كتبت :  سامية عياد

منح الله كل واحد منا مواهب معينة لأجل بنيان الكنيسة ، وهى عطية مجانية من الله ، على الإنسان أن يكتشفها و يحسن استخدامها ويفيض بها على غيره .. 
نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله الثانى عن "اكتشاف المواهب والوزنات" حدثنا عن أمور تساعد على اكتشاف المواهب وتنميتها ومنها أولا: القراءة والدراسة فى الكتاب المقدس وهو خير معلم وأيضا فى كل فروع المعرفة الأخرى التى تصقل المواهب وتظهرها ،

ثانيا: مشاركة الآخرين فى العمل الذى يقوم به الشخص يساعد على نمو قدراته وأيضا قدرات الآخرين ، فكل منا يسلم للآخر ما تعلمه من خبرات ومهارات ، والكنيسة تعلمنا هذا ، الخادم يقدم ما تعلمه لمخدوميه ، فالمعلم كلما يعطى كلما يأخذ من الله "لأن كل من له يعطى فيزداد ، ومن ليس له فالذى عنده يؤخذ منه" ، هكذا كنيستنا كنيسة تسليم وتؤمن بالتلمذة ، فكل جيل يسلم للجيل الذى يليه فتتعلم الأجيال المتتالية الكثير من الخبرات والمهارات والقدرات .
 
وهناك أمور يجب الحرص منها حينما نتعامل مع المواهب ومنها الغيرة والحسد وصغر النفس ، فقد يصاب البعض بالغيرة عندما يرى مواهب غيره ، فلابد أن يعلم كل منا أن الله لا يعطى المواهب بسبب قدراتنا أو استحقاقا الشخصى بل هى عطية مجانية من عنده يخصها بشخص بعينه من أجل تحقيق أهداف روحية ، فعلينا أن ندرك هذا جيدا ولا نحسد من يمتلكها بل نطلب من أجل ازدياده وبهذا نستزيد نحن نعما أكثر ، أيضا الحرص من الكرازة بالذات ، فقد يتباهى الشخص الذى خصه الرب بمواهب معينة أمام الناس بقدراته وينتظر المدح والإعجاب من الآخرين ، بالطبع هذا الشخص يفقد كل شىء بهذه الطريقة.
 المواهب لتحقيق مجد الله وليست لتحقيق مجد الذات ، علينا أن نكتشف عطية الله المجانية فينا ونستخدمها من أجل بنيان الكنيسة ومن أجل النمو الروحى ومن أجل استمالة النفوس البعيدة عن الله .