كتب – روماني صبري 
 
من المقرر أن تعقد الدول المنتجة للنفط "أوبك" اجتماعا طارئا يوم الاثنين لمناقشة الهبوط الحاد في أسعار النفط، وسبل الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى استقرار الأسواق، تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب تفيد أن المستهدف الآن هو خفض الإنتاج لنحو 10 ملايين برميل من الإنتاج العالمي، فهل بات المنتجين الكبار اقرب للتوافق على تقليص الإنتاج ضمن صفقة أوبك، والعودة بالأسواق نحو الاستقرار في ظل أزمة وباء كورونا التي عصفت بدول العالم  والتي كان لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي وأسواق الطاقة؟.
 
فيروس كورونا سبب غزارة الإنتاج 
وفي إطار ذلك، قال ستانيسلاف ميتراخوفيتش، خبير في مجال سياسات الطاقة، لبرنامج "بالتفاصيل" المذاع عبر فضائية روسيا اليوم، استقرار أسعار النفط، واحدا من الحلول المحتملة للمشكلة مع أنها مشكلة عميقة ولا يمكن حلها بسرعة، ولفت :"  فرط إنتاج النفط وقلة الطلب عليه يعود لتفشي وباء فيروس كورونا ببلدان العالم." 
 
كمية النفط الفائض بعد كورونا ؟ 
موضحا :" هناك كمية نفط فائض بين ربع وثلث الإنتاج الإجمالي، لذا واحدة من الحلول عمل اتفاق جديد ، والرئيس الروسي يقترح ذلك، وهو أن يشارك في الاتفاق الجديد البلدان التي شاركت والمنتجين الآخرون غير المنضمون هناك مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل."
 
اقتراح يخفف الأزمة 
وواصل :" في حالة لم نستطيع الاتفاق سيتبين من هم المنتجين غير الفعالون الذين أسعار الاستخراج عالية عندهم، وأمريكا في الغالب لن توافق على هذا،  مع ذلك بعد شهر أو شهرين سيضطر بعض المنتجين إلى الخروج من السوق." 
 
ولفت ":"اقتراح الرئيس بوتين يمكن أن يخفف الكرب ويسمح بالانتقال في ظروف ضرورة خفض أنتاج النفط، إلا أن ذلك لن يحل  جميع المشاكل القائمة أمام سوق النفط العالمي." 
 
هل ثمة استعداد سعودي لخفض الإنتاج ؟ 
وبدوره شدد دكتور محمد سرور الصبان، المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، على أن المملكة العربية السعودية لطالما تبحث عن استقرار أسعار النفط منذ عقود من الزمن، موضحا :" روسيا حديثة العهد في التعاون مع أوبك وهي التي رفضت عرض دول أوبك بتخفيض مقداره مليون ونصف برميل يوميا بحجة إننا أن نستمر في الاتفاق الحالي في الربع الأول إلى الربع الثاني والى نهاية العالم." 
 
الاقتراح الأخير في الماضي ؟ 
وواصل :" كلنا يعرف أن تمديد الاتفاقين لن يجدي، الآن نتحدث عن تخفيض بمقدار 10 مليون برميل يوميا، بينما كان الخفض الماضي 1.2 مليون برميل يوميا، فكان هذا لا يكفي إطلاقا، لذلك اقترحت مجموعة الأوبك بالإجماع أن يكون التخفيض 1.5 مليون وهذا ما رفضته موسكو،  لكن عموما الحديث في الماضي غير مجدي، الكل يعرف حقيقة ما جرى في الأسواق، كل الدول تضررت بما فيها روسيا." 
 
لهذا يسعى ترامب لإنهاء الصراع 
وكشف حافظ الغويل، كبير الباحثين في معهد الدراسات بجامعة جونز هوبكنز، عن أن الرئيس ترامب  ضغط على السعودية وروسيا لإنهاء الصراع بينهما بأسواق النفط ، والذي أسفر عن تضرر كل الدول، ولفت :" من وجهة النظر الأمريكية، أن الشركات الأمريكية المتخصصة في النفط الصخري والتي تعد أحدى مكونات الفئات في تأييد الرئيس ترامب هي التي تضغط عليه لإنهاء هذه الحرب."
 
وواصل :" لسبب بسيط أن هذه الشركات تبلغ تكلفة البرميل اليومي لديها حوالي 3 إضعاف ما تتكلفه السعودية لذلك لا يستطيع أن تبقى في السوق حتى إذا انخفضت الأسعار إلى هذه الدرجة."