شاركت مع رفاقي كمقاتلة و ضابطة بعدة حملات عسكرية في الدفاع عن شعبنا
فتاة من مواليد عام 1995 من المكون الكردي لمدينة القامشلي في شمال سوريا، رغم صغر سنها استطاعت أن تصبح الرئيس المشترك لهيئة الشباب والرياضة لإقليم الجزيرة.

قالت آمد ممو، الرئيس المشترك لهيئة الشباب والرياضة لإقليم الجزيرة، في بداية حوارها لـ"الوطن": "بالإضافة إلى لغتي الأم واللغة العربية التي تعلمتها في المدرسة قمت بتطوير اللغة الإنجليزية من خلال دورات تعليم الإنجليزية وطورت لغتي كي تساعدني أكثر في عملي الدبلوماسي، واصلت دراستي العربية إلى نهاية الصف الثالث الثانوي ودرست في جامعة روجافا بكلية الأدب الكردي ولكن بسبب ظروف الثورة ضحيت بالدراسة".

وأضافت: "كثير من شباب ضحوا بدراستهم أو بأعمالهم في سبيل خدمة هذا الوطن وفي سبيل تحرير الشبيبة كوننا الفئة الأكثر تعرضاً للهجومات الجسدية والمعنوية أي الفئة التي تتضرر من هذه الحروب سواء كان جسديا أم نفسيا أم ثقافيا".


وتابعت: "في بداية  ثورة الشعوب في الشرق الأوسط  والثورة التي اندلعت في سوريا وامتدت إلى مناطقنا أي روجافا كردستان قمنا بتنظيم أنفسنا ضمن مجموعات وحدات الحماية الذاتية كوننا على يقين تام بأن هذا الوطن بحاجة إلى الحماية و توفير الأمن للشعب ومن واجبنا نحن فئة الشباب حماية وتنظيم الشعب لأن الشبيبة هي القوة الديناميكية لأي مجتمع".

وأشارت إلى أنه بعد مرور فترة من التنظيم وحدوث عدة تطورات ونشاطات ضمن الأحياء الشعبية "قمنا بتشكيل وحدات حماية الشعب و مع تشكيل هذه الوحدات قمنا بتنظيم المرأة الشابة بشكل خاص أي (وحدات حماية المرأة) والشبيبة بشكل عام".
كنت ضابطة في وحدات الحماية وحاربت ضد داعش وجبهة النصرة

وواصلت: "شاركت مع رفاقي كمقاتلة وضابطة بعدة حملات عسكرية في الدفاع عن شعبنا ضد جميع الهجمات التي تعرضت لها مناطقنا وبعض القرى التي يقطنها الشعب العربي الذي استنجد بوحداتنا لحمايته من قبل ما يسمى بجبهة  النصرة وحديثا داعش وبعد مرور 4 سنوات من عملي كمقاتلة في وحدات حماية المرأة  تم انضمامي إلى حركة الشبيبة الثورية وبعد فترة قصيرة تم فرزي من قبل الحركات الشبابية إلى مركز الشبيبة للعلاقات الدبلوماسية في روجافا وشمال سوريا".


وأضافت: "بعد انضمامي إلى العمل الدبلوماسي قمنا بعدة نشاطات منها تأسيس تنسيقية الشباب الأكراد في روجافا وتم اقتراحي كناطقة رسمية باسم هذه التنسيقية وأيضا قمت بعدة جولات إلى باشور كردستان أي شمال العراق لتوطيد العلاقات بين شبيبة روجافا وباشور كردستان وقمنا بتنظيم الشبيبة من كافة المكونات، (كرد وعرب وسريان وآشور وتركمان وجركس وأرمنيين) تحت إطار مجلس شباب سوريا الديمقراطي (MSD) ونتيجة عملنا الحي استطعنا الوصول إلى بعض الحركات الشبابية والشخصيات المستقلة والطلبة وشبيبة الأحزاب السياسية في بعض دول الشرق الأوسط مثل لبنان والسودان والعراق".

وأوضحت أنه من خلال علاقات وتواصل مع الشباب في الشرق الأوسط  "قمنا بعقد المؤتمر الثاني لشبيبة الشرق الأوسط  في عام 2019  بمدينة المقاومة كوباني بشمال سوريا وفي اليوم الثاني من المؤتمر تشكل مجلس شبيبة الشرق الأوسط المؤلفة من ممثلين من كافة الحركات الشبابية في الشرق الأوسط وكنت عضوة من ضمن هذا المجلس".


وتابعت: "في الآونة الأخيرة تركت القوات، كوني رأيت أنه من الأفضل إعطاء الدور لغيري في سير العمل، ولأن الظروف القائمة في المناطق وحالة الحرب التي تعيشها لن يستطيع المجلس التنفيذي إجراء انتخابات ديمقراطية تم ترشيحي من قبل الحركات الشبابية لرئاسة هيئة الشباب والرياضة لإقليم الجزيرة، وتعييني من قبل المجلس التنفيذي وبمصادقة من المجلس التشريعي".

وقالت: "خططنا في هذا العمل هي استقلالية الشبيبة من عدة نواحي وتطويرها في جميع المجالات، منها الاقتصادية والثقافية والفنية والسياسية والدبلوماسية، أي تطوير اقتصاد الشبيبة وتحصيلها على استقلاليتها وأيضا نهدف إلى حفظ  حقوق واستقلالية الشبيبة، حتى تصبح الشبيبة صاحبة القرار وتدير نفسها بشكل أفضل".


وأشارت إلى أنها وجدت حلا للعوائق التي تواجه الشباب وتعالجها عن طريق مراكز للتنمية الشبابية والتدريبات التأهيلية والأكاديميات التي تدرب وتنظم الشباب.

وقالت إنه بفضل الثورة، استطاعت تغيير الذهنية الذكورية التي تتسلط على المجتمع برفع دور المرأة الشابة وتشجيعها على ممارسة حقوقها من كافة النواحي، وأنها لم تكن تستطيع الحصول على حقوقها من الناحية الرياضية.

وأضافت: "الدول المهيمنة و خاصة تركيا تسعى دائما إلى تفريغ الشمال السوري من الشباب باستخدام طرق الشدة والخوف، وتخوض معنا حربا لا أخلاقية تستهدف الشباب وتحاول كسر إرادة المجتمع الذي يناضل من أجل حريته، وأيضا تشجع هجرة الشباب إلى الخارج وترك بلادهم".

اختتمت ممو حديثها لـ"الوطن" بالقول: "استشهد عدد كبير من رفاقي الذين كنا دائما نناضل لأجل تحقيق أحلامنا والتي هي العيش بحرية وخاصة نحن كشباب، إنني دائما أسعى لتحقيق طموح رفاقي الذين استشهدوا في سبيل حرية هذا المجتمع وتحقيق الأمن والاستقرار، وأيضا كوني شابة  في مقتبل العمر وأؤمن كل الايمان بأن الشباب مليء بالطاقة التي تستطيع تحقيق الحرية لهذا المجتمع".