كتب - نعيم يوسف

التعليم.. وطارق شوقي
قال يوسف زيدان، الكاتب والروائي، إن الهدف من التعليم هو بناء الإنسان، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم لديه خطة، ويجب أن نمنحه الفرصة لكي ينفذ خطته، مشددًا على أن مشاكل التعليم كثيرة، وإلى حين تنفيذ الخطة، البديل هو التثقيف العام، بالمناقشات والمسرح والفنون الرفيعة، والقنوات الفضائية.
 
التثقيف العام
ولفت "زيدان"، في لقاء مع برنامج "التاسعة"، المذاع على الفضائية الأولى، ويقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، إلى أنه يجب ترقية شعور الناس من خلال التثقيف العام، لحين ضبط المنظومة التعليمية، لافتا إلى أن هناك كتابًا للكاتب الكبير طه حسين منذ 80 عامًا، يحمل عنوان "مستقبل الثقافة في مصر"، ولكنه مهمشا، وهذا إذا طبقناه فهو حل للمشكلة التي نعاني منها حاليا.
 
ولفت الكاتب والروائي إلى أن فرنسا تعتني بكتابات الفلاسفة مثل جان بول سارتر، وبريطانيا تهتم بكتابات شكسبير، ولكن في مصر أمثال طه حسين ورفاعة الطهطاوي هم أبطالنا الذين لم يسعوا إلى سلطة ولا "بيزنيس" ولكن تطوير المجتمع كله، ومن المهم تعريف المجتمع بهم.
 
وأشار إلى أن طه حسين من النقاط المضيئة في تاريخنا، ومن غير المعقول أن يتم حبس أمثاله في حياتهم، والتطاول على سيرتهم بعد مماتهم، مشددًا: "دي قلة حيا.. وكلام فاضي"، مشددًا على أهمية الحديث عنه وعن كتاباته التي تصلح لكي تكون ميثاقا جديدا للثقافة في مصر.
 
تأثير الإسرائيليات في التراث الإسلامي
وأوضح "زيدان" أن هناك تأثيرًا مدمرا للإسرائيليات أو التراث العبراني العربي في التراث الإسلامي، مشيرا إلى أن هذه الروايات دخلت للتراث الإسلامي عن طريق عبدالله بن سلام، وهو أحد الصحابة، وهو من أصل يهودي، وأحد التابعين وهو كعب الأحبار، وهو يهودي يمني وكان صديقا لعمر بن الخطاب، وأيضا وهب ابن منبه، وهو توفى سنة 114 هجرية، وكان من أصحاب أوائل الكتب في التراث العربي، ومن بين كتبه "التيجان في ملوك حمير"، وعندما نقرأه نجد عبارات مثل "وأجمع العلماء على كذا كذا"، وهو تعبير ظهر في القرن الهجري الخامس أو السادس، ولا يصلح مع شخص عاش في القرن الأول الهجري، ولكن بعض المؤرخين اعتمدوا على رواياته على أنها هي الحقيقة، لافتا إلى أن الكتاب انعكس على التفكير العربي الإسلامي حتى الوقت الحالي.
 
من بنى مصر في الكتاب؟
وأكد أن الكتاب يروي أن أحد ملوك حمير، يدعى عبد شمس بن يشجب القحطاني، وهو ملك يمني، قرر بناء بلدًا بين البحرين المتوسط والأحمر، ومنحها لابنه بابليون، فبنى مصر، وأعطاها له، مشيرا إلى أن تمثال الملك مينا موحد القطرين فقط، عمره 3100 سنة قبل الميلاد، بينما هذا الكتاب كان سنة 1200 ميلادية، مشيرا إلى أن أحد أهرامات الجيزة عمره أقدم من العرب والعبرانيين، معقبا: "اعتمدنا خلال 1200 سنة على حكايات خايبة حكاها وهب بن منبه"، لافتا إلى أن هناك الكثير من الكتب التي تأثرت بروايات هذا الشخص.
 
وشدد الكاتب والروائي، على أن البعض يخلط بين الدين والتاريخ، مثل من يقولون إن البعض يقول إن رمسيس الثاني هو فرعون موسى، مشيرا إلى أن الكثير من المؤرخين يقولون إنه لا يوجد موسى في التاريخ المصري.
 
أخطاء وخلط بين المفاهيم
وأوضح، أن صاحب الكتاب يخلط بين "الوحي" و"التنزيل"، لافتا إلى أن "التنزيل" مفهوم إسلاميًا قرآنيًا، ولكن فكرة "الوحي" هي فكرة عامة، فمثلا اليهود والمسيحيون يقولون بـ"الوحي"، وليس "التنزيل"، فمثلا يعتقد المسيحيون أن كتبة الأناجيل كتبوها بوحي من الروح القدس، مشددًا على أن من يتهمون المسيحيون بتحريف كلام الله لا يفهمون طبيعة الوحي وأنه ليس مثل التنزيل حيث أن التنزيل يكون نصا لا يتم كتابته بطرق مختلفة.
 
وأشار إلى أن صاحب الكتاب يزعم أيضا أن "آدم" هو أبو "محمد"، وجعلوا الناس يتصورون أن "آدم" هو من بنى الكعبة، لافتا إلى أن أخطاء الكتاب لا يشفع له أنه قديمًا، ولا أنه تراثًا.