كتب - روماني صبري 
يعد الأمريكي نورمان بورلوج، من امهر المهندسين الزراعيين في العالم، كونه نجح في قيادة المبادرات العالمية التي تسببت في زيادة  الإنتاج الزراعي بشكل استثنائي والتي عرفت فيما بعد بـ" الثورة الخضراء"، ونتيجة لإسهاماته في المجال الزراعي نال بورلوج عدد من الجوائز، أهمها جائزة نوبل للسلام لمساهماته في السلام العالمي عبر زيادة إنتاج الغذاء، والجائزة الرئاسية للحرية وجائزة ميدالية مجلس الشيوخ الذهبية، من أهم الألقاب التي حصل عليها "أبو الثورة الخضراء"، حيث أنقذ أكثر من مليار شخص من المجاعة في شتى بلدان العالم، من أشهر أقواله "لا يمكنك بناء السلام على معدة فارغة"، والمقصود بالثورة الخضراء التي قادها بورلوج زيادة إنتاج الحبوب الغذائية ومنها القمح والأرز بكميات كثيرة، ونجحت هذه الثورة في المكسيك والهند وامتدت إلى الكثير من الدول بعد ذلك.
 
رائد الثورة الخضراء
في الخامس والعشرون من مارس عام 1914 ولد رائد الثورة الخضراء، في آيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي شبابه عمل موظفا في شركة دوبونت  في ويلمينجتون (ديلاوير) بصفته عالم أحياء دقيقة، كان من المخطط له أن يقود بحثا علميا حول مبيدات الجراثيم والمبيدات الفطرية والمواد الحافظة، ولكن بعد الهجوم في 7 ديسمبر من عام 1941 على بيرل هاربر، حاول بورلوج الالتحاق في الجيش ولكنه رفض بموجب لوائح العمل في زمن الحرب،فحول مخبره لإجراء بحوث لصالح القوات المسلحة للولايات المتحدة.
 
اختراعه المقاوم للتآكل
بعدها نجح في تطوير غراء قادر على تحمل المياه المالحة الدافئة في جنوب المحيط الهادئ، عندما سيطرت البحرية الإمبراطورية اليابانية على جزيرة غواد الكانال، وسيرت دوريات في الجو والبحر طوال النهار، كانت الطريقة الوحيدة لتزود فيها قوات الولايات المتحدة جنودها العالقين على الجزيرة بالإمدادات هي بالاقتراب ليلا باستخدام قارب سريع، ورمي صناديق الأغذية المعلبة وغيرها من الإمدادات في البحر ليجرفها الموج نحو الشاطئ، كانت المشكلة في أن الغراء الذي يستخدم في إحكام تلك العلب يتحلل في الماء المالح، طور بورلوج وزملاءه خلال أسابيع مادة لاصقة تقاوم التآكل، وهذا ما سمح للغذاء والإمدادات بالوصول إلى قوات البحرية العالقين، وشملت المهام الأخرى العمل على التمويه، ومطهرات المطاعم، ومبيد د. د. ت. لمكافحة الملاريا، وعزل الأجهزة الالكترونية الصغيرة.
 
شهد عام 1964 تعبينه مديرا لبرنامج تحسين القمح الدولي في إل باتان (تيكسكوكو)، على الأطراف الشرقية من مدينة مكسيكو، التابع للمركز الدولي لتحسين الذرة الصفراء والقمح سيميت، التابع للمجموعة الاستشارية للأبحاث الزراعية الدولية المنشأة حديثا، بعد ذلك قاد تمويل معهد التدريب البحثي الدولي المستقل الذي طوره برنامج التعاوني لبحوث إنتاج القمح مؤسستي فورد وروكفيلر بالاشتراك مع الحكومة المكسيكية.
 
الاهتمام بالعمل الخيري 
في عام 1979 أعلن تقاعده رسميا، لكنه ظل مستشارا في سيميت، كما أولى اهتماما كبيرا بالعمل الخيري والتعليمي، ظل يشارك في البحوث الزراعية في سيميت على القمح، والشيقم (التريتيكال)، والشعير، والذرة الصفراء، وأصناف الذرة البيضاء التي تنمو في المرتفعات، وفي عام 1981 بات عضوا مؤسسا في المجلس الثقافي العالمي
 
شرع بورلوج عام 1984 في التعليم والإشراف على الأبحاث في جامعة تكساس، منح في نهاية المطاف لقب أستاذ مميز في الزراعة الدولية في الجامعة وحصل على مقعد يوجين باتلر للموهوبين في الحيوية الزراعية، وبقي بورلوج في جامعة تكساس إيه أند أم حتى غيبه الموت عام 2009.