خبير في العلاقات الدولية : شركات الأدوية رفضت تمويل الأبحاث منذ 17 عاماً لعدم الجدوي الاقتصادية

كتب – أحمد المختار

كشف الرئيس الأمريكي " دونالد ترامب " في المؤتمر اليومي للكشف عن أخر مستجدات تفشي فيروس " كورونا " في الولايات المتحدة ، عن بلاده تسعي لتطبيق طرقاً أسرع ، لفحص أي حالات يُجري الاشتباه في إصابتها ، مشيراً إلي تعاون الولايات المتحدة مع الشركاء الدوليين ، فيما يتعلق بالفيروس .

و في هذا الشأن ، ناقش برنامج " الآن " علي شاشة " اكسترا نيوز " الجهود الأمريكية في مكافحة الفيروس ، من خلال طرح الأسئلة علي عدداً من الضيوف ، و منهم :

الدكتور " إدموند غريب " الخبير في الشئون الأمريكية من " واشنطن " ، و الذي قال : " وباء كورونا ، قد يشكل تهديداً لمستقبل الرئيس الأمريكي ، الذي لطالما تغني بنجاحاته و إنجازاته علي المستوي الاقتصادي ، يجد نفسه في مواجهة تحدياً ضخماً ، نتج عنه أزمات اقتصادية عديدة ، في ضوء مطالبة الحكومة الاتحادية المواطنين الأمريكيين بالبقاء في منازلهم ، و خاصةً كبار السن ، الذين يواجهون مشكلات مرضية ، و نقصاً في المناعة "

وعي ترامب
و تابع : " الرئيس الامريكي ، بات لديه وعياً كبيراً ، عما كانت عليه الأمور في بداية الازمة ، حينما قلل من أهمية الوباء ، و من آثاره علي المواطنين و العالم " .

كورونا مشكلة كبيرة
و أوضح : " الرئيس الأمريكي ، يواجه مشكلةً كبيرة ، لم تشهد مثلها من قبل الولايات المتحدة شيئاً مماثلاً ، منذ نهاية الحرب العالمية الأولي ، حينما واجهت الأنفلونزا الأسبانية ، التي أدت إلي مقتل أعداد كبيرة بغت مئات الآلاف في ذلك الوقت " .

و أكمل : " حتي موظفي البيت الأبيض و الكونجرس الأمريكي ، لم يسلموا من ذلك الوباء ، فالرئيس ترامب يحاول الحفاظ علي الاقتصاد من ناحية ، و الناحية الأخري أن الوباء لن يؤثر بصورة كبيرة علي الاقتصاد الأمريكي ، في ظل إغلاق الشركات و المدارس و الجامعات و المطاعم ، إما بأمر من الحكومة الاتحادية ، أو السلطات المحلية في كل ولاية " .

تداعيات الأزمة
و استطرد : " هناك بالطبع تداعيات علي فرص الرئيس الامريكي في الانتخابات القادمة ، بالتزامن مع تصريحاته التي يطلقها لطمأنة المواطنين ، بأن الفترة التي سيبقي فيها الأمريكان داخل منازلهم ، لن تطول و ستنتهي بحلول عيد الفصح في منتصف أبريل القادم ، لكنه أعلن اليوم تمديد مد أجل تلك الفترة إلي نهاية شهر أبريل ، و طلب من المواطنين البقاء في بيوتهم ، و العمل من منازلهم " .

الإجراءات
و أوضح : " الرئيس الأمريكي اتخذ عدداً من الإجراءات ، من أهمها تفعيل قانون الدفاع الوطني ، و ذلك لإنتاج الشركات و المصانع الأمريكية ، للأجهزة و المعدات ، في ظل معاناة الولايات المتحدة من النقص الهائل لأجهزة التنفس الصناعي الضرورية ، لمساعدة المرضي " .

و ذكر : " الرئيس خلال كلمته انتقد عدداً من المستشفيات ، لقيامها بشراء كميات كبيرة من الأجهزة ، و احتجازها ، دون مساعدة المستشفيات الأخري " .

مواجهة الوباء
و أضاف : " الرئيس أعلن أن الولايات المتحدة لن تغلق أبوابها ، و ستستمر في مواجهة هذا الوباء ، و مواصلة العمل بالروح الأمريكية " .

أنتوني فاوشي
و استمر قائلاً : " الخبير الشهير بالأمراض المعدية في الولايات المتحدة " أنتوني فاوشي " ، ظهر خلال لقاءات الرئيس ، و عارض بعض تصريحاته في عددٍ من الأحيان ، إلا أنه صرح بأنه قد تفقد الولايات المتحدة بسبب الفيروس التاجي من " 100.000 إلي 200.000 " شخصاً ، بالإضافة إلي حصد ملايين الإصابات ، في حال عدم تراجع الفيروس ، أو اكتشاف أدوية جديدة ، فضلاً عن توفير الأجهزة التي تحتاجها الولايات المتحدة " .

الشركات في أمريكا
و بين " إدموند غريب " : " أمريكا تشهد مشاكلاً ، لطبيعة عمل الشركات ، سواء العابرة للحدود أو متعددة الجنسيات ، و التي قامت في العقود الأخيرة بتصدير الملايين من الوظائف الأمريكية إلي الخارج ، للدول التي تملك عمالة رخيصة ، لزيادة أرباحها ، و إيمانا ً بمفهوم العولمة ، و لذلك نري حوالي " 80 % " من الأدوية داخل الولايات المتحدة ، تأتي من الصين ، و هناك حوالي " 70 % " من المسكنات و المضادات الحيوية تأتي أيضاً من الصين ، لذلك فإن أمريكا تواجه تحديات لا يمكن تجاوزه بسهولة أو سرعة ، و مع ذلك النظام الأمريكي ليس مركزياً ، مثلما هو الحال في الصين " .

من جهة أخري ، قال الدكتور " ماك شرقاوي " خبير العلاقات الدولية من " واشنطن " : " خسائر الولايات المتحدة حتي الآن ، تجاوزت " 6 تريليون " دولار ، فالاقتصاد الأمريكي يحقق أسوأ أرقامه في تاريخ الولايات المتحدة ، بالمقارنة مع الكساد الكبير في 1928 " .

شركات الأدوية

و أكد : " هناك محاولات كثيرة من العلماء و الباحثون في أمريكا ، للتوصل إلي علاجات و لقاحات ، لمواجهة كورونا ، إلا أن شركات الأدوية هنا رفضت تلك الأبحاث ، بحجة عدم الجدوي الاقتصادية ، منذ 17 عاماً " .

الوجه الآخر لكورونا
و أضاف : " فيروس كورونا تسبب في إظهار عورات الأنظمة السياسية ، من بينها النظام الأمريكي ، فأكبر اقتصاد في العالم ، و أقوي قوة عسكرية حول العالم ، بالمقارنة مع نقص الأدوات و الأجهزة في النظام الصحي الأمريكي ، و هو ما أبان عن هشاشة النظام في الولايات المتحدة " .
و اختتم : " الكونجرس اعتمد 2.2 تريليون دولار لمساعدة الاقتصاد الأمريكي ، و قد تمتد إلي " 6 تريليونات " حسب الحاجة ، في الوقت الذي اعتمدت فيه الأمم المتحدة فقط " 2 مليار دولار " ، فأزمة كورونا ستغير الكثير من الأنظمة ، و التعامل مع تلك الأزمات ، ولابد من إيقاف الحفلات و التجمعات بالقوة و عزل الولايات بالقوة " .