سامية عياد

"توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" أول عبارة افتتح بها السيد المسيح كرازته ، ومن قبل نادى بها يوحنا المعمدان ثم سلمها الرب للأباء الرسل لتكون مضمون و هدف كرازتهم ..
 
هكذا حدثنا نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا فى مقاله "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات" موضحا أن اقتراب الملكوت له عدة معانى فى الإنجيل ، فقد يعنى ملك الله على القلب وقد يعنى انتشار المسيحية ، وقد يعنى نهاية العالم والحياة الأبدية ولكن المعنى الأكثر شيوعا الذى كان هدف الكرازة هو أن يتوب الناس ، كانت تلك العبارة خلاصة القول ، فكانت المناداة المتكررة على الشعب على لسان الأباء الرسل ليعلنون بها سبب مجيئهم وهدف رسالتهم فقد كانت رسالة الرب لهم "واشفوا المرضى الذين فيها ، وقولوا لهم : قد اقترب منكم ملكوت الله" ، بل طلب منهم إذا رفضوهم عليهم أن يؤكدوا لهم بذات المناداة قبل المغادرة .
 
وعبارة "توبوا.." سلاح ذو حدين فهى تحمل تشجيعا وتحفيزا وفى نفس الوقت تحمل تحذيرا ووعيدا بالعقاب المنتظر ، وهناك إضافة وضعها الرب يسوع فى مناداته وهى "فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" والإنجيل هنا بشارة فرح ورجاء وطمأنة ، كما أن كلمة "اقترب" تعطى للخطاة رجاء بأن الباب لم يوصد بعد ، وللمستعدين سرورا لأن وقت المكافأة لم يعد بعيدا ، فالله يدعو جميع الناس فى كل مكان بالتوبة والرجوع إليه .  
 
اغتنم الفرصة واستمع لمناداة الرب لك بالتوبة والرجوع إليه ، الفرصة مازالت أمامك اليوم ، فقد يأتى غدا يقضى فيه الأمر فتسمع تعبير" أغلق الباب" أو "هوذا العريس قد أقبل" وهو تعبير يعنى أن جميع الفرص قد أستنفذت ..