط عظيم سنة 2009، وجائزة لاسكر سنة 1986، جائزة غيردنر سنة 1987، وجائزة الملك فيصل العالمية في الطب سنة 1993، وجائزة أمير أستورياس (2000)، ويعمل مونتانييه حاليًا أستاذًا بجامعة شانغهاي جياو تونغ الصينية، ويعيش في مدينة شانغهاي بالصين، ويبلغ من العمر نحو 88 عامًا.