كتب – روماني صبري 
احتفل العالم منذ يومان بذكرى ميلاد العالم المصري الكبير الدكتور "أحمد زويل"، والذي يعد واحدا من أعظم العلماء في العالم، فهو مخترع الميكروسكوب الذي يصور أشعة الليزر في مدة "فمتوثانية"، ما سمح برؤية الجزئيات خلال التفاعلات الكيميائية، ولعشقه واهتمامه بالعلم منذ طفولته علقت أسرته على باب غرفته بالمنزل لافتة كتب عليها " غرفة الدكتور أحمد"، إيمانا منهم أن طفلهم الصغير سيصيب نجاحا عظيما وسيدفع باسمه إلى واجهة العلماء.
 
البداية 
شهد يوم  26 فبراير عام 1946، ولادة "أحمد حسن زويل" بمدينة دمنهور محافظة البحيرة، جاءت به أسرته إلى مدينة دسوق  التابعة لمحافظة كفر الشيخ عندما بلغ 4 سنوات، وهناك تلقى تعليمه الأساسي،والتحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية بعد حصوله علي الثانوية العامة، وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدا بالكلية، ثم حصل على درجة الماجستير حول بحث في علم الضوء، قرر زويل الذهاب إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته في إطار منحة دراسية، ليحصل بعد ذلك على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر.
 
ولذكائه المتقد عمل باحثا في جامعة كاليفورنيا، بركلي، بعدها عمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا منذ عام 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية، حتى حصل علي الجنسية الأمريكية عام 1982، وظل يتقلد المناصب العلمية في جامعة "كالتك"، حتى عين أستاذا رئيسيا لعلم الكيمياء بها، وهو أعلي منصب علمي جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية خلفا" للينوس باولنج" الذي حصل علي جائزة نوبل مرتين الأولي في الكيمياء والثانية في السلام العالمي.
نحن نحارب الناجح حتى يفشل
ولاحتضان العلماء من الشباب المصري، أسس زويل مدينة "زويل للعلوم والتكنولوجيا" وهو مشروع مبادر لتطوير العلم والتعليم في مصر، وزعم وقتها البعض انه يطمح عبر هذه المشروع في اعتلاء دور سياسي، فرد زويل على هؤلاء بعبارته الشهيرة :" الأوروبيون ليسوا أذكى منا، ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح، أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل." 
 
انجازاته العلمية 
نجح زويل في ابتكار نظام تصوير فائق السرعة، يعمل بواسطة الليزر، ويستطع رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فمتوثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، وللعالم المصري الكبير  أكثر من 350 بحثا علميا في المجلات العلمية العالمية المتخصصة مثل مجلة ساينس ومجلة نيتشر، وضع اسمه بقائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة وتحتوي القائمة أسماء أشهر العلماء ومنهم :  ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل.
 
تتويجه بنوبل 
عام 1999 توج زويل بـ  (جائزة نوبل) في الكيمياء لاختراعه "كاميرا تحليل الطيف"، إلى جانب أبحاثه للتفاعلات الكيميائية عبر هذه الكاميرا، فبات بعد ذلك أول عالم مصري يحصد هذه الجائزة العالمية في الكيمياء، وتكريما له أطلق ميدان على اسمه بمدينة دسوق التي اقام فيها كبيرة من عمره.
 
كما حصل زويل على جوائز دولية وعربية عدة منها : جائزة ماكس بلانك وهى الأولى فى ألمانيا، جائزة وولش الأمريكية، جائزة هاريون هاو الأمريكية، جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم،جائزة هوكست الألمانية، انتخب عضوًا في أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية، ميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية،  جائزة الامتياز باسم ليوناردو دا فينشي، حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد والجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية، جائزة ألكسندر فون همبولدن من ألمانيا الغربية وهى أكبر جائزة علمية هناك، جائزة باك وتينى من نيويورك، جائزة السلطان قابوس في العلوم والفيزياء سنة 1989 سلطنة عمان،  جائزة وولف الإسرائيلية في الكيمياء لعام 1993، وسام بنجامين فرنكلن سنة 1998 على عمله في دراسة التفاعل الكيميائي في زمن متناهي الصغر (فيمتو ثانية) يسمى كيمياء الفيمتو.
 
 
حلمه لمصر 
حين سئل، ماذا في جعبتك لتقدمه لمصر بعد تاريخك المشرف في مجال العلم، أجاب وعلى وجهة ابتسامة :" أملي أن يكون عند الأجيال الشابة في مصر شغف حول تنمية بلدهم وللبلاد النامية، لذلك وجب علينا حثهم على الأخذ بأسباب العلم."
 
الرحيل 
غيب الموت "زويل" في 2 أغسطس عام 2016، بعد صراع مع سرطان  النخاع الشوكي، عن عمر 70 عاما، فأقيمت له جنازة عسكرية مهيبة بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي.