«مفيش فايدة»، أمام هذه الكلمات تضاءل غضب عائلة الطفلة الرضيعة سلمى الصياد، ليحل محله شعور بالقهر تجاه صاحبة الشهور الأربعة التى ستُبتر ذراعها خلال أيام.

الطفلة ضحية الإهمال الطبى فى مستشفى «تلا» بالمنوفية، تحول لديها «دور برد» إلى «غرغرينا» فى ذراعها، ولا يبدو أن سعى الأسرة وإجراءات المحافظة والمستشفى لإنقاذها ستعود بفائدة عليها، لتعيش باقى عمرها «معاقة» بسبب الإهمال.

«اعملوا أى حاجة إلا البتر»، هكذا توالت مناشدات الأسرة للأطباء فى مستشفى المنوفية العام، الذى نُقلت إليه من «تلا»، لكن بدا أن حالة الطفلة تجاوزتها. «لازم تتبتر.. مفيش بديل؟».

بدأ المتعاطفون مع حالة الصغيرة فى البحث عن طبيب، فى أى مكان بالعاصمة، يخبرهم بكلام مغاير، أو يمنحهم أملاً فى حل آخر.

متعاطفون تبنّوا الحالة.. وعمها: «هنروح بها آخر الدنيا»
محمد الصياد، عم الطفلة قال بغضب: «مش عارفين هينفذوا البتر إمتى، نفسى أسمع كلمة تبل الريق، اللى عنده حل هانروح له ولو فى آخر الدنيا، بس البنت تعيش سليمة». وأضاف: «صحيح الدكاترة مش مقصرين، بس هى ملهاش ذنب فى دا كله».

مروة محمد، متعاطفة مع حالة الطفلة بدأت البحث عن حل لدى الأطباء الذين اشتهروا بإنقاذ الأطراف من عمليات البتر أو إعادتها عقب بترها، وأجرت اتصالات عديدة بحثاً عن طبيب لديه فكرة أو حل لتجنب بتر ذارع سلمى، وفسرت ذلك الاهتمام بقولها «قصة البنت مؤثرة جداً، والدتها حملت فيها بعد 4 سنين زواج لم تنجب خلالها، وأهلها فقراء سايبين اللى وراهم واللى قدامهم عشان يقعدوا جنبها، وبحاول أشوف لها حل علشان أساعدهم».

نيابة «تلا» بإشراف المحامى العام الأول بالمنوفية، فتحت التحقيقات فى الواقعة، واستمعت لأقوال أسرة «سلمى» واستمعت لأقوال الممرضة المتهمة والمدير وبعض العاملين، وقررت تشكيل لجنة طبية لتوقيع الكشف وإعداد تقرير حول الواقعة.