عرض/ سامية عياد
خلال فترة الصوم نعيش مع الكنيسة حالة من الشبع القلبى بكلام الله والنصرة على شهوات العالم ، إذ يكون الاشتياق الى الشبع الروحى الحقيقى "طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون"..
 
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "لماذا الصوم؟" وضح لنا أن الصوم فرصة للإرتقاء الروحى من خلال قراءة الكتاب المقدس والكتب الروحية أو من خلال تنفيذ تداريب روحية كالصلاة الدائمة أو من خلال الصوم الانقطاعى فالمؤمن يسعى للوصول الى الشبع الروحى الحقيقى "وجدت كلامك كالشهد فأكلته" ، "وأبتهج بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة" ، خلال فترة الصوم ندخل الى فردوس الحياة الروحية ، بداية من أحد الرفاع وصولا الى أسبوع الآلام وفرح القيامة المقدسة . 
 
فى أحد الرفاع نبدأ رحلة البنوة الروحية للأب السماوى ونشبع فى الحضن الأبوى ، وهذا يفتح أمامنا الكنوز الروحية الحقيقية فى آحاد الصوم المتتالية فالأحد الأول نتمتع بملكية الله على القلب حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا ، الأحد الثانى النصرة على الشيطان وإغرائاته ، الأحد الثالث نرتمى فى حضن الآب مثل الابن الضال الذى قيل عنه "كان ميتا فعاش ، وكان ضالا فوجد" ، الأحد الرابع الأرتواء بالماء الحى الذى لا يجعلنا نعطش أبدا بل يكون لنا الحياة الأبدية وهو أحد السامرية إذ قدم لها الرب الماء الحى أى عمل الروح القدس فى القلب الذى جعلها تتغير ، الأحد الخامس علينا أن تتفتح أعيننا من عمى الخطية مثلما حمل المخلع سريره ومشى ، الأحد السادس وهو أحد التناصير و التجديد الذى يناله من تعمد والأعين التى تبصر ملكوت الله .
 
رحلة آحاد الصوم الكبير رحلة نعيشها كل عام فيها يمتلى القلب من النعمة وعمل الروح القدس ، فيها نرتقى بالحياة الروحية ونبصر ملكوت الله ونعيش شركة آلام المخلص وصولا الى الحياة الأبدية بالقيامة الروحية ...