كتب – روماني صبري 
لازالت تعيش الفنانة "عقيلة راتب" في وجدان المشاهد المصري، الذي يتذكر ملامحها ونظراتها الهادئة وبراعتها في تجسيد الأدوار الشعبية ومنها دور الأم خفيفة الظل في فيلم "عائلة زيزي"، و"زقاق المدق"، و"حب ودموع"، و"القاهرة 30"، وكانت ضجت حياة الراحلة بالكثير من الأحداث والمخاطر ففي طفولتها اقتحمت قوة من جنود الاحتلال الإنجليزي منزل والدها، وراحت تبحث عن المنشورات التي توزع ضدهم، فضربها حينذاك جندي فوقعت فاقدة الوعي، فحط الغضب رحاله داخل أهالي المنطقة، فوقعت معركة بينهم وبين جنود الاحتلال قتل فيها 5 من الأهالي، في كبرها فقدت البصر حيث كانت تعاني من المياه على العين، وحدث ذلك حين كانت تقوم بتصوير مشاهدها في فيلم " المنحوس" إنتاج 1987، وكونها كانت نموذج للسيدة الملتزمة التي تقدر وتحترم العمل أخبرت الجميع أنها لن تغادر موقع التصوير وتذهب إلى المستشفى إلا حين تنتهي من تصوير مشاهدها.
البداية .. ومعركتها مع الوالد 
ولدت كاملة محمد كامل في 22 مارس عام 1916، بمحافظة القاهرة وتربت في كنف عائلة ارستقراطية، حيث كان والدها محمد كامل دبلوماسي شهير ويعد أول مصري يعمل بقلم الترجمة في وزارة الخارجية وكان يتقن 7 لغات، تخرجت عقيلة من مدرسة التوفيق القبطية، وعرفها حب الفن مبكرا.
 
عندما بلغت الـ13 عاما أبصرها زكى عكاشة صاحب فرقة عكاشة المسرحية، فاقترح عليها التمثيل في الفرقة، فأخبرت والدها ليستبد به الحنق والغضب الشديدان، فضربها، ما جعلها تقرر العيش مع عمتها، في هذه الفترة ظل عكاشة يلح حتى وافقت عمتها لتشارك مع الفرقة بعدها في العديد من الأعمال
عقيلة تخطو عالم الفن بالغناء 
اشتهرت في بدايتها بصوتها الجميل والذي قدمته من خلال فرقتي علي الكسار وعزيز عيد الغنائيتين المسرحيتين في القاهرة، بدأت حياتها الفنية في الثلاثينيات، عملت ممثلة في المسرح في فرقة على الكسار هي وزوجها المطرب حامد مرسى.
 
وقتها اختارت لنفسها اسم عقيلة راتب بعد أن رفض الأب عملها في السينما حيث أن راتب هو اسم أخيها الذي غيبه الموت صغيرا، وعقيلة اسم صديقتها المقربة. 
 
عملت في أوبريت هدى، كبطولة وغنت فيه، واختارها زكى عكاشة لتكون بطلة فرقته المسرحية في العديد من الأعمال منها مطرب العواطف، حلمك ياشيخ علام، الزوجة آخر من تعلم، خلف البنات، جمعيه كل وأشكر.
60 فيلم سينمائي 
نالت العديد من الجوائز عن أفلام مثل، لا تطفئ الشمس، وتوجت بعدد من الأوسمة والجوائز من الملك فاروق والرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات.
 
 من أشهر أعمالها في التلفزيون عادات وتقاليد ،نجحت في أدوار السيدة التي تعيش في الأحياء الشعبية أكثر من البنت الأرستقراطية وفي البطولات لم تكن نجمة شباك، لكن يمكن الوقوف عند أدوارها في زقاق المدق، حب ودموع، ودور الزوجة في القاهرة 30.
قدمت ما يزيد عن 60 فيلما في السينما المصرية، منها بواب العمارة، "غدا يعود الحب"، "الفرسان الثلاثة" وكان آخر أفلامها الفاتنة والصعاليك العام 1976 من إخراج حسين عمارة، كما قدمت عددا من الأعمال المسرحية منها "مصير الحي يتلاقى" و"الزوجة آخر من يعلم" ومن أشهرها "هدى" و"ملكة الغابة"، ورحلت عقيلة عن العالم في 22 فبراير عام 1999 عن عمر ناهز 82 عاما .